مخطوبة لغيره.. الندم يقتلني لتركه رغم إساءاته
أشكرك لسؤالك..
أول صورة خطرت بذهني بعد قراءة سؤالك هي صورة خطيبك الحالي.. الذي تصفينه بأنه ملتزم وتمت خطبتك عليه بموافقة أهلك وبعد الاستخارة والاستشارة. أشفقت عليه وتبادر إلى ذهني هذا السؤال الذي أرجو أن تسأليه لنفسك أيضاً: هل كانت هذه الخطبة انتقاماً من حبيبك الأول؟ لو كانت الإجابة بـ(بنعم)، فسيكون ذلك ظلماً كبيراً بحقه.
عزيزتي.. لنراجع معاً بعض كلامك.. أنت الآن تندمين على تركك لشخص متحكم جداً.. غير ملتزم.. يستهزئ بأهلك وبك.. ليس هذا فقط.. بل أنت منهارة وموجوعة القلب لفراقه.
يبدو لي يا فاطمة أنك لا تحبين نفسك، بل إنك ربما تكرهينها، فمن يشتاق لشخص يراه بهذه المواصفات لا يمكن أن يكون على علاقة طيبة مع نفسه، ولا يمكن أن يكون هدفه من الحب والزواج سوى استدرار الأذى ونسج خيوط الفشل.. أنت مستعدة لعدم رؤية عيوب ذلك الشخص وسوء معاملته لك ولأهلك، في مقابل أن يكون لك ولا يكون لغيرك.
يبدو لي أيضاً يا فاطمة أن ما يحركك حالياً وربما منذ فترة طويلة هو (الانتقام) من ذلك الحبيب الذي أجل خطبتك حتى الانتهاء من التعليم، وفوجئت به الآن قد خطب فتاة أخرى.
لكن يا صديقتي دائرة الانتقام لا تنتهي، وشهوة الانتقام لا تنطفئ، وسيستهلك ذلك من طاقتك ومشاعرك كثيراً قبل أن تفيقي على خسارة جديدة أنت في غنى عنها.
ما أراه في الحقيقة هو مجموع كل ما سبق.. فأنت لا تودين فقط الانتقام منه، بل إنك فعلياً تنتقمين من نفسك برغبتك في العودة إليه رغم سوء أخلاقه وتعامله، وتنتقمين من شخص ليس له أي ذنب (خطيبك الحالي) من خلال حنينك لغيره وأنت ترتدين خاتمه في يدك.
فاطمة..
من يختار الارتباط بمن يسيء معاملته.. يحتاج علاجاً نفسياً..
من يدور في فلك الانتقام من نفسه ومن غيره، يحتاج علاجاً نفسياً..
من يفكر في حبيب سابق، وهو مع خطيب أو زوج حالي.. يحتاج مراجعة نفسه..
قفي لحظة مع نفسك.. واختاري.. إما كسر دائرة الانتقام والبدء من جديد، بمساعدة علاجية حقيقية.. أو الغوص في بحور الندم على الأذى، والحسرة على الظلم، والاشتياق لدور الضحية، وأنصحك وقتها بإطلاق سراح خطيبك الحالي، قبل أن يصير جزءاً من اللعبة.
دعواتي لك.. وله..
اقرئي أيضا:
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
المواقف غير المنتهية.. دراما داخلية وأحجار على الطريق
استشارات ذات صلة:
أعاني الوحدة وأؤذي نفسي
تعرضت للاغتصاب في الصغر وأكرر ما فُعل بي
