صحــــتك
01 يونيو 2018

ضل الحائط أفضل من راجل لا يستحقك

أنا مطلقة عمري ٥٢، عندي أربعة بنات، أثنين الكبيرات معي، والصغريات مع أبيهم، وهو لا يعير فراقنا اهتماما، اعيش حالة نفسية صعبة، أحاول أن أصبر على فرافهم، تقدم لي رجل للزواج يكدب غالبا، وله زوجتين يعيش استقرارا تاما معهما، كذب علي في اول ما اتصل بي وظللنا نتحدث الى ان الفته وتعلقت به، الان هو يقول انه يريد الزواج، انا لا احس بالارتياح لانه لا يفتقد شئ، له زوجتين تحبانه، لا ارى داعي لاضافتي لحياته الا انه يصر انه يحتاجني، ساعة تحذثني نفسي ان اقبل اقول في هذا العمر صعب ان التقي بانسان يحبني اللهم ربع رجل او لا رجل، واقول كذلك هذا المنشغل والكثير المسووليات والزوجات سيخلى لي المجال لاربي بناتي واهتم بعملي داخل اطار زواج شرعي..  أفيدوني أرجوكم.. أقبل أم أرفض
ضل الحائط أفضل من راجل لايستحقك
أهلاً وسهلاً بك سيدتي الكريمة،
القرار دائماً يكون لصاحب الشأن، والمساعدة التي يمكن تقديمها تكون توضيحاً لأبعاد ما يتحدث فيه صاحب الشأن ويخفى عليه، أو لا يدركه بشكل كافٍ، أو بشكل صحي، لذا لا تتوقعي مني أن أقول لك تزوجيه أو اتركيه.



ولكن يمكنني أن أقول لك ما أراه؛ فأنت تعانين فعلياً من طلاقك، ومن فراقك لباقي أولادك، وواضح ان زوجك السابق لا يساعدك في مسؤوليات من معك من الأولاد لا مادياً ولا معنوياً؛ فأنت إذن تحيين درجة من المعاناة التي تحمل الكثير من التفاصيل؛ كالوحدة والاستقلالية الكبيرة، وفراق باقي أولادك وهو أمر غير هين على الإطلاق.

ما أنت فيه مؤلم ومرهق وغير هين على الإطلاق، وأنا أشعر بك، ولكن بمرور الوقت ستتمكنين من التأقلم مع جزء كبير من مشاكلك؛ ففي كثير من التحديات الزمن عامل حقيقي؛ وعندك مثلاً موت أحد الأحبة.. إنه يترك أثراً كبيراً في النفس، ولكن الوقت وحده هو الذي يساعد على تناقص حجم الألم وهدوئه مع بقاء الشوق والتذكر.



فالاستقلالية، وفراق باقي أولادك بشكل أو بآخر سيتم التعامل معهما بطرق مختلفة على مدار السنوات يتخللها بالطبع رؤيتهم، والاتصال بهم، ويمكنك فعل الكثير في تلك المساحة التي تخفف من وطأة الفراق؛ كالاتصال اليومي بهم صوت وصورة، ومتابعة تفاصيل حياتهم، والاتفاق على توقيتات في العام لرؤيتهم وغيره، وتذكيرك لنفسك انهم مع والدهم، وأنهم في مأمن مادي، ومعنوي أن شاء الله.

ويبقى شعورك بالوحدة والاحتياج لمشاركة وونس ومشاعر وعلاقة جنسية، وهنا تحتاجين للتفرقة بين ما تستحقين،وما تحتاجين؛ فكل احتياجاتك هي حقك المشروع تماما، ولا تخصك وحدك؛ فأنا وأنت، وزوجك والرجل الآخر، وكل البشر يحتاجون ذلك، وهي حقوق لنا تجعلنا أكثر استقرارا وراحة ورضاء، ولا يجوز أن ننظر لها، أو نتعامل معها بإهمال أو استنكار أو سخرية أو دونية تحت أي ظرف.


وهذه الحقوق حقوقك، ولكن يهذبها ويحميها من تحولها "لأذى" تراجعي بصدق ماذا تستحقين؟ أنت تستحقين حباً غير مشروط، واهتماماً صادقاً، وقبولاً غير مشروط، واحتراماً.. هذه احتياجاتك التي تستحقينها.. وإدراكك لهذا الاستحقاق سيمكنك من احترام احتياجاتك، وعدم ترك احتياجاتك تجور على ما تستحقين؛ فأنت أم تعتنين وتقومين على من معك من أبنائك، وتقومين بعمل في مجتمع، وتحملين مشاعر تخصك وأفكاراً وروحاً بمذاقك، واهتمامات تشكل شخصك، وغيره من الجمال الداخلي الذي يستحق أن يحصل على احتياجاته من شخص يثمن ذلك بصدق، وتهنئين معه بأمان وثقة واستقرار، وحب غير مشروط بينكما.

هذا ما تستحقين.. فهل هذا ينطبق على هذا الشخص؟ أنت لاحظت كذبه الكثير؛ فكيف ستحيين معه بأمان وثقة؟ وهو متزوج باثنتين ذكرت أنهما تتعايشان معه بتناغم، فهل سمعت هذا منهما مثلاً، أم منه هو فقط؟



فالرجل حين يكتشف أن زواجه لسبب ما جعله تعيسا، أو غير راضي، أو يفتقر لشيء مهم جدا فيه؛ يبحث بحكمة كان يفتقدها وقت زواجه الأول عن زواج ثاني أنضج، وأكثر قربا من سعادته؛ فلماذا يتزوج ثالثا؟ هذا لابد وأنه يعني شئ مهم، حتى لو قدراته الجنسية عالية فلديه زوجتان.

نحن في عياداتنا نرى الرجل متعدد العلاقات يندرج تحت الشخصيات الصعبة، فمنهم من يعدد علاقات عاطفية، أو جنسية بشكل مشروع أو غير مشروع، ولكن يبقى رجل متعدد العلاقات مادام يحب ويتزوج ويكذب ويخون من يتزوجهن بدرجات متفاوتة، ودراستنا لنوعهم جعلتنا نتمكن من معرفة خصال تميزهم على اختلافاتهم الفردية بالطبع؛ فهم يتحلون بقدرة عالية على التعامل مع الأنثى، يغدقون عليهن المفاجآت والهدايا والكلام المعسول والمال بشكل عام، والأحلام، والإنصات، يتحلون أحياناً بخفة الظل، وطاقة حركة كبيرة، وغيرها من مهارات "الصياد" الذي يتمكن من اختيار فريسته، وغداً سيتزوج عليكن أنتن الثلاث؛ فماذا تستحقين؟.


مع احترامك لاحتياجاتك المشروعة ماذا تستحقين؟ هذا هو السؤال المهم، أما حديث السن، وضل رجل ولا ضل حيطة؛ فهو الأذى بعينه؛ فظل الحائط أفضل من رجل يدور بك في قصصه الكاذبة، والتغذي بنرجسيته على هالة من النساء تدور حوله، وسنك هو عمرك الداخلي الذي لا يشيخ إلا إذا قررت أنت هذا، والرجل الذي تستحقينه أهم من الرجل الذي يتوفر الآن على أي حال،.. ويبقى القرار قرارك بعد ما حدثتك بكل ما أراه ؛ لأنك أنت من يحيا تفاصيل الحياة، ولأنك أنت المسؤولة عما ستختارين.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
01 يونيو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.