صحــــتك
16 ديسمبر 2017

خايفة من الفشل ومتكتفة وواقفة محلك سر

أنا بعاني من خوف من الفشل وخوف من المستقبل بدرجة كبيرة جدا عامل شلل في كل حياتي. حاسة اني صغيرة وضئيلة قوي عن كل الناس والاحداث اللي بتحصل وإني مش قد اني أواجه أي تحدي. عندي احساس بالنقص وعدم الثقة في نفسي رهيب واني متأخرة كتيييير قوي قوي عن اللي حواليا (وده حقيقي لاني مابطورش من نفسي بسبب خوفي من الفشل). الاحساس دي معايا من اكتر من عشر سنين من ساعة ما اتخرجت وعمال يضغط عليا ويزيد لدرجة اني مش عارفة اعيش وشايفة عمري بيتسرق مني. مش عارفة اتعايش اكتر من كده ولا اتغير. مش قادرة حتي اشكي وازود هموم اللي حواليا عشان كلهم تعبانين وكل واحد فيه اللي مكفيه.
الثقة بالنفس
أهلا وسهلا بك يا صديقتي،
رغم أن ما تعانين منه يبدو أنه الخوف من الفشل، وفقدان الثقة بنفسك، كما ذكرتي؛ إلا أن حقيقة المشكلة تكمن في عدم قبولك وحبك لنفسك، ومقارنتها الدائمة بغيرك، وهذه القصة تحديدا من الصعب جدا أن تكون نابعة منك أنت؛ فلقد كنت طفلة تقبل نفسها، وتحب نفسها، وتحب من حولها، ولا تقارن نفسها بغيرها، ولكن هناك من تمكن من زرع عدم قبولك لنفسك، وربما كرهها، ومقارنتك الدائمة بغيرك - عن غير عمد/ أو بعمد، عن نية حسنة/ أو غير حسنة - حتى نغصت عليك عيشك.

ومن هنا ستكون البداية؛ فأنت تعودت ألا تثمنين ما تحققينه؛ ﻷنه لا يرقى لمستوى من حولك، بالرغم من وجود آلاف النساء اللاتي لم يتمكن من بناء أسرة أو إنجاب أطفال، أو الالتحاق بدراسة أو عمل، وستجدين حولك من كان هدفه تحقيق بعض مما حققت أنت من أهداف؛ فالفكرة إذن ليست في نوع ولا شكل الهدف، ولكن في رؤيتنا لأنفسنا الحقيقية بلا تشويه، ورضانا عن هذه النفس.

المطلوب منك الآن أن تبحثي عن هذه الأصوات التي خلقت بداخلك تلك المقارنات وهذه الرؤية لذاتك؛ قد تجدينها قديمة من والديك دون عمد منهما حين كانا مثلا يحاولان من وجهة نظرهما - غير الصحيحة - أن يحفزاك بمقارنتك بإخوتك أو غيرك، أو حين كانا مثلا يرددان على مسامعك أنك ضعيفة لا تقوي على فعل شيء، أو حين أحرجت مدرسا أو كابتنا وسط زملائك، أو غير ذلك من الأصوات التي وجدت صداها بداخلك وجعلتك تصدقين أنك تلك الهشة الضعيفة التي تضيع العمر بلا طائل، ويمكن أن يكون منبع هذه التصورات أفكارا خاطئة مثل أن الزواج يعيق الطموح، أو أن الرجل لا يحب أن تكون زوجته طموحة.

ما أقصده هو أن تتعرفي على مصدر تلك الأفكار شديدة السلبية عن نفسك التي صدقتيها للدرجة التي جعلتك تسجنين نفسك سجنا مشددا يعيقك عن أي شيء ترغبينه، سواء مما ذكرته لك من أمثلة أو غيرها.

وهناك صوت آخر يتردد بداخلك ويجعلك تتصورين أنك قد تكونين بمعاناتك التي تتحملينها عبئا على غيرك؛ فلا تتمكنين حتى من التعبير عن مشاعرك؛ والحقيقة غير ذلك.. فنحن نحتاج لعلاقات صحية في حياتنا تجعلنا نكون فيها نحن كما نحن، ونطمئن على أنفسنا فيها، ولا يربطنا بها روابط خوف، أو حمل هم الحكم علينا؛ نفضفض فيها بمشاعرنا دون حسابات مقيدة، فهل لديك ولو علاقة واحدة منها؟

كان من السهل أن أظل أحدثك عن الثقة بالنفس، وكيف تحاولين مواجهة مخاوفك، ولكنني رأيت من ألمك الكبير هذا قيودا تمنع استفادتك من مثل هذا الحديث؛ فآثرت "فك القيود" أولا؛ لتتمكني من الحركة، وسأترك لك بعض النقاط لتعينك، على أن تتواصلي مع متخصص نفسي إن وجدت أن تلك النقاط لم تساعدك على التغيير، وهذه هي النقاط التي أود أن أتركها لك:

- أولا.. تحتاجين أن تصدقي أن رفضك لنفسك وعدم قبولها ليس منك، ولكنه نتاج أصوات قديمة كررت هذا بأشكال ومواقف مختلفة فصدقتيها عن نفسك؛ فجعلتك كلما نظرت لنفسك نظرت لها وهي مشوهة، وعلى غير حقيقتها؛ ﻷننا جميعا نولد محبين لذواتنا نقبلها حتى يشوهها آخرون بعمد، أو بدون عمد.

- قبولك لنفسك ليس معناه الرضا بما يزعجك، ولكن معناه وحقيقته أنك تعترفين بما يزعجك، ولكن تقبلين وجوده في تلك المرحلة؛ لتتمكني دون استسلام أو شجار أن ترتبي نفسك وأفكارك، وتضعي خطوات لمواجهتها.

- التخلي التام بلا فصال عن المقارنات التي تجعلك متألمة هكذا؛ فلكل منا أهدافه وأفكاره التي تناسب تكوينه، وظروفه، وإمكانياته.

- فقدان الثقة بالنفس يسبب تهاونا واستهزاء شديدا غير منصف بكل ما يفعله الشخص، ويجعله يراه صغيرا ولا يستحق التقدير؛ فلتبدئي بتثمين ما تفعلينه في تفاصيل حياتك من مهارات تخص واجباتك المنزلية، أو صفاتك الجميلة، أو ثقة الناس فيك، أو سرعة أدائك، إلخ.

- اسمحي لنفسك - بنضوج - أن تخطئي، وأن تفشلي؛ فهاتان الوسيلتان ليستا عيبا، ولا يستدعيان الخجل كما تصوره مجتمعاتنا، ولكنهما وسيلتا التعلم؛ فالخائف من الخطأ والفشل مسجون في خوفه ولن يتحرك؛ وكل بني آدم يخطئ ويفشل حتما مهما رأيته ناجحا نابغا، ولكن الفرق بينك وبينهم هو قبول الخطأ والفشل كأداة تعلم.

- انخرطي في أنشطة متعددة كلما سمحت ظروفك؛ لتستكشفي من خلالها قدراتك التي لم تمنحيها الفرصة لتتعرفي عليها، والتي لن تظهر إلا بالاحتكاك، والسماح بالخطأ والفشل.

- مارسي رياضة - حتى لو بسيطة - ولكن بشكل دائم؛ فهي تعتبر تنفيسا جيدا للمشاعر السلبية.

- خوضي ما قلته لك بشجاعة؛ فما الذي ستخسرينه أكثر من علاقتك بنفسك؟؟ من سيحاسبك؟؟ من يحمل كرباجا يؤلم ظهرك ويؤنبك؟؟.. غالبا ستجدينه أنت؛ فكي قيودك؛ وابدئي حركتك كما تهوين.

اقرئي أيضاً:
خدعة الثقة بالنفس
قبول النفس أهم خطوات الوجود الحقيقي
هل تقدر ذاتك تقديراً صحياً؟
منهج وخطوات عملية لتقدير الذات
ثقوب نفسية.. املأها حتى لا تبتلعك
11 نصيحة تفصيلية للتعامل مع الكسل والتسويف
13 نصيحة هامة للقضاء على التردد المعطل

استشارات ذات صلة:
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص

آخر تعديل بتاريخ
16 ديسمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.