صحــــتك
19 أكتوبر 2018

لا أعلم من أنا وماذا أريد

عندي حيرة كبيرة في حياتي.. لا أعلم ماذا أريد أن أكون مستقبلا في حياتي.. لذلك أفكر كثيرا بالاحتمالات المتوقعة.. وكيف ممكن أكون مميز مستقبلا.. لكن مع الأسف لا أتقدم خطوة للأمام.. أشعر أني في حالة بحث وتفكير مستمر لكن لا أعرف ما الذي أبحث عنه.
لا أعلم من أنا وماذا أريد
الأخ الكريم عبد المجيد؛
الحقيقة لست وحدك.. فكل البشر مثلك بدرجات متفاوتة.. كلنا في رحلة للبحث عن نفوسنا الحقيقية.. عما نريده وعما نحبه.. كلنا نبحث عن شغفنا.. عن معنى وجودنا.

القصة أننا نكون أنفسنا ونحن أطفال صغار، ولكن بمرور الوقت نبتعد رويدا رويدا عنها، ونشعر بالاغتراب.. لا نعرف من نحن وماذا نريد.. تتراكم علينا المفروضات.. يقنعوننا أننا لازم نعمل الشيء الفلاني حتى نحظى بالقبول والحب.. وأننا نحتاج أن نعمل شيئا أو أشياء حتى يكون لنا قيمة.. نرى قيمتنا في عيون المحيطين بنا ونلهث لنحصل على رضاهم.



لكن يا صديقي الأمر مختلف تماما.. أنت لا تحتاج أن تفعل أي شيء لتكون موجود.. أنت موجود.. ولا تحتاج أن تفعل شيئا لتكون مميزا.. أنت في أصل وجودك وخلقتك مميز.. ربنا خلقك وكرمك وميزك.. لا تحتاج أن تقارن نفسك بأي أحد.. فانت لا تشبه أي أحد.. أنت متفرد.. وكل إنسان هو كائن متفرد.. الله جعل لكل واحد منا بصمة إصبع لا تشبه أي بصمة أخرى على وجه الأرض.. وكذلك نحن.. كل واحد منا كيان متفرد ومميز.. وهذه هي الحقيقة الأولى التي أحتاجك أن تدركها.

الحقيقة الثانية هي أنك لأنك متفرد ومتميز فأنت من تضيف قيمة للأفعال والعكس ليس صحيحا.. الأفعال والأشياء لا تضيف قيمة لك.. ولكن أنت من تضيف القيمة لما تفعله.


إذا نجحت صديقي في إدراك هاتين الحقيقتين فسيمكنك هذا من عمل تغييرات جوهرية في بنيتك النفسية، وهذه التغييرات سألخصها في النقاط التالية.. تلخيصا أرجو ألا يكون مخلا:
- ستبدأ في سماع الصوت الناقد الحاكم بداخلك.. الصوت الذي يقلل منك ويقارنك بغيرك.. سماعك لهذا الصوت ومراقبتك له ستمكنك من الانفصال عنه بالتدريج وتحييده.. وستدرك أن هذا الصوت لا يمثلك.. هو صوت غريب عنك.. زرع فيك من المجتمع حولك.. وكان له هدف محدد هو أن يدفعك للإنجاز حتى تشعر بقيمتك.. الآن أن تعرف وتصدق أن قيمتك في وجودك لا أفعالك، وبالتالي فأنت لا تحتاج له.. اشكره واطلب منه أن يستريح.



- وستكتشف خلف هذا الناقد الحاكم أجزاء مهمة جدا لك ولرحلة حياتك.. ستجد الجزء العطوف الذي يرقبك بعطف ولا يجلدك.. وستجد جزءك الشغوف والفضولي.. وستجد طفلك الداخلي.. الطفل الذي كنته في صغرك ما زال حيا بداخلك بكل ما فيه من تلقائية وحيوية وإبداع وحرية وبهجة وانطلاق.. ينتظر فقط منك أن تفتح الأبواب لاستقباله ويحتاج منك للحب والقبول والتقدير والأمان.



صديقي المهمة مهمتك أنت ولن يقوم بها أحد سواك.. مهمة اكتشاف نفسك واكتشاف شغفك ومعنى وجودك.. وسيعينك عليها أن تجلس أكثر مع نفسك وتستدعي فضولك وحب الاستكشاف بداخلك لتتعرف بصدق على ما تريد أن تفعله على أن يكون ما تريده هذا نابعا من داخلك.. ورغم أنها رحلتك الخاصة جداً إلا أن وجود متخصص بجوارك قد يساعدك كثيرا.. ودمت موجوداً وحيا.
آخر تعديل بتاريخ
19 أكتوبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.