صحــــتك
17 يوليو 2018

هجرني وسافر وتوقفت حياتي

كنت في علاقه اعجاب أو ممكن تبقى حب مع شخص ما تعلقت به جدا، شاءت الظروف والأقدار انه يسافر فجأة، ثقتي في نغسي تقريبا انهارت، مش قادره أواجه العالم.. مش قادره أرجع الشغل أو أرجع لحياتي الطبيعية، مش قادرة أقابل عرسان لأني في فتره جواز.. لكن أنا ببعد عن الناس عن المجتمع أو كل حد ممكن يجبلي عريس.. مش قادره أتخطى المرحله دي.. هل من حل؟
هجرني وسافر وتوقفت حياتي
أهلا بك يا مي،
هناك فارق كبير جدا بين الحب والتعلق؛ فالحب مشاعر جميلة تسكن القلب لتفرحه، وتسكن الجسد لتعلي من طاقته، وحركته وسعيه في الحياة ككل، وهو مشاعر فيها مسؤولية تجاه من نحب، وتجاه العلاقة نفسها، وفي الحب نمارس الحرية أكثر مع من نحب؛ فنكون كما نحن، لا نتجمل، ولا نضغط على أنفسنا، ولا نحمل هم عدم فهمنا، أو الحكم علينا، وهناك مرونة تجعل ضبط المسافات بيننا وبين من نحب دوما مسافة صحية تقترب في الوقت المناسب، وتبعد بنضوج في وقت مناسب أيضا، وعقد الحب بين اثنين عقد مهم آمن لكليهما؛ لا يتحول أبدأ لعقد شراء يمتلك المحبوب كل تفاصيل محبوبه (وقته ورعايته واهتمامه)، وهذا ما يجعل الحب من أجمل ما يتذوقه القلب من مشاعر.


والغريب أن كل هذا السحر والجمال يحتمل الفراق؛ فرغم أن الفراق مؤلم جدا للطرفين، وصعبة مداواته بسهولة؛ الا أن قصص الحب الحقيقية تحتمل أن يحدث فيها الفراق، ويتمكن الطرفان بعد وقت طال، أو قصر أن يتعافيا، ويكملا مسيرة الحياة، ويحبا أشخاصا آخرين بصدق أيضا، فالحب كما قلنا مشاعر مسؤولة، وليست مشاعر هكذا تطير في الهواء لا تعي رأسها من قدميها.

ولكن في بعض الأحيان يختلط علينا الأمر، ونتصور التعلق حبا؛ وهو مجرد تعلق نفسي؛ لأن لنا احتياجات نفسية لم نتمكن من إشباعها فيما سبق من حياتنا خصوصا من قبل والدينا؛ كالرعاية والاهتمام والإنصات؛ وحين يقدم لنا شخص ما نحتاجه فإننا نهرع له بكل قوة ونتصوره حبا، والتعلق النفسي "معطل" فيه تتحول العلاقة الرشيقة المحفزة المرنة الحرة في الحب لعلاقة استحواذ أو عطش شديد للبنوة مثلا أو علاقة حياة أو موت؛ فلا يحتمل الشخص المتعلق الفراق، ويجعل هذا الفراق وكأنه الموت، ويتحول الألم الذي يحدث بالطبع في الحب حين يحدث الفراق لمعاناة مستمرة يغرق فيه الشخص؛ فلا يتمكن من رؤية شيء جيد لديه، أو لدى من حوله أو الحياة، وتتحول لحالة الحداد كمن مات أبواه وهو صغير جدا ووحيد.



لا تتصوري أنني أقرر لك أن ما شعرت به تجاه هذا الشاب هو تعلق وليس حبا؛ فهذا غير صحيح، ولكن عودي لسطورك وستجدين "التعطل" الحادث، وستجدين الشعور كأنك فقدت كل شيء.. نفسك، علاقاتك، حياتك، وبهجتك بفراقه، وأنت قلت بنفسك تعلقت به جدا، وترددت بين الإعجاب والحب حين أردت وصف مشاعرك تجاهه، ولم توضحي لنا هل الحب هذا كان متبادلا أم كان من ناحيتك أنت فقط؟ ولم تحدثينا عن مدى مسؤوليته تجاهك، أو تجاه علاقته بك في ظروف سفره؟.. كل هذا وأنت تتحدثين عن قلقك من عدم الزواج بآخر في نفس الوقت.


المطلوب منك أن تراجعي ما قلته لك يا ابنتي؛ وأعلم تماما أننا في مجتمعاتنا العربية لم نتعلم الحب في بيتنا الأول الذي نشأنا فيه، ولم نتعلم التعبير عن مشاعرنا بكل أنواعها، ولم نتمكن من التعرف حتى على الفروق بين المشاعر، ولكن بنضوجك، وفهمك؛ ستتمكنين من الوقوف على قدميك، وستكتشفين نفسك، واحتياجاتك، وحقيقة رغبتك في الزواج أصلا من عدمه بعيدا عن ضغوط المجتمع، وكل هذا هو واجبك الآن تجاه نفسك قبل خوض أي تجربة حب حقيقي أو زواج، هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
17 يوليو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.