صحــــتك
21 مارس 2020

متناقض مع نفسي.. ولا أدري كيف أساعدها

أنا مش عارف عايز إيه، بقرب من ربنا وكل حاجة، بس مش عارف أنا عايز إيه، بإختصار أنا عايز كل حاجة، وفي نفس الوقت مش عايزها، متناقض مع نفسي قوي، بخاف من الناس، أوقات بحب شكلي، وأوقات بنتقده، وأفضل أتريق عليّ، بحذر بزيادة من الناس أو حرفيا بخاف منهم بغباء، بفضل الأوضة عن إني اختلط بحد مع أني اجتماعي جداً في نفس الوقت، وبندمج مع أي حد بسرعة، بس أوقات بكون جبان قوي، حاولت أعيش في سلام نفسي، وحرفيا عايش في سلام نفسي بس مش مرتاح كده، برضه أنا مشتت مش قادر أفهم نفسي.
متناقض مع نفسي.. ولا أدري كيف أساعدها
أهلاً وسهلاً بك يا بدر،
يبدو أنك من الأشخاص الذين يفكرون كثيراً، ويبدو كذلك أنك تضع نفسك تحت ميكروسكوب ضخم يتتبع تصرفاتك ويقيمها، ويحكم عليها، وهذه هي حقيقة ما تعانيه أكثر مما أسميته تناقضاً، أوعدم معرفتك بماذا تريد.

فنحن البشر، الذين أنت منهم، طبيعتنا التناقض بالأساس، ونحمل بداخلنا الخوف والأمان، ونحمل نزعات التواصل والإستدفاء بعلاقاتنا، والبقاء وحدنا في ركن خاص بنا مكتوب عليه لا يسمح بدخول أحد.



وحتى أكون أمينة معك أقول لك: إننا كمتخصصين ننزعج من وجود حدة في هذه التناقضات الطبيعية، أو سرعة في تبديل تلك الأحوال بعيداً عن المساحة الطبيعية؛ فلو أن تلك الانتقالات تجدها تحدث في اليوم الواحد أكثر من مرة، أو خلال يومين تتقلب كثيراً، أو تقترب وتبتعد من دون أسباب بطريقة متسارعة؛ فأقول لك بوضوح اذهب لمتخصص نفسي ليقيمك من الناحية النفسية للتأكد من سلامتك النفسية بلا جدال.

ولكن حين تجد نفسك في حالة تأرجح طبيعية فهي لا تتعدى طبيعتنا البشرية، وأضف لها دور مشاكسات عمرك الآن يا بدر؛ فأنت في التاسعة عشرة من عمرك مهما كنت رجلاً رشيداً فأنت ما زلت في نهايات مرحلة المراهقة، التي تتعدى الشكل الخارجي باستقراره إلى تقلبات في المشاعر، والأفكار، والمراجعات، لأننا في الشرق، بطريقة تربيتنا، نتأخر في سن المراهقة عن الغرب، وتم إعلان ذلك رسمياً، وأثبتتها الدراسات البحثية والميدانية.



كذلك أنت محتاج إلى أن تضيف لديك أنها طبيعة رحلة الحياة التي لا تكف عن المراجعات، والتفكير، والبحث.. إلخ، ولكن بجانب ذلك تحتاج إلى مراجعة تلك النقاط التالية مراجعة "عميقة ذات جهد" إن أردت أن تشعر بالاستقرار بجانب سلامك النفسي، الذي لا تتمكن من القَسم على ثباته:
- أن تلاحظ نفسك بعيداً عن الجزء الذي ينتقدك داخلياً؛ لأنه شرس ويحتاج لأن يكون ناقداً داخلياً ودوداً حتى تتمكن من تغيير ما تراه يحتاج لتغيير؛ لأن شراسته ستمنعك حتماً من التغيير؛ لأن التغيير يحتاج لقبول خال من الاستسلام أو الشجار أو التكيف، ولن يتحقق بشراسة هذا الجزء؛ لتتمكن من ملاحظة ما أسميته تناقضات بواقعية تحميك من وصم نفسك بمرض نفسي ثقيل الظل بلا داع، أو تثبت بواقعية أنك تحتاج لتدخل متخصص يساعدك، وسيساعدك فعلاً بقوة لأنك ما زلت في عمر صغير.

- تربصك لنفسك يعود بشكل كبير لمن نسميهم لدينا "الرعاة".. أي الأشخاص الذين قاموا برعايتك منذ ولدت، خاصة في سنوات عمرك الأولى؛ فكلما كانوا قلقين، أو ناقدين، أو لديهم طريقة اللوم التي تشعر الشخص بمشاعر الذنب، أو المقارنة سواء كانت تلك الأمور تأخذ شكلا واضحاً أو مستتراً تحت حنان أو حب مشروطين؛ فهو غالباً السبب الرئيسي في التفكير والنقد والحكم على نفسك بتلك الشراسة.



- القبول.. وهو لا يعني الاستسلام، ولا يعني الموافقة على ما قد تجده يحتاج لتغير لديك، ولا يعني كذلك الشجار مع ما لا توافق عليه، ولكنه خط دقيق جداً يعني قبول أنك الآن لديك ما لديك، حتى مع عدم موافقتك على ما تجده لديك، ولن تستسلم له، ولن تتشاجر معه بداخلك بكل الصور المتنوعة للشجار، وهو مفتاح "سحري" للتغير على صعوبته.

- تحتاج لتصديق أننا نحمل المتناقضات من الأساس، هكذا نحن البشر.

- قد يكون سبب عدم استقرارك بجانب احتمالية وقوعك في فخ "المثالية/ الكمال" هو أنك لا توزع نسب ما أسميته تناقضاً بشكل متزن نوعا ما؛ فحاول أن تصل إلى نقطه الاتزان بألا تجعل نسبة التواصل أو الوحده، نسبة القرب من الله والحياة بملذاتها، نسبة الحب للناس وحفاظك على نفسك من بعضهم، نسبا متزنة، فلا نسبة تصل لـ١٠٠%، وأخرى ٠%، فاتزن فيها جميعاً معا تتزن.

- راجع ما كنت تسمعه عن شكلك في طفولتك بعين ومشاعر بدر الآن، ولا تترك لحظات التراجع الداخلي التي تنتابك أحيانا تجعل بدر الصغير هو الحاضر في جسد بدر الكبير بمشاعره، ومخاوفه، وحكمه، فهذا ما يربكك، وتعاطف مع بدر الصغير من دون أن تتركه يحيا بمشاعره القديمة في حاضرك المختلف الآن تماماً.



وعلى أية حال، إن أردت القيام بتلك النقاط مع متخصص، سيكون أفضل بالتأكيد، حتى وإن لم تكن تعاني من أي مرض نفسي، مع تمنياتنا لك بالسكينة والسلام النفسي.
آخر تعديل بتاريخ
21 مارس 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.