25 مارس 2019
طفلي تعرّض للاعتداء الجنسي.. انصحوني
السلام عليكم، أريد أن أتكلم عن تجربة لابني قبل أسبوعين لتساعدني يادكتور فيها تعرض ابني لاعتداء جنسي وليس تحرش، ولأن المعتدي ،قريب تم التحفظ على الأمر، أريد نصيحه أرجوكم.. كيف لي أن أعلم أن ابني لم يتأثر أو أساعده.. أرجوكم تم معاقبة المعتدي، وتوعية ابني ولكن أريد أن أعرف إذا ابني لن يتاثر مستقبلا
عزيزتي الفاضلة خالدة،
يقول لك الدكتور شهاب الدين الهواري- وهو مختص في الأمراض النفسية:
وصلتني استشارتك ونمتنّ لك على ثقتك بنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
أن يتعرّض أبناؤنا للإيذاء الجنسي هي واحدة من أكثر التجارب ألماً، وبالرغم من ذلك فإن صبياً من بين خمسة صبيان، وفتاة من بين أربع فتيات، سيتعرضان للإيذاء الجنسي قبل إتمام عمر السادسة عشرة.
وصلتني استشارتك ونمتنّ لك على ثقتك بنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
أن يتعرّض أبناؤنا للإيذاء الجنسي هي واحدة من أكثر التجارب ألماً، وبالرغم من ذلك فإن صبياً من بين خمسة صبيان، وفتاة من بين أربع فتيات، سيتعرضان للإيذاء الجنسي قبل إتمام عمر السادسة عشرة.
والحقيقة أن الاختبار الفعلي هنا هو اختبار للوالدين، اختبار لثباتهما وقدرتهما على التعامل مع الضغوط، والتوجيه العام للأهل هو استقبال الواقع بتسامح، وتهدئة الطفل والتأكيد على مفهوم براءته وعدم اشتراكه في الخطأ، لأن الخزي الذي يحمله الناجون من الاعتداءات الجنسية ينتج بدرجة كبيرة بسبب شعورهم بالاشتراك في الحدث؛ ولذا لا بد أن يؤكد الوالدان أنه لا ملام على ما حدث.
ومن المهم جداً أن يجد الطفل التصديق والدعم من والديه، وأن يرى أنهما اتخذا موقفاً داعماً له تجاه المعتدي، وأنهما لم يأخذا الأمر باستهانة، ولو قلت إن الطفل بحاجة لشيء واحد فهو أن يُستَمع إليه، وأن يجد التفهم والدعم.
وبالنسبة للطفل فهو بحاجة إلى مقابلة معالج نفسي للأطفال، ومن المهم إدراك أن حبس الطفل والتحفظ عليه يوصل رسالة لوم واتهام للطفل، أو على الأقل رسالة من عدم الثقة.
يحتاج الطفل إلى فهم معنى الحدود الجسدية، وفهم معنى أن "جسمه غالٍ" وليس من حق أحد أن يلمسه، وأن هناك أجزاء من جسمه هي أجزاء خاصة لا ينبغي أن يتلصص عليها أحد. وكذلك تدريبه على توكيد الذات وقول "لا"، ومهارات التعامل مع المشاعر والتعبير عنها.
ومن المهم اتخاذ موقف تجاه المعتدي، وإبلاغ ذويه أو السلطات، لأنه قد يعتدي على أطفال آخرين.
أخيرا.. أتمنى أنه إن تم التعامل بشكل صحي وناضج مع المشكلة، فيمكننا تجاوز الأزمة بأقل الخسائر إن شاء الله، ورجائي لكم بالسكينة والعافية.
