صحــــتك
14 مايو 2018

حاولت الانتحار حرقاً.. وإحساس الذنب يقتلني

السلام عليكم، وأنا في عمر 15 سنه كنت أعيش بين زوج أم وزوجة أب، ولم يرْعنى غير أخي الكبير، وتوفى أخي، ولم أحتمل الحياة بعد وفاتة فقررت الانتحار وأخرق المطبخ وأنا فيه، غفر لى الله، وعولجت وعمري 10 سنين، الآن صرت أخلم أني أشعل البيت وأصرخ. وصارت حياتي كلها كوابيس تحمّلني الذنب...ماذا أفعل؟
حاولت الانتحار حرقا.. واحساس الذنب يقتلني
أحلامنا في النوم هي جزء عميق جدا منا يختفي معظم الوقت وسط زحام حركة الحياة ومتطلباتها أثناء النهار، فكل ما نصارعه بداخلنا، أو ما نتجنبه سواء نعيه أو لا، وكل ما يصعب علينا تجاوزه في علاقتنا مع أنفسنا أو الحياة، أو الآخرين يقبع هناك في هذا العمق بداخلنا، ويظهر حين يحدث التسليم والتسلم بين الوعي واللاوعي أثناء النوم.

فقدانك لأخيك الذي كان يمثل لك الصدر الحنون، والحائط الذي تطمئنين لوجوده خلف ظهرك كان صعبا للغاية، وعدم قبولك لغيابه جعلك في لحظة ترغبين في الغياب عن الحياة أنت كذلك، وكانت تلك التجربة كذلك صعبة على نفسك، وتركت أثرا لازال قابعا في العمق مع مشاعر الذنب التي ترهق صحتك النفسية، وهذا يتطلب منك عدة أمور لتتفهميها أتركها لك في شكل نقاط:
- حين نقترب كثيرا من لحظات عدم السيطرة، لا يجوز لنا إطلاقا أن نقوم بأي فعل، أو قرار، أو اختيار؛ فمرور تلك اللحظات على صعوبتها وثقلها، ومساعدة أنفسنا وقتها بمن حولنا، أو الخروج بعيدا عن الموقف، أو الائتناس بمن حولنا؛ يجعلنا أكثر قدرة على استدعاء اتزاننا.
- لا أحد يقدم لنا العون الحقيقي على الصمود واستمرار الحياة مهما كانت أهميته لدينا، أو أهمية ما يقدمه لنا؛ فلقد تمكنت من استكمال مسيرة حياتك رغم غياب أخيك الحبيب لأكثر من اثنتي عشرة سنة؛ فالعون الحقيقي داخلي، والله وحده هو من يقدم لنا العون والحياة والصمود، أما البشر مهما قدموا لنا؛ فهم لا يملكون إلا "الأنس"، و"القبول"، والمؤازرة في الشدة، وهي أمور غاية في الأهمية؛ لذا علينا أن نسعى لأخذ الأنس، والقبول، والتعاطف ممن يحبوننا بصدق، ونسعى للحفاظ على تلك العلاقات ونحن نعي تماما أن حقيقة العطاء الكبير منه وحده سبحانه.
- الله تعالى ليس بشرا؛ فيثور عندما نعصاه؛ ويحجب عنا ما يعطيه لنا من أساسيات مثلا، أو يصعب ارضاؤه مع صدق التوبة؛ فهذا قد ينطبق على البشر ولكنه لا يجوز في حق الله العظيم الذي قال بنفسه عن نفسه أنه "الغفور"، وأن الحسنات تذهبن السيئات، وأعلمنا على لسان رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن خير الخطائين التوابون، فكل هذا لم أخترعه، أو أجتهد فيه، ولكنه سبحانه قاله بنفسه عن نفسه؛ تنزهت أسماؤه وجل ذاته؛ فالقصة هنا ليست أن "نعرف" أنه الغفور، ولكن حقيقة الأمر هي أن "نصدق" ما قاله هو سبحانه عن نفسه بنفسه؛ فهو سبحانه من قال أنه يغفر الذنب، ويقبل التوب؛ فهل تصدقينه؟؟
- الكثير من الأمراض النفسية التي تتدرج لتصل لاكتئاب جسيم، أو انتحار، أو غيره كان المناخ الذي يغذي وجودها هو الإحساس الكبير غير المبرر  بالذنب؛ فرغم أن الإحساس بالذنب ليس مرضا في حد ذاته، إلا أنه مناخ مغر جدا لزيارة المرض النفسي بثقل ظله وتبعاته؛ وتخلصك من مشاعر الذنب العميقة تلك هي لحظة تحرر حقيقية من "عطلة نفسية" تعيق حركتك؛ فلتصدقي الله حين يخبرك أنه يغفر، وأن مسؤوليتنا تجاه الخطأ إصلاحه دون الغرق في مشاعر ذنب لا تقدم إلا مزيدا من التعطل؛ فلقد أدركت خطأك، واستغفرت الله تعالى الذي تصدقينه؛ فلا تسمحي لمشاعر الذنب المعطلة أن تعيق مسيرتك.. هيا يا ابنتي رددي بداخلك أنه آن الأوان أن توقفي استدعاء مشاعر الذنب المعطلة، وكوني مسؤولة عن مشاعرك، واختياراتك، وحتى أخطائك بتصحيحها.


اقرئي أيضاً:
الشعور بالذنب.. سلاح مدمر
كيف أحقق التوازن في جميع جوانب حياتي؟


آخر تعديل بتاريخ
14 مايو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.