صحــــتك
14 يناير 2019

أمي ضعيفة وأبي مسيطر وأنا ضائعة

السلام عليكم
أنا في حيرة شديدة في حياتي ما بين إساءات طفولة الماضي والحاضر ..
أنا لي ذكريات سيئة في طفولتي كان أبى مسيطرا علينا سيطرة كاملة وهو ليس بالشخص السيئ فهو ربانا وجعلنا متفوقين دراسيا وفي أعلى الكليات ويفخر بهذا لكني محطمة نفسيا كنت أشعر في صغري بالسخط الشيد نحو أمي الضعيفة المهملة الأنانية كما كان يصفها والدي، وكم هو يضحي من أجلنا كان يتولى جميع أمورنا فانا بنت على ولدين يكبرانى بعدة سنوات كان يصفف لى شعرى ويحممنى ويخرج معى و يأكلنى ويختار ملابسى والتى كانت تاخذ الذوق والطابع الولادى وكان يصف ان امور النساء غبية وتفاهه ويدفعنى كثيرا ان ابتعد عن الانوثه ويستذكر لى كان هكذا ايضا مع اخواتى كانت حياتنا تدور حوله هو فقط كان يعارض امى فى كل الامور وخوفها علينا هى بالفعل كانت نكديه ومريضه وسواس نظافه فانظافه البيت اهم مننا ومن صحتنا ومن نفسيتنا وكئيبة فجعلنا ننفر منها وكانت غير متقبله لمظهرها مع انى عندما كبرت اكتشفت كم كانت ملامحها جميله وكم أطفاؤها هو كانت تخاف على من اللعب مع بنات عمى وحدنا وكان ابى يعارضها لكنى كنت العب معهم وهم اكبر منى وتعرضت للتحرش لكنى احببته وصرت ايضا اطلبه كم اكره نفسى حين اتذكر هذا امتنعت عن تلك الافعال حتى سن ال 12 ثم دخل النت حياتنا ووقع فى يدى اشياء مخله بالادب كان اخوتى يطلعون عليها فمشيت على خطاهم وقرات وشاهدت وجربت الممارسه مع قريبة لى فى سنى ثم تبت توبة نهائية بان افعل هذا ثم عدت فى سن 15 اناشاهد فقد كنت وحيده وضعيفه الشخصية ومنعزله على الرغم من علاقتى الكثيرة مع اقرانى وحتى الان مستمرة بعد خطبيتى ايدا واريد الزواج بشده لكن ابى وامى التى فجأة قررت ان تتدخل فى امر يخصنى تريد ان اتزوج بعد ان انهى دراستى بعد عامين وانا احتاج الزواج بشده وهم  لا يشعرون بى كالعاده مهما عبرت ، امى لم تهتم بى فى البلوغ كنت عصبيه للغايه بلغت فى ال12 كنت انفر من ابى بشده اشعر انى احتاجه هو انا احتاجها هى اتذكر واقعه انى حاولت ان ازيل سنن الفطرة فما كان من امى الا ان فضحتنى اما اخواتى وابى وكل من فى البيت كرهتها منذ ذلك اليوم واتذكر ايضا انى سمعتها تتكلم مع خالتى عن بلوغى فعلمت انى لن أتمنها على سر حتى ملابسى الداخليه التى يجب ان تتغير لتناسب جدى الجديد لم تشترى لى شيئا وبعد بلوغى بـ 5 سنوات عرضا على ان اخد احد اغراضها لكنى رفضت وسئمت وكان الحاجز بيننا قد بننى وبعدها بسنتين استطعت ان اشق طريقى بنفسى والبى كل احتياجتى اشترى لنفسى الملابس اقرأ كنت وحيده ومازلت وحيده لا اتناسى حتى بعد خطبتى لا استطيع ان اتناسى الماضى اعاملها بجفاء واصبحت اكره سيطره ابى ايضا ولا اشعر بفضله كلما تذكرت الماضى وما اراه الان فى الحاضر ارى سيطرته وتدخله فى كل امر فى حياتى اصبحت اثور عليه لمجرد ان وضع الملح فى طبخه اطبخها اكره ان يقتحم اى من خصوصياته هو الان يتهمنى بالعقوق والعصابيه لكنه لا يعلم كم ان هذا ليس الا بضعة حمم من البركان وان هناك الكثير من الغضب تجاهه اما عن امى فلقد واجهتها منذ سنتين انى بحاجه اليها واريد ان تسمعنى وتقرب منى لكنها تجهالت ذلك حتى نظره عينيها كان فيها الهروم وقامت وتركتنى اخشى ان اكون مثل امى فى اى شئ خاصة بعلاقتها بابى وعلاقتها بى اخشى ان يعاملنى زوجى مثلها نحن متماسكين واسرة مثاليه امام الناس لكننا اسرة سيئة ومفككه نفسيا  اخشى ان اكون ضعيفه مثلها اخشى ان اظلم اولادى مثلها اكره بشده ان اكون نسخه منها ابى عاطفى اشعر بهذا وكان يضغط على كثيرا بهذا الامر منذ صغرى فكان مثلا اذا اراد التملص من شراء شئ يدعى بانه ليس لديه المال ومازال يفعل هذا معى حتى وجدت انه يملك ماتيسر ويفيض ليس بالبخيل لكنه يرفض ان يلبى امرا من اول طلب يريد دوما ان يشعر بانه هو المسيطر حتى امى تعمل وهو يأخذ مرتبها برضاها ثم اراه تترجاه انها تريد شراء شيئا ما لها ! والان فى تجهيزى يتعنت ويؤجل الزواج ويؤجل التجهيز لانه لايريد ان يصرف كثيرا او يصرف كما يحب ويرغب فى الوقت الذى يحبه يريد ان يجعل خطيبى واهله يتذللو له فى هذا المطلب كما يفعل معنا هنا وكما كان يفعل فى امى حين تطلب منه الصلح كان ابى يذلها كثيرا بان والدها لم يحسن تجهيزها فهو يجيد التنمر جدا خاصة لى ولاخواتى وامى واخشى ايدا ان يقصر هو ويفعل كذلك زوجى اكثرت الكلام والحديث لكن الخوف بداخلى كيف لى ان اصلح شخصيتى حتى لاكون اما صالحه وان اعفو عن ابى وامى واكن لهم الود ولا اسخط عليهم فى كبرهم وضعفهم فى المستقبل فانا لن استطيع ان اخيرهم الان لكنى اريد ان اغير منى ومن مستقبل ابنائى ان شاء الله 
أمي ضعيفة وأبي مسيطر وأنا ضائعة
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
رغم ما تحمله سطورك من مخاوف وغضب وألم، إلا أنني وجدت فيها قدرة على التعبير، ورؤية قريبة جدا من الحقيقة رغم أنك جزء من الأسرة، وحين نكون في قلب الأحداث في الغالب يصعب علينا أن نرى الحقيقة كما هي، ولكنك كما ذكرت ذكية، ولديك وعي.

والدك يا ابنتي من الشخصيات التي تصفها الكتب النفسية بأنها شخصية صعبة؛ فهو يسيطر ويقهر، ويشوّه من حوله بطريقة ذكية تقلب الحقائق، وأقول لك هذا بصراحة شديدة؛ لأنك لم تعودي طفلة، ومقبلة على قرار مهم جداً في حياتك وهو الزواج، والزواج هو البروفة التي نرى فيها مشكلاتنا ومشكلات شركائنا في الحياة؛ لأن حقيقة وطبيعة وقوة صعوباتنا عموما تظهر في العلاقات الكاشفة، والعلاقات الكاشفة هي العلاقات الممتدة الدائمة القريبة، وعلى رأسها علاقة الزواج، وعلاقة الأبوة والأمومة.


في الغالب صعوبة شخصية والدك تعود لعلاقاته القديمة مع أبيه وأمه، ولا يحتاج الأمر لذكاء شديد لتتمكني من رؤية أثر تلك العلاقة على والدتك.. الذي جعلها تزداد بؤسا وضعفا وتصديقا لعدم قدرتها على فعل أي شيء؛ حيث وصلها منه كل انتقاد ورفض، وتشكيك في قدراتها، ولأن لديها الاستعداد لذلك منذ البداية كانت تلك النتيجة التي ظهرت يوم طلبتِ منها احتياجك لها.

ورغم أني فكرت كثيرا قبل أن أقول لك ما قلته، إلا أنني لم أجد أمامي سوى أن أوضح لك قليلا بجانب ما وصلت له أنتِ؛ لتتمكني من فهم ما سأقترحه عليكِ من أمور أرجو أن تتفهمينها:
- تحتاجين يا ابنتي أن تقبلي أن والديك هما هذان الشخصان، والقبول لا يعني الموافقة، ولكن قبول أن ما كان قد كان، وـن ما حدث حدث رغم عدم موافقتك عليه، وأن تكوينهما كان لقصتهما في الحياة كما حدثت لهما؛ فأنت لست معالجة ولا تحاسبين أحدا لأن المتهم غير معروف أصلا.
- غضبك من والدك ووالدتك غضب منطقي جداً.. عليك أيضا أن تقبلي وجوده، وتستكشفي حجمه؛ لتتمكني من التحرر منه بشكل صحي بعيدا عن مشاعر الذنب المُعْطلة عن التغيير، أو الكبت غير الصحي، أو ضغط الابتزاز العاطفي أو الديني في تلك المساحة الآن، وتحتاجين أن تتواصلي مع متخصص نفسي يساعدك في التعامل مع هذا الغضب، وحتى يحدث ذلك يمكنك مثلا كتابة رسائل لهما تتحدثين فيها عن مشاعرك الغاضبة دون أدنى تحفظ.. هذه الرسائل لن ترسليها لهما ولكن فقط لإخراج مكنونات نفسك، فاكتبيها وانظري هل ساعدتك أم لا؛ فإن لم تكن فتوقفي، واطلبي احتياجك من والدتك دون الحديث نظرياً عن الاحتياج، أو ذكر عجزها عن تقديم الاحتياج لك.. مثلاً أساليها عن رأيها في أمر بشكل مباشر حتى وإن لم تستجب؛ فستستجب في مرة، أو حدثيها عن مخاوفك تجاه الزواج ودعيها تتحدث.




- قبولك لما كان أنه كان.. هو ما سيجعلك لا تكررين ذلك في ما بعد مع أي شخص، وأولهم والدك؛ فتحرري من رغبته في رؤية المذلة باستغنائك؛ واستغنائك هنا هو أن تسمحي لنفسك أن تقولي كلمة "لا"، وكلما كانت هذه الـ "لا" هادئة مستقرة لا تتأثر بطرقه المعتادة في السيطرة ستصل له بوضوح جداً، ولكن إن لم يكن استغناؤك الذي هو رفضك لما يفعله حقيقيا بداخلك، ومستقرا جدا؛ فلا تفعلي ذلك؛ لأن الإنسان يشعر بحقيقة ما يقوله من أمامه حتى لو حاول أن يكذب على نفسه؛ فاهتزازك أو خوفك منه سيشعر به حتما، وحينها سيزداد في عنته.
- الزواج ليس فقط علاقة جنسية، ولكنه رحلة تحمل الكثير من التحديات، والكثير من المتع المتنوعة، ورؤيتك لاحتياجك الجنسي على أنه نقطة الأمان الوحيدة لك في تلك المرحلة هو عين الاختزال المخل؛ فالزواج يحتاج لشريكين متناغمين يتمكنان من التواصل الصحي، ويقبل كل منهما الآخر بالفعل، ولا تحمل علاقتهما أي درجة من درجات عدم الثقة أو الخوف في ما يخص اطمئنان كل واحد منهما على نفسه مع الآخر؛ وحين يتحقق ذلك يتمكن الشريكان من خوض الحياة معا بتحدياتها، والقدرة على التمتع بما تقدمه من متع معا.




- النقطة السابقة تحتاج منك أولا أن تتعرفي على حقيقة من ستتزوجينه.. فتتعرفي على احتياجاتك أولا لتتمكني من البحث عنها فيه، وتطمئني على نفسك معه؛ وتثقين باحترامه لك، وبحبه لك، وبصدق قبوله لك، وقبل التأكد من هذا لا تتزوجي الآن، حيث إنه حينما يخاف الشريك من أمر خوفاً نفسياً عميقاً لا يتحمل وجود هذا الخوف أو الصراع بداخله؛ فيبدأ في تلبيسه لشريكه مرة تلو الأخرى حتى يلبسه فعلا الشريك، ومثلاً من تخاف من خيانة زوجها ستظل تلبسه ثوب الخائن حتى يخون فعلا، وبعدها تعود لتلوم وتندب حظها الذي أوقعها في هذا الخائن، أو ترغب في الانتقام من الشريك الذي ظهر على حقيقته، ومثال آخر لزوجة تخاف أن يسيطر عليها زوجها فتتصرف تصرفات عدائية استباقية لتلك السيطرة وتتهمه بالسيطرة، وتظل هكذا حتى يختنق منها، ويشعر بأن رجولته أو وجوده في العلاقة في خطر؛ فيبدأ فعلا في السيطرة ويشتد الصراع؛ فتزداد سيطرته وهنا تبكي، أو تراه كما كانت تظنه رغم انه لم يكن هكذا منذ البداية أصلا؛ وكم وجدنا رجالاً يضربون زوجاتهن ويقولون أننا لم نكن هكذا، وكنا لا نحترم من يفعلوا ذلك، ولم نفعله طيلة حياتنا إلا بعد الزواج من تلك الزوجات، لدرجة أن زوجاً قال في يوم لقد جعلتني مثل أبيها الذي كانت تشكو منه لأنه كان يضربها، ويسبها، لذا كما قلت لك يا ابنتي أنك تحتاجين لتواصل مع متخصص يساعدك في التحرر من غضبك بشكل صحي، وكذلك أن تتعرفي على خطيبك دون أن تلبسيه أي شخص، فترينه كما هو إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، دمت بخير ووفقك الله تعالى.

آخر تعديل بتاريخ
14 يناير 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.