وفاة مخترع عملية تبديل الصمام الأبهري عن طريق القسطرة

تضيق الصمام الأبهري في القلب

مخترع عملية تبديل الصمام الأبهري عن طريق القسطرة

في 16 فبراير 2024، توفي الطبيب الفرنسي آلان كريبييه Alain Cribier الذي كان من رواد إصلاح وتبديل الصمام الأبهري في القلب عن طريق القسطرة ودون الحاجة لعملية قلب مفتوح.

ولِد آلان كريبييه Alain Cribier سنة 1945 في فرنسا لأبوَين من أصول رومانية، ودرَس الطب في جامعة باريس، ودرَس طب أمراض القلب في جامعة روان. قضى أربع سنوات في دراسة قسطرة القلب في كاليفورنيا بأمريكا، ثم عاد إلى فرنسا ليتابع دراساته وأبحاثه الرائدة.

هل يمكن إصلاح الصمام الأبهري في القلب دون عملية جراحية؟

في سنة 1986، تمكَّن آلان كريبييه Alain Cribier من تطوير بالون خاص استطاع بواسطته توسيع الصمام الأبهري المتضيق عن طريق القسطرة دون الحاجة لإجراء عملية قلب مفتوح. لفَتَ إنجازه هذا انتباه العالَم، ولكنه سرعان ما أظهَرت دراساته التالية عودة تضيق الصمام الأبهري في نحو 80 بالمئة من الحالات بعد نحو سنة من توسيعه بالبالون. وأدرك ضرورة البحث عن طريقة لوضع صمام جديد مكان الصمام المريض.

نجح أيضًا في سنة 1995 في تطوير بالون آخر تمكَّن بواسطته من توسيع الصمام الميترالي (التاجي) في القلب. وفي سنة 2002، وبعد تجارب كثيرة في حيوانات التجربة، نجح أخيرًا في تبديل الصمام الأبهري المتضيق، ووَضْع صمام أبهري جديد مكان الصمام المريض عن طريق القسطرة دون اللجوء إلى عملية قلب مفتوح جراحية عند إنسان مريض.

انتشر الآن استخدام التوسيع بالبالون للصمام الميترالي المتضيق عن طريق القسطرة، وكذلك تبديل الصمام الأبهري المتضيق دون الحاجة لإجراء عملية جراحية كبيرة، خاصة عند المرضى الكبار في السنّ، والذين لديهم أمراض أخرى متعددة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ... مما يجعل خطورة إجراء عمليات القلب المفتوح ذات خطورة عالية لديهم. كما فَتحَت إنجازاته الناجحة هذه المجال واسعًا أمام تطوير إجراءات أخرى يمكن أن تنجح في علاج أمراض أخرى في القلب عن طريق القسطرة، مثل ارتجاع الصمام الميترالي، وتضيق أو ارتجاع الصمام الثلاثي الوريقات، وتضيق أو ارتجاع الصمام الرئوي ...

كيف تتم عملية تبديل الصمام الأبهري عن طريق القسطرة؟

تتم عملية تبديل الصمام الأبهري (TAVI أو TAVR) تحت التخدير الموضعي في الغالبية العظمى من الحالات. يتم إدخال سِلك قسطرة خاص عبر الشريان الفخذي، ويمرَّر بدلالة التصوير الشعاعي والإيكو القلبي نحو القلب وعبر الصمام الأبهري المريض. ثم يتم إدخال قسطرة خاصة تحمل داخلها الصمام الأبهري النسيجي (الحيواني) وهو بحالة مطوية داخل القسطرة. يتم قبل العملية اختيار قياس الصمام الأبهري الصناعي الجديد المناسب بدلالة التصوير الشعاعي والإيكو القلبي. يمرَّر الصمام وهو مطويّ داخل القسطرة الخاصة عبر الصمام الأبهري المريض، ثم يُخرِج الطبيبُ المُقسطِر الصمامَ الجديد من داخل القسطرة بعد التأكد من وَضعه في المكان الصحيح. يتم "فتح" الصمام الجديد وتوسيع الصمام الأبهري المتضيق بالبالون في الوقت نفسه. تُثبِّتُ شبكة معدنية خاصة الصمامَ الجديد في مكانه. وبعد التأكد من تمام انفتاح الصمام وثباته في موقعه الصحيح، يتم رفع السلك الدليل والقسطرة، ويبقى الصمام الجديد في مكانه الطبيعي.

طور العلماء فيما بعد نوعًا آخر من هذه الصمامات الصناعية التي تنفتح تلقائيًّا دون الحاجة إلى توسيعها بالبالون. كما أصبح تصميم الصمامات الصناعية أفضل وأكثر ثباتًا وكفاءة وسلامة، وكذلك تم تصغير حجم القسطرة التي يدخل فيها الصمام لتقليل الضرر الذي قد يحدث للشريان الفخذي في موضع إدخال القسطرة.

هل تتوفر هذه العملية في كل مكان؟

عملية تبديل الصمام الأبهري عن طريق القسطرة تحتاج إلى تدريب وخبرات خاصة قد لا تتوفَّر في جميع دول العالم، بل تحتاج إلى مراكز قلبية مختصة في إجرائها. كما أن كلفتها ما زالت مرتفعة، إذ يبلغ ثمن الصمام الواحد من هذه الصمامات نحو ثلاثين ألف دولار أمريكي. ولكن مثل هذه العلميات توفّر للمريض إمكانيات إضافية في العلاج لم تكن ممكِنة من قَبل، خاصة للمرضى المسنين، والذين لديهم أمراض قلبية أو تنفسية أو عامة تجعل خطورة إجراء عمليات القلب المفتوح التقليدية عالية الخطورة عندهم.

المصادر:

In Memoriam: Alain Cribier, MD, FACC - American College of Cardiology

Feature | TAVR: Clearing Hurdles to Become an Established Treatment - American College of Cardiology (acc.org)

25 فبراير 2024
آخر تعديل بتاريخ