تُصنع المياه الفوارة أو "المياه المكربنة" من الماء مضافًا إليه فقّاعات من غاز ثاني أكسيد الكربون تحت ضغط عالٍ دون إضافة سكّر، مما يجعلها بديلًا منعِشًا وصحيًا للماء العادي. سنلقي الضوء في هذا المقال على تأثير المياه الفوارة على الجسم، وعلاقتها بحصوات الكلى.
فوائد المياه الفوارة
إذا كنت تواجه صعوبة في شرب الماء العادي، وتحتاج دائمًا لمشروبات منعِشة، خاصة مع حرارة الجو، فقد تكون المياه الفوّارة بديلًا جيدًا. تشمل فوائدها ما يلي:
يساعد شرب المياه الفوارة على انتعاش الجسم، وحمايتك من الجفاف، إذ تنتشر حالات الجفاف في فصل الصيف نتيجة عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم، ومن أعراض الجفاف: الإرهاق والدوخة والصداع، وقد يُسهم الجفاف المزمن في حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي، ومضاعفات في القلب والكلى.
يعتبر بقاء الجسم مرطَّبًا هو المفتاح لفقدان الوزن، إذ يساعد شرب كميات كافية من المياه العادية أو الفوارة على الشعور بالشبع لفترة أطول، مع استهلاك سعرات حرارية أقل على مدار اليوم.
يُغنيك شرب المياه الفوارة غير المحلاة عن شرب السوائل المضاف لها السكّر، والتي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض السُّمنة والسكري من النوع 2.
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي بعضَ الراحة مع شرب المياه الفوارة، تشير الأبحاث إلى أن تناوله قد يساعد في تهدئة أعراض الإمساك وآلام المعدة، ويساعد في علاج حركات الأمعاء غير المنتظمة.
المخاطر المحتملة لشرب المياه الفوّارة
إذا كنت لا تحب الماء العادي، فإن المياه الفوارة هي بديل جيد للمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة. يُعَدّ أصحّ نوع من المياه الفوارة المياهَ غير المنكّهة وغير المُحلاة، ولكن يمكن لبعض المياه الفوارة المُحلاة أن تضيف السكّر غير المرغوب فيه إلى نظامك الغذائي.
لا تعتبر المياه الفوارة غير المحلاة سببًا في تآكل طبقة المينا وتسوّس الأسنان، بعكس المياه الغازية المُحلاة، إلا أن المياه الفوارة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن تسبب تسوس الأسنان.
يمكنك منع تسوس الأسنان عن طريق الحفاظ على روتين جيد لنظافة الفم، وعدم الإفراط في تناول المياه الفوارة.
المياه الفوارة وحصوات الكلى
قبل الخوض فيما إذا كان شرب المياه الفوارة يمكن أن يسبب حصوات الكلى، من المهم أن نفهم كيف تتشكّل الحصوات في المقام الأول.
حصوات الكلى هي رواسب صلبة مصنوعة من المعادن والأملاح التي تتكوّن في البول داخل الكلى، وتوجد أنواع مختلفة من حصوات الكلى، ولكن أكثرها شيوعًا هي حصوات الكالسيوم التي تتشكّل عندما يبقى الكالسيوم الذي لا تستخدمه عظامك وعضلاتك في كليتَيك ليتم طرده من خلال البول؛ فيخلِق الكالسيوم بُنْيَة بلّورية تشبه الحصى عندما تنضم إلى مكونات البول الأخرى.
هناك نوع شائع آخر من حصوات الكلى هو حصوات حمض البوليك، والتي قد تتكوّن عندما يحتوي البول على الكثير من حمض البوليك.
يمكن أن تسبب حصوات الكلى أعراضًا شديدة، بما في ذلك آلام حادة في ظهرك أو جانبك أو فخذك، مع نزول دم أحمر أو بُنّي في البول أحيانًا، مع صعوبة في التبول.
يمكن أن تزيد المياه الفوّارة من خطر الإصابة بحصوات الكلى نظريًا، على الرغم من أن الأبحاث قد أظهرت أن المحتوى المعدني في المياه الفوارة يختلف من نوع لآخر، مما يجعل من الصعب الإدلاء ببيانات شاملة حول كيفية تأثير جميع أنواع المياه الفوارة على خطر حصوات الكلى، إلا أن المركّب الأول في جميع أنواع المياه الفوارة وهو بيكربونات الصوديوم يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى؛ لأن اتباع نظام غذائي عالي الصوديوم هو عامل خطر لذلك.
كما يمكن أن تؤثّر البيكربونات على الرقم الهيدروجيني في البول (درجة حموضة البول)، وقد يؤدي التغيير في درجة الحموضة إلى أنواع مختلفة من حصوات الكلى.
لكن هذا من الناحية النظرية، أما في الواقع، فهناك احتمال أن يؤدي شرب المياه الفوارة إلى تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى وليس إلى زيادته.
ما أسباب حدوث حصوات الكلى بشكل عام؟
على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان استهلاك المياه الفوارة يسبّب حصوات الكلى، فإن هناك العديد من عوامل الخطر المعروفة المسبّبة لحدوث الحصوات، مثل: شرب القليل من الماء، أو ممارسة الرياضة كثيرًا أو قليلًا جدًا، أو السُّمنة، أو بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن، أو تناول طعام يحتوي على الكثير من الملح أو السكّر.
قد تكون العدوى والتاريخ العائلي سببًا مهمًا لدى بعض الأشخاص، وقد يرتبط تناول الكثير من سكر الفواكه (الفركتوز) بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.
كيفية الوقاية من حصوات الكلى؟
- يساعد شرب كمية كافية من السوائل على إبقاء البول أقل تركيزًا، إذ يكون البول الداكن أكثر تركيزًا، لذا يجب أن يَظهر بولك باللون الأصفر الفاتح جدًا، حتى تعرف ما إذا كنت مرطَّبًا بشكل جيد.
- يجب أن تكون معظم السوائل التي تشربها من الماء، فيجب أن يشرب معظم الناس أكثر من 12 كوبًا من الماء يوميًا، خاصة في الأجواء الحارة والتكييف. لذلك، عليك استشارة طبيبك حول الكمية الكافية من المياه التي تناسب جسمك. نؤكد على أن الماء العادي أفضل من الصودا أو المشروبات الرياضية أو القهوة أو الشاي، فإذا كنت تمارس الرياضة أو إذا كان الجو حارًا في الخارج، أو كنت تقضي وقتًا طويلا في جو التكييف، يجب أن تحرص على أن تشرب المزيد من السوائل، كما يجب تناول المياه الفوّارة باعتدال دون إسراف.
- تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات التي تجعل البول أقل حموضة، فعندما يكون البول أقل حموضة، تكون الحصوات أقل قدرة على التكوّن.
- يمكن أن يزيد خطر تكون الحصبات تناول الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات لفقدان الوزن، والتي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين الحيواني، وكذلك الأنظمة الغذائية من الحمية القاسية. أنت بحاجة إلى كميات كافية من البروتينات، لكنْ يجب أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، لأن الإسراف في تناول البروتينات الحيوانية قد يؤدي إلى مزيد من وجود الأحماض الأمينية في البول، مما يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى. لذلك، عليك الاعتدال في تناول اللحوم.
- يجب عليك تقليل الملح الزائد في نظامك الغذائي، لذا، تجنّب الأطعمة المصنّعة والوجبات المعلّبة.
- لا داعي للارتباك بشأن وجود الكالسيوم في منتجات الألبان، فهي تساعد في الواقع على منع تكوّن الحصى؛ لأن الكالسيوم يرتبط بالأوكسالات قبل أن يدخل الكلى، فالأشخاص الذين يحصلون على أقل كمية من الكالسيوم في النظام الغذائي يكونون أكثر عُرضة للإصابة بحصوات الكلى. يمكن أن تتكوّن الحصوة من الملح ومخلفات البروتينات والبوتاسيوم، إلا أن أكثر أنواع حصوات الكلى شيوعًا هو حصوات أكسالات الكالسيوم.
- يتم الترويج لبعض المواد العشبية على أنها تساعد في منع تكوّن الحصوات، إلا أنه لا توجد أدلة طبية كافية لدعم استخدام أي عشب أو مكمّل في منع تشكل الحصى.
- استشر طبيبك أو اختصاصي التغذية حول إجراء تغييرات في النظام الغذائي إذا كنت مصابًا بحصوات، أو تعتقد أنك قد تكون في خطر متزايد للإصابة بحصوات الكلى.
المصادر:
Can Sparkling Water Cause Kidney Stones?
