صحــــتك

زايلبيسيران حقنة كل نصف عام لعلاج ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم، كما أن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعدّ السببَ الرئيسي للوفاة المبكّرة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعاني 1.28 مليار بالغ تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا في جميع أنحاء العالم من ارتفاع ضغط الدم، ويعيش معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

لذلك، يضطر المرضى كلَّ يوم إلى تناول حبة دواء أو أكثر للسيطرة على ضغط الدم، لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية، لكنْ، ماذا لو ظهر دواء جديد يُستخدم مرتين فقط في السنة بنفس الفاعلية؟ هل يمكن حينها الاستغناء عن الأقراص اليومية، ومشكلات عدم انتظام المرضى على العلاج، وبالتالي عدم التحكّم في ضغط الدم؟ هذا ما نُسلِّط الضوء عليه في هذا المقال، كما سنتحدث عن المرحلة الأولى من دراسة دواء زايلبيسيران لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

ما هو دواء زايلبيسيران؟ وما آلية عمله؟

زايلبيسيران (Zilebesiran) هو دواء تجريبي جديد يُؤخذ بشكل إبرة تحت الجلد مع مدة عمل طويلة، ويُثَبِّط صنع مولّد الأنجيوتنسين في الكبد، مما يساعد في  علاج ارتفاع ضغط الدم. ينتمي الدواء إلى عائلة تداخل الحمض النووي الريبوزي (RNAi)، التي تعمل عن طريق استخدام تداخل الحمض النووي الريبي لإسكات أو إيقاف عمل مورثات (جينات) معيَّنة تُسبب أو تساهم في حدوث المرض.

تداخل الحمض النووي الريبوزي هي عملية بيولوجية طبيعية تُنظِّم التعبير عن الوراثة بالتدخل في الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) الذي يحمل تعليمات الحمض النووي لصنع بروتينات جديدة. تحاكي أدوية (RNAi)، مثل زايلبيسيران، هذه العملية، إذْ يَستهدف دواء زايلبيسيران صنع الأنجيوتنسينوجين في الكبد لعلاجَ ارتفاع ضغط الدم.

الأنجيوتنسينوجين (AGT)، أي مولد الأنجيوتنسين، أهم السلائف الأولية في نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS)، وله دور رئيسي في ارتفاع ضغط الدم. بالتالي عندما يُعطى زايلبيسيران كحقنة كل ستة أشهر، فإنه يعمل على تثبيط المورثة التي تُوجِّه انتاج هرمون الأنجيوتنسين، الذي يتسبب في انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، ما يؤدي استخدام هذا الدواء إلى علاج ارتفاع ضغط الدم.

نظرة على الدراسة:

شملت المرحلة الأولى من الدراسة 3 أجزاء:

  1. الجزء A: تم تعيين المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بشكل عشوائي بنسبة 2:1 لتلقي إما جرعة واحدة تصاعدية تحت الجلد من الدواء الجديد زايلبيسيران (10، 25، 50، 100، 200، 400، أو 800)، أو جرعة وهمية لا تحتوي على أي مواد فعالة، وتمت متابعتهم لمدة 24 أسبوعًا.
  2. الجزء B: تقييم تأثير جرعة 800 مجم من زايلبيسيران على ضغط الدم عندما يتّبع المرضى نظامًا غذائيًا منخفضَ أو عاليَ الملح.
  3. الجزء E: تأثير جرعة 800 مجم من زايلبيسيران عند تناولها مع دواء إربيسارتان، حاصر مستقبلات الأنجيوتنسين، المستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.

نتائج الدراسة:

أظهرت الدراسة أنه كلما زادت جرعة الدواء الجديد زايلبيسيران، زادت فاعليته في التأثير على ضغط الدم، مع استمرار فاعليته لمدة تصل إلى ستة أشهر. كانت الحقنة أكثر فاعلية عند أخذها مع نظام غذائي قليل الملح أو مع تناول دواء آخر مخفض لضغط الدم، مثل دواء إربيسارتان. ارتبطت الجرعات الأحادية من دواء زايلبيسيران (200 مجم أو أكثر) بانخفاض في ضغط الدم الانقباضي (> 10 ملم زئبقي)، وضغط الدم الانبساطي (> 5 ملم زئبقي) خلال أسبوع. كان هذا الانخفاض في ضغط الدم ثابتًا طوال الـ 24 ساعة لمدة تصل إلى 24 أسبوعًا.

هل كانت هناك آثار جانبية لدواء زايلبيسيران خلال الدراسة؟

من بين 107 مرضى تم تسجيلهم في الدراسة، كان لدى 5 منهم فقط تفاعلات خفيفة وعابرة في موقع الحَقن. كان زايلبيسيران جيد التحمل بشكل عام خلال الأسبوع 12، مع عدم وجود أحداث سلبية أو آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالعلاج قد تؤدي إلى وقف الدراسة. لم تكن هناك أي تقارير عن حدوث فرط انخفاض ضغط الدم، أو ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم، أو تدهور وظائف الكلى الذي يؤدي إلى التدخل الطبي. بالتالي كانت أكثر الأعراض الجانبية شيوعًا فقط رد فعل موقع الحقن بنسبة (8.9%).

هل يمكن الاستغناء عن الأقراص اليومية عند توفر دواء زايلبيسيران؟

هذه الدراسة هي المرحلة الأولى من دراسة فاعلية هذا الدواء الجديد، أي أن هذا الدواء يجب أن يمر بنجاح في المرحلتَين الثانية والثالثة أيضًا قبل أن يتم اعتماده في علاج ارتفاع ضغط الدم، وما يزال الباحثون بحاجة إلى مزيد من الوقت والبيانات لمعرفة ما إذا كان هذا الدواء سيقلل فعلاً من معدلات الإصابة بفشل القلب والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، بالإضافة إلى التحكّم الجيد في ضغط الدم بشكل فعال وآمن. فبالرغم من نتائج زايلبيسيران الإيجابية، وخفضه لضغط الدم بشكل مستمر، فإنه على الأرجح لن يكون الدواءَ الوحيد لخفض ضغط الدم الذي يحتاجه المرضى، ولن يكون بديلًا عن الأقراص اليومية، لكنه يمكن أن يقلل عدد الحبوب التي يجب أن يتناولها المريض، وبالتالي يُحسّن التزامه بالعلاج، ما يؤدي إلى تحكّم أفضل في ضغط الدم.

قد يوفر دواء زايلبيسيران اسلوبًا جيدًا للتحكم في ضغط الدم، وقد يكون المرضى قادرين على متابعة ضغط الدم مع طبيبهم كل ثلاثة أشهر، أو كل نصف سنة للتحكم الجيد في ضغط الدم.

لكن، تجب معرفة أن التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة تظل أساسية للتعامل مع ضغط الدم بشكل فعال، حتى مع استخدام الأدوية مثل زايلبيسيران. أشارت نتائج الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين اتّبعوا نظامًا غذائيًا عالي الملح شهدوا عودة ضغط الدم إلى مستوياته الأساسية المرتفعة، وبالتالي يجب اتباع نظام غذائي ونمط حياة صحيَّيْن للقلب، لأنه أمر حيوي لاستكمال فوائد الدواء.

ختامًا:

ارتفاع ضغط الدم -كما ذكرنا- هو عامل الخطر الأول لأمراض القلب والسكتة الدماغية. على الرغم من استخدام فئات مختلفة من أدوية ارتفاع ضغط الدم، والتقدم في التقنيات الطبية، فإن حالة واحدة فقط من بين كل أربعة أشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم تكون تحت السيطرة، وهذا ما يجعل ارتفاع ضغط الدم مرضًا مؤرقًا وقضية مقلقة تستوجب تسليط الضوء على الحاجة الماسة للتعامل مع ارتفاع ضغط الدم بشكل فعال، لتقليل أخطار حدوث مضاعفات خطيرة، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب، مما يؤدي إلى تحسين الصحة وتقليل معدل الوفاة المبكرة، وهذا ما يجعل من دراسات دواء زايلبيسيران طفرةً جديدة في علاج ارتفاع ضغط الدم، وأملًا جديدًا نحو التحكّم في ضغط الدم بشكل فعال.

 

المصادر:

آخر تعديل بتاريخ
30 يوليو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.