صحــــتك

تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر


تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. مع التقدم في مشوار العمر، تخضع أعضاء الجسم إلى العديد من التغيرات، والعين لا تشذ عن هذه القاعدة. إذا لاحظت بأن الألوان أصبحت باهتة لديك، أو أنك لم تعد ترى الألوان بالطريقة التي كنت معتادًا عليها سابقًا كلما توغلت في رحاب الشيخوخة، فإنه يتوجب عليك ألا تقلق بشأن هذه الحالة، لماذا؟ تابع القراءة لتعرف الجواب.

مشاكل الرؤية

تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. كيف نرى الألوان؟

إن الأشياء التي نراها من حولنا ليست لها ألوان، بل هي تعكس الأطوال الموجية للضوء التي يراها العقل البشري على أنها لون، ويقدّر العلماء أن الإنسان يستطيع تمييز نحو 10 ملايين لون.

عندما يسقط الضوء على جسم ما، فإن ذلك الجسم يمتص بعضًا من هذا الضوء، أما الباقي فيتم عكسه ليدخل إلى العين بشكل حِزَم عبر القرنية التي توجهه نحو حدقة العين، ومن ثم إلى العدسة ومنها إلى قاع شبكية العين التي تمتلك نوعين من المستقِبلات الضوئية، هما:

  • الخلايا العَصَوية (العصي)، ويصل عددها إلى 110 ملايين، وهي تستجيب لشدة الضوء فقط بغضّ النظر عن لونه، ويتم تنشيطها في الإضاءة الخافتة أو المنخفضة.
  • الخلايا المَخروطية (المَخاريط)، ويبلغ عددها 6 ملايين، وهي تستجيب للضوء الشديد، وتملك جزيئات كاشفة للألوان الرئيسية الثلاثة: الأحمر، والأخضر، والأزرق.

أسباب تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر

1. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. الشيخوخة

كلما تقدمنا في مشوار العمر تنخفض حساسية الخلايا المَخروطية المَسؤولة عن رؤية الألوان في شبكية العين للضوء، ما يجعل هذه الألوان تبدو باهتة، كما يصبح التباين بين الألوان المختلفة أقل وضوحًا.

إلا أن دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كوليدج لندن البريطانية، تم نشرها في مجلة التقارير العلمية scientific reports، كشفت أن تراجع القدرة على رؤية الألوان مع التقدم في السنّ قد يعود في جزء منه إلى قلة حساسية القشرة البصرية في المخ.

وللوصول إلى هذه النتيجة، تم وضع مجموعة من المتطوعين من صغار وكبار السنّ الذين يتمتعون بصحة جيدة في غرفة مظلمة، تم خلالها تعريضهم إلى باقة من الألوان بلغت 26 لونًا مختلفًا لمدة خمس ثواني لكل منها، وقام الباحثون في نفس الوقت بقياس قُطر حدقة العين (بؤبؤ العين) باستخدام كاميرا حساسة للغاية من أجل تتبع ومراقبة العين ثانية تلو الثانية، فماذا كانت المحصِّلة؟

بعد مقارنة قياسات قُطر بؤبؤ العين لكل المشاركين في الدراسة، وجَد المشرفون عليها أن انكماش بؤبؤ العين لدى كبار السنّ كان أقل استجابةً للألوان الأكثر إشراقًا مقارنة مع صغار السنّ، وقد لوحظت هذه الظاهرة بشكل خاص عندما رأى المشاركون الألوان الخضراء والأرجوانية.

ما التفسير؟ يعتقد معدّو الدراسة أنه مع التقدم في العمر تقل حساسية القشرة البصرية للدماغ المسؤولة عن استقبال ودمج ومعالجة المعلومات القادمة من شبكية العين.

2. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. الوراثة

قد يكون نقص رؤية الألوان مرض وراثي ينتقل من الأم إلى أولادها، إذ تكون الأم حاملة أو مصابة بهذا المرض، وفي هذه الحالة يظل نقص رؤية الألوان الموروث ثابتًا طوال الحياة، ولا يزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولا يسبِّب العمى.

3. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. إعتام عدسة العين (الساد أو الماء الأبيض في العين)

يحدث إعتام عدسة العين عندما تتراكم رواسب الكالسيوم والبروتينات في عدسة العين فتصبح ضبابية، فيعاني المصاب من الضبابية في الرؤية، وتنخفض قدرته على رؤية الألوان.

4. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. الغلوكوما (ارتفاع ضغط العين أو الماء السوداء في العين)

عندما يرتفع الضغط داخل العين فإنه يمكن أن يؤثر على العصب البصري، فتتدهور الرؤية وتقل رؤية الألوان، وقد لا يستطيع المصاب التمييز بين ألوان معينة، ما يشير إلى أن الغلوكوما بدأت تؤثر على العين.

5. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. الضمور البُقعي المرتبط بالعمر

وهو اضطراب شائع عند كبار السنّ يصيب مركز الشبكية، أي اللطخة الصفراء، التي تقع في قاع العين، ويتسبب هذا الضمور بضبابية البصر وفقدان الرؤية المركزية، وقد تكون صعوبة التمييز بين الألوان إحدى العلامات المبكرة لهذا المرض.

6. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. التهاب العصب البصري

يحدث التهاب العصب البصري عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم غلاف المايلين المحيط بالألياف العصبية، ما يسبب عدم وضوح الرؤية، وفقدان جزئي للرؤية في عين واحدة، أو في كلتا العينين، كما تغدو الألوان باهتة، خاصة اللون الأحمر.

7. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. اعتلال الشبكية السكري

وهو أحد مضاعفات مرض السكري التي تصيب العينين، ويَحدث الاعتلال بسبب تلف الأوعية الدموية في أنسجة العين الحساسة للضوء التي تقع في الجزء الخلفي من العين. في البداية لا يتظاهَر اعتلال الشبكية بأعراض واضحة، ولكن مع تقدّم المرض يعاني المصاب من عدم وضوح الرؤية، وضَعف في رؤية الألوان، ومع مرور الوقت قد يحدث العمى.

8. تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. أسباب أخرى:

  • مرض عمى الألوان.
  • داء الهيستوبلاستوما histoplasmosis.
  • متلازمة أوشير usher syndrome.
  • ضمور اللطاخة الصفراء.
  • مرض ستارغارت stargardt.
  • ارتفاع الضغط داخل القحف المجهول السبب.
  • التهاب القرنية الضوئي.
  • اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي.
  • مرض التصلب المتعدد.
  • مرض ألزهايمر.
  • داء الشلل الرعاش.
  • سرطان الدم.
  • إدمان الكحول المزمن.
  • فقر الدم المنجلي.
  • بعض الأدوية.
  • التعرض لمواد كيميائية.

تشخيص تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر

يمكن تشخيص نقص رؤية الألوان من خلال فحص العين الشامل الذي يخضع خلاله المريض إلى اختبار بصري يحدد إن كان يوجد عنده نقص في الألوان، ويتألف الاختبار البصري من لوحات متماثلة الألوان الكاذبة pseudoisochromatic، تحتوي على نقاط ملونة بأحد الألوان، ويوجد في داخل كل لون رقم أو رمز. يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون برؤية ألوان طبيعية أن يشاهدوا الرقم واللون، في حين الأشخاص الذين يعانون من نقص الرؤية لا يرون الرقم أو لا يرون اللون، ومع ذلك فقد تكون هناك حاجة إلى عمل اختبارات إضافية لتحديد طبيعة ودرجة نقص اللون بدقة.

هل يمكن علاج تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر؟

لا يوجد علاج لنقص رؤية اللون المَوروث أو الناجم عن التقدّم في السنّ، ولكن إذا كان السبب هو حالات مَرَضية طبية، فإن علاج هذه الحالات قد يؤدي إلى تحسين رؤية الألوان. يمكن أن يساعد ارتداء النظارات الملونة أو العدسات اللاصقة ذات اللون الأحمر إلى زيادة قدرة بعض المصابين على التمييز بين الألوان. أفادت بعض الأبحاث الحديثة إلى إمكانية العلاج بالجينات لتصحيح بعض اضطرابات الشبكية التي تسبب نقصًا في رؤية الألوان، ولكن ما يزال هذا العلاج قيد البحث.

تغيرات أخرى في الرؤية مرتبطة بالتقدم في العمر

إلى جانب التدهور الذي يعاني منه كبار السنّ على صعيد رؤية الألوان، فإن هناك تغيرات أخرى في الرؤية قد يشكو منها كبار السنّ، هي:

  • صعوبة القراءة والقيام بالأعمال الدقيقة، ويعود هذا إلى فقدان المرونة في عدسة العين، مما يجعل من الصعب على العين التركيز على الأشياء القريبة مثل القراءة والخياطة، ويعتبر هذا التطور عملية طبيعية تحدث ببطء مع التقدم في العمر، وهي تحتاج إلى التصحيح بواسطة النظارات.
  • الحاجة إلى ضوء أكثر سطوعًا، يؤدي ضعف عضلات العين وانخفاض عدد الخلايا العَصوية في الشبكية إلى استجابة أقلّ للتغيرات في الإضاءة، مما يزيد من صعوبة الرؤية في الأضواء الخافتة.
  • رؤية الهالات والوهج، قد يلاحظ كبار السنّ وجود توهج وهالات كبيرة حول المصابيح الساطِعة خاصة عند القيادة ليلًا، أو قد يلاحظون انعكاسات ضوء الشمس على الزجاج خلال النهار، وتَحدث هذه التغيرات عندما تتوسَّع حدقة العين كثيرًا، ما يؤدي إلى تشتيت الضوء، ومروره من خلال الجزء المحيطي لعدسة العين، فينكسر بشكل مختلف عن الضوء الذي يذهَب إلى الأجزاء المركزية من العدسة، ما يسبب رؤية الهالات والوهج البصري.
  • فقدان الرؤية المحيطية، يتناقص حجم مجالنا البصري مع التقدم في العمر من درجة إلى 3 درجات تقريبًا لكل عقد من الزمن، ومع حلول السبعينات أو الثمانينات من العمر يصل الفقدان في الرؤية المحيطية إلى نحو 20 إلى 30 بالمئة. إذا حصل فقدان الرؤية فجأة، أو أدى إلى السقوط، أو إلى صعوبة المشي في الظلام، أو إلى مشكلات في القيادة، فإنه يجب مراجعة الطبيب المختص في العيون بأقرب فرصة.
  • الحساسية للضوء، وتَحدث هذه عادة عند التعرض لنور الشمس الوهّاجة، أو عند الخروج من بيئة مظلمة إلى أشعة الشمس الساطعة.
  • الرؤية المزدوجة، هناك العديد من الحالات الصحية التي تؤدي إلى الرؤية المزدوجة في العين، وفي بعض الأحيان قد تشير الرؤية المزدوجة إلى حالة طبية طارئة مثل السكتة الدماغية. على كل شخص يشكو فجأة من الرؤية المزدوجة أن يطلب استشارة طبية عاجلة.
  • الذباب الطائر، وهو مشكلة شائعة عند المتقدمين في السنّ، إذ ينكَمش الجسم الزجاجي في العين ويصبح أكثر سيولة فيبتعد عن الشبكية، وتتشكل فيه جزيئات صغيرة تتحرك داخل الجسم الزجاجي، وعندما تمر هذه الجزيئات أمام مركز الشبكية فإن ظلالها تسبب الذباب الطائر.
  • صعوبة الرؤية ليلًا، قد يلاحظ كبار السنّ أن أعينهم تستغرق وقتًا أطول للتكيف والتركيز في الظلام، ويرجع السبب في هذا إلى ضعف الخلايا العَصوية المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت، ما يجعل القيادة عسيرة.

تغير رؤية ووضوح الألوان مع تقدم العمر.. ختامًا

ليس سرّا أن تتدهور القدرة على رؤية الألوان مع التقدم في العمر، فهي قد تكون جزءًا من عملية الشيخوخة التي تصيب كبار السنّ على المدى البعيد، أو قد تحصل لأسباب وراثية أو لأسباب طبية، من هنا أهمية أن يستشير هؤلاء طبيبًا مختصًّا في طب العيون بشكل دوري ومنتظم من أجل فحص العين الشامل لتحديد الأسباب التي تقف وراء مشكلات الرؤية في العين، ومن بينها ضََعف رؤية الألوان، الذي لا يؤثر على نوعية الحياة فقط، بل يؤثر على جمالية الحياة بكل تفاصيلها.  

 

آخر تعديل بتاريخ
21 فبراير 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.