الأسبرين لا يقي من تكرار سرطان الثدي

توقفت المرحلة الثالثة لدراسة عشوائية كبيرة تمت لاختبار جدوى استخدام عقار الأسبرين في وقاية مريضات سرطان الثدي من تكرار الإصابة بالسرطان بعدما تبين فشل الأسبرين في تقليل معدلات التكرار.

الأسبرين أظهر تأثيرا عكسيا!

بينت دراسات سابقة أنه يمكن أن يكون الأسبرين فعالا في الوقاية من تكرار الإصابة بسرطان القولون. وعلى هذا الأساس تم اختيار مجموعة من مريضات سرطان الثدي واللواتي كن أكثر عرضة، حسب عوامل الخطورة المتاحة لديهن، لتكرار الإصابة بسرطان الثدي. ليس هذا فحسب، بل تبين أن الأسبرين له نتيجة عكسية فهو يزيد من خطر التكرار ولا يقي منه! 

 

وعلى الرغم من خيبة الأمل من النتائج، أكدت الدكتورة ويندي تشين من معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، على قيمة الدراسة بقولها: "توفر الدراسات السلبية بيانات مهمة، لأننا لا نريد أن يفعل الناس شيئًا لا يساعدهم بل قد يضرهم أيضا" وأضافت تشين التي قدمت نتائج الدراسة في ASCO Plenary Series: "كان هناك الكثير من الدراسات السلبية التي لا تزال تقدم معلومات سريرية مهمة لحد الآن".

 

"وحتى المشاركون في الدراسة أخذوا الأخبار برباطة جأش، وما كان ممتعًا حقًا هو أن المرضى، عندما أخبرناهم بالنتائج، بينوا جميعًا مدى سعادتهم حقًا لأنهم شاركوا في الدراسة على أي حال، وهذا هو سبب قيامنا بالدراسات، نحن لا نقوم بالتجارب والدراسات لأننا متأكدون من وجود فائدة، بل نقوم بها لنظهر وجود الفائدة من عدمها أيضا، ونحن نجري دراسات ونحن نعلم أن بعضها لن يظهر أي فائدة".

 

كيفية الدراسة:

اشتملت الدراسة على 3021 امرأة تحت سن 70، تم تجنيدهن من 338 مركزا بين عامي 2017 و 2020، وتم تقسيمهن عشوائيا إلى مجموعتين: مجموعة تتناول 300 مجم من الأسبرين يوميًا ومجموعة أخرى تتناول علاجا وهميا. وبلغ متوسط ​​المتابعة 24 شهرًا. لكن، خلال فترة المتابعة استمرت ما يقارب 56٪ فقط من المريضات بالالتزام بتوصيات الدراسة سواء تناول الأسبرين أو العلاج الوهمي.

 

وقد يفسر عدم التزام بعض المشاركات بفترة تناول العقار خلال فترة الدراسة، هو عدم وجود تحسن ملحوظ. لكن، وللأسف أشارت تشين المشرفة الرئيسية على الدراسة إلى أن حدوث التكرار كان أعلى بالفعل في مجموعة الأسبرين، على الرغم من أن النتيجة لم تكن ذات دلالة إحصائية.

دراسات سابقة مضللة!

قالت تشين "إن ذلك من الناحية البيولوجية لن يكون معقولاً"، حيث أشارت التحليلات الوبائية السابقة وحتى اللاحقة للتجارب السريرية الأخرى إلى أن الأسبرين قد يكون فعالًا في الحد من تكرار الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك بيانات من 39876 مشاركة في دراسة صحة المرأة تشير إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي القنوي النقيلي، ولكن هذا ليس هو الحال مع هذه الدراسة!

 

لكن، هذه ليست المرة الأولى التي قد نجد أن دراسة ما كانت نتائجها مضللة. واستشهدت تشين بذلك إلى العلاج بالهرمونات البديلة، الذي تم وصفه للوقاية من تكرار الإصابة بسرطان الثدي على أساس أدلة مماثلة، ولكن ثبت أنه ضار في تجربة عشوائية محكومة، وأن وضع دراسة الأسبرين مشابهة لوضع دراسة العلاج بالهرمونات البديلة.

 

ولحسن الحظ، لم يكن الأسبرين في هذه الفئة المشاركة في الدراسة مدعاة للقلق، ولكن من الممكن أن يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين بمفردهم بدون وصفة طبية، وقد تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، أو قد يكون لديهم عوامل خطر أخرى تعرضهم لمشاكل قد تكون كبيرة بعد تناولهم للأسبرين.

 

* المصدر

Aspirin Fails to Inhibit Breast Cancer Recurrence

11 مارس 2022
آخر تعديل بتاريخ