يُعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا وثاني سبب للوفاة من السرطان في جميع أنحاء العالم. وحسب آخر إحصائيات المرصد العالمي للسرطان ومنظمة الصحة العالمية، في سنة 2020 وحدها تم رصد ما يقارب مليوني حالة جديد لسرطان القولون والمستقيم، وما يقرب من مليون حالة وفاة.
ويمكن أن يحدث سرطان القولون نتيجة لأسباب مختلفة، من بينها أمراض الأمعاء الالتهابية أو بعض الأمراض الوراثية، وغالبا ما تكون نتيجة فردية ناتجة عن عوامل خطورة مختلفة مثل:
- التقدم في السن.
- الجنس (الذكور غالبا).
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.
- داء السكري.
- السمنة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المستقيم والقولون وخاصة أقارب الدرجة الاولى.
- التدخين.
- الاستهلاك العالي للحوم الحمراء والمعالجة.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
أمراض اللثة عامل خطر لأمراض أخرى
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط أمراض اللثة بنتائج صحية ضارة خارج الفم، بما في ذلك سرطانات الجهاز الهضمي. أيضا، ثبت أن أمراض اللثة مرتبطة بالعديد من الأمراض العامة الرئيسية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وأمراض الكلى المزمنة والأمراض الأيضية. وتشير الدلائل أيضًا إلى وجود صلة بينها وبين مرض باركنسون ومرض ألزهايمر.
وتتضمن الآلية المفترضة لتسبب أمراض اللثة في السرطان انتشار مسببات أمراض اللثة إلى مواقع خارج الفم، ونشر السموم الداخلية للبكتيريا، وإطلاق منتجات الالتهاب مباشرة في مجرى الدم. من ناحية أخرى، يعزز الالتهاب المزمن التسرطن عن طريق تحريض الطفرات الجينية، وتثبيط موت الخلايا الطبيعي المبرمج، وتحفيز تكوين الأوعية الدموية التي تغذي الورم.
وفي السنوات الأخيرة، أشارت الدراسات إلى أنه بالإضافة إلى أن أمراض اللثة تزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة، مثل سرطان الفم وأمراض القلب والكلى والجهاز التنفسي والتهابات المفاصل، فإنها عامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أيضا! ومع ذلك، فقد اعتمدت الدراسات السابقة التي درست هذه العلاقة على التحليلات الثانوية للبيانات من دراسات أخرى وكانت محدودة بسبب أوجه القصور المنهجية الأخرى.
لكن، في هذه الدراسة الكبيرة التي استندت على دراسة سكان مدينة مونتيرو في كندا وامتدت من يناير 2013 وحتى ديسمبر 2019 وبمساعدة الطاقم الطبي في أقسام جراحات الأورام في خمسة مستشفيات رئيسية، تمت دراسة 348 حالة مؤكدة لسرطان القولون ومقارنتها بـ310 حالات غير مصابة كمجموعة تحكم ومقارنة. وتم خلال فترة الدراسة استبعاد عوامل الخطورة الأخرى التي من الممكن أن تسبب أيضا سرطان القولون والمستقيم مثل:
- أمراض الأمعاء الالتهابية.
- التاريخ العائلي الوراثي لسرطان المستقيم مثل متلازمة لنش.
- سلائل القولون.
ووجد في نهاية الدراسة أن أمراض اللثة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وأشارت الدراسة إلى أن معدل تشخيص سرطان القولون والمستقيم بين الأفراد في هذه الدراسة الذين لديهم تاريخ من أمراض اللثة الالتهابية كان أعلى بنسبة 50٪ تقريبًا من أولئك الذين ليس لديهم مثل هذا التاريخ، بعد استبعاد عوامل الخطر الأخرى. ونُشرت النتائج في 26 كانون الثاني (يناير) في مجلة "أسباب السرطان ومكافحته".
* المصدر
Gum Disease Linked to Colorectal Cancer: COLDENT Study
