"التهام الخلايا" يحصل على نوبل في الطب

نال العالم الياباني المختص في علوم الخلايا الدكتور "يوشينوري أوسوميYoshinori Ohsumi"، أول جوائز نوبل الشهيرة في حقل الفيزيولوجيا أو الطب، وذلك لاكتشافه الجينات المسؤولة عن طريقة الخلايا في "إعادة  تدوير" محتواها (ما يدعى بالالتهام الذاتي autophagy).

وتلجأ الخلية إلى هذه الطريقة الراديكالية في "هضم" محتواها في حالات المجاعة، حيث  تقوض الخلية البروتينات وبعض العناصر الأخرى داخلها لتستخدمها كمصدر للطاقة، أو عندما تهاجَم الخلية من قبل الجراثيم (الميكروبات) والفيروسات، أو عندما ترغب بالتخلص من بعض مكوناتها التالفة.

لكن عملية الالتهام الخلوي الذاتي تصبح مشوهة عندما ينشأ السرطان، أو يصاب الإنسان بأمراض إنتانية أو مناعية أو تنكسية، أو مع تقدم العمر، ما يجعل من دراسة هذه الظاهرة وسيلة لمعرفة أسرار هذه الأمراض وطرق الوقاية منها ومعالجتها.

لقد أدت بحوث الدكتور أوسومي عن ظاهرة الالتهام الخلوي الذاتي (التي درس آلياتها في الخمائر في أوائل التسعينيات، ثم برهن أن هذه الآليات تحدث نفسها في جسم الإنسان)، أدت هذه البحوث إلى فتح جديد في عالم الطب، يأمل الأطباء عن طريقة دراسة الوسائل التي تستخدمها الخلية للبقاء صحيحة وعلى قيد الحياة، والكشف عن التغيرات الجينية التي تؤدي إلى تعطل هذه الوسائل وحدوث المرض.

وقد تلقت الأوساط الطبية هذا النبأ بسرور بالغ، خصوصا منها التي تعمل في حقل الالتهام الخلوي الذاتي. وتنبأ عميد كلية الطب في جامعة واشنغطون بمدينة سانت لويس الدكتور بيرلموتر Perlmutter، أن المجال صار اليوم مفتوحا لاكتشاف العقاقير التي تصلح من تشوه ظاهرة الالتهام الخلوي الطبيعية، ذلك التشوه الذي يؤدي لشتى الأمراض المعروفة كمرض القلب وداء السكري والخَرَف الدماغي، وحتى مرض السرطان.

07 أكتوبر 2016
آخر تعديل بتاريخ