لهذا، من المهم معرفة متى يجب استخدام المضادات الحيوية وكيف يتم استخدامها، وتجب معرفة أن المضادات الحيوية ليست دواء واحداً يتم استخدامه لكل مرض، بل إن أنواع المضادات الحيوية المناسبة تختلف بين مرض وآخر، فالمضاد الحيوي الذي يُستخدم لعلاج التهاب المسالك البولية يختلف عن الذي يُستخدم لعلاج التهاب الأذن الوسطى... إلخ.
أشهر الأسئلة حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال
يجب الانتباه إلى أن إساءة استخدام المضادات الحيوية يعرِّض الطفل لمشكلات خطيرة، ويؤثر سلباً على مناعته على المدى البعيد، وفيما يلي نقدم أجوبة من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال عن 10 أسئلة شائعة حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال.
طفلي يعاني من نزلة برد شديدة.. لماذا لا يصف الطبيب مضاداً حيوياً؟
لأن نزلات البرد يكون سبب الإصابة بها فيروسياً في معظم الحالات، بينما تُستخدم المضادات الحيوية للأطفال على وجه التحديد لعلاج العدوى التي تسببها البكتيريا. وبشكل عام، فإن معظم أعراض البرد الشائعة، مثل سيلان الأنف والسعال والاحتقان، تكون خفيفة وسيتحسن طفلك من دون استخدام أي مضادات حيوية، وسيحتاج فقط للرعاية وبعض الإجراءات المنزلية.
كما أنه يمكن للعديد من الأطفال الصغار، وخاصة في دور الرعاية والمدارس، أن يصابوا بنزلة البرد من 4 إلى 5 مرات سنويًا، وعند استخدام المضادات الحيوية في كل مرة يعاني فيها طفلك من نزلة برد سببها فيروسي لك أن تتخيل مقدار الأثر السلبي الذي يقع على جهاز مناعته، وما قد يسببه ذلك من نشوء بكتيريا مقاومة للعلاج فيما بعد.
ألا تتحول بعض نزلات البرد إلى عدوى بكتيرية! فلماذا تنتظر للبدء باستخدام مضاد حيوي؟
في معظم الحالات، لا تسبب العدوى الفيروسية حدوث عدوى بكتيرية، بل على العكس، قد تؤدي إساءة استخدام المضادات الحيوية للأطفال كعلاج للالتهابات الفيروسية إلى الإصابة بالعدوى التي تسببها البكتيريا المقاوِمة للعلاج أيضاً، قد يصاب طفلك بإسهال أو آثار جانبية أخرى، وإذا أصيب طفلك بإسهال مائي أو إسهال دموي أو آثار جانبية أخرى أثناء تناول مضاد حيوي، عليك الاتصال بطبيب طفلك.
أليس خروج المخاط الأصفر أو الأخضر علامة على وجود عدوى بكتيرية؟
لا يعني وجود مخاط أصفر أو أخضر في الأنف أن هناك حاجة للمضادات الحيوية، وأثناء نزلات البرد، من الطبيعي أن يصبح مخاط الأنف سميكًا ويتغير من اللون الشفاف إلى الأصفر أو الأخضر. غالبًا ما تستمر الأعراض لمدة 10 أيام، لكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون البكتيريا هي السبب، وهناك علامات معينة على أن البكتيريا قد تكون متورطة في مرض الجهاز التنفسي لطفلك، وذلك إذا كان طفلك:
- يعاني من نزلة برد عادية مصحوبة بسعال ومخاط أخضر يستمر لأكثر من 10 أيام.
- أو يعاني من مخاط أصفر أو أخضر سميك وحمى أعلى من 39 درجة مئوية (102 درجة فهرنهايت) لمدة 3 أو 4 أيام على الأقل.
- قد يكون ذلك علامة على التهاب بكتيري يستدعي العلاج بالمضادات الحيوية، ويجب أن يتم ذلك بتوصية من طبيبه.
أليس من المفترض أن تعالج المضادات الحيوية التهابات الأذن؟
تحدث العديد من التهابات الأذن بسبب الفيروسات ولا تتطلب مضادات حيوية، وإذا اشتبه طبيب الأطفال بأن إصابة أذن طفلك قد تكون ناجمة عن فيروس، فسيتحدث معك عن أفضل الطرق للمساعدة في تخفيف آلام الأذن لدى طفلك حتى تنتهي العدوى، ونظرًا لأن الألم غالبًا هو العرَض الأول والأكثر إزعاجًا لعدوى الأذن، سيقترح طبيب طفلك مسكنات الألم لتخفيف آلام طفلك.
وتعتبر أدوية أسيتامينوفين وإيبوبروفين من أدوية الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي قد تساعد في تسكين الألم، لكن من المهم التأكد من استخدام الجرعة المناسبة لعمر طفلك ووزنه، وفي معظم الحالات، يتحسن الألم والحمى عادة خلال أول يوم إلى يومين.
كما لا تساعد أدوية البرد التي لا تستلزم وصفة طبية (مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين) في إزالة التهابات الأذن، ولا يُنصح بها للأطفال الصغار، لكن قد يصف طبيب طفلك المضادات الحيوية إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وألم شديد في الأذن.
هل تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج احتقان الحَلق؟
لا، لأن أكثر من 80٪ من التهابات الحَلق ناتجة عن عدوى فيروسية. إذا كان طفلك يعاني من التهاب الحلق وسيلان الأنف والسعال؛ فإن أحد الفيروسات هو السبب المحتمل الرئيسي لهذا المرض، ويجب استخدام المضادات الحيوية فقط لعلاج التهاب الحلق الذي تسببه البكتيريا، ونادرًا ما يصاب الأطفال الرضع والأطفال الصغار دون 3 سنوات بالتهاب الحَلق العُقدي، لكن قد يصابوا بها إذا كانوا في رعاية الأطفال، أو إذا كان أحد الأشقاء الأكبر سناً مصابًا بالمرض.
وعلى الرغم من أن البكتيريا تنتشر بشكل رئيسي من خلال السعال والعطس، فيمكن لطفلك أيضًا أن يصاب بها عن طريق لمس لعبةٍ لعب بها طفل مصاب. وعموماً، إذا اشتبه طبيب طفلك بوجود التهاب الحلق بناءً على أعراض طفلك، فيجب دائمًا إجراء اختبار بكتيريا والزرع والتحسس، فإذا أظهر الاختبار وجود بكتيريا، فسيتم وصف المضادات الحيوية.
هل المضادات الحيوية تسبب أي آثار جانبية؟
يمكن أن تحدث الآثار الجانبية لدى 1 من كل 10 أطفال يتناولون مضادًا حيويًا، وقد تشمل الآثار الجانبية الطفح الجلدي والتحسس والغثيان والإسهال وآلام المعدة، ومن المهم إخبار الطبيب إذا كان طفلك قد عانى من رد فعل للمضادات الحيوية في الماضي.
وعلى الرغم من حدوث طفح جلدي في بعض الأحيان عندما يتناول فيه الطفل مضادًا حيويًا، لكن لا تُعتَبر جميع أنواع الطفح الجلدي ردود فعل تحسسية. راقب الطفح الجلدي من حيث مناطق ظهوره وشكله والأعراض المصاحبة له.
كم من الوقت يستغرق المضاد الحيوي ليعمل؟
تتحسن معظم حالات العدوى البكتيرية في غضون 48 إلى 72 ساعة من بدء تناول المضاد الحيوي، لكن إذا ساءت أعراض طفلك أو لم تتحسن في غضون 72 ساعة، فاتصل بطبيب طفلك، ولا تقطع العلاج عندما تتحسن حالة طفلك قبل إكمال مدة الخطة العلاجية المحددة له، فإذا توقف طفلك عن تناول المضاد الحيوي في وقت مبكر جدًا، فقد لا يتم علاج العدوى تمامًا وربما تعود الأعراض مرة أخرى.
هل يمكن أن تؤدي المضادات الحيوية إلى بكتيريا مقاوِمة؟
يمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية للأطفال بشكل متكرر وإساءة استخدامها إلى حدوث مقاوَمة البكتيريا. والبكتيريا المقاوِمة هي البكتيريا التي لم تعد تتأثر بالمضادات الحيوية التي تُستخدم عادة لعلاج العدوى البكتيرية، ويمكن أيضًا أن تنتشر هذه البكتيريا المقاوِمة للعلاج إلى الأطفال والبالغين الآخرين.
ومن المهم أن يَستخدم طفلك المضاد الحيوي الأكثر تحديدًا للعدوى التي يعاني منها، وليس المضاد الحيوي الذي يعالج نطاقًا أوسع من العدوى الموجودة لديه. وإذا أصيب طفلك بعدوى مقاوِمة للمضادات الحيوية، فقد تكون هناك حاجة إلى نوع خاص من المضادات الحيوية. في بعض الأحيان، يجب إعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد في المستشفى.
متى توصف الأدوية المضادة للفيروسات؟
يمكن وصف دواء مضاد للفيروسات للأطفال المعرَّضين لخطر الإصابة بمرض شديد. حين تكون الأعراض لديهم شديدة وقد تسبب مضاعفات خطيرة في حالة إصابتهم بعدوى فيروسية فيتم إعطاءهم دواءً مضادًا للفيروسات خلال أول 72 ساعة من الإصابة لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء.
كيف يمكنني استخدام المضادات الحيوية بأمان؟
أعط المضادات الحيوية للأطفال بالضبط حسب توجيهات الطبيب، ولا تَستخدم المضاد الحيوي لطفل مع بقية إخوته، واحتفظ بالمضادات الحيوية والأدوية الأخرى في مكان آمن، وتخلَّص من بقايا الأدوية دائماً، ولا تستخدمها لعلاج أمراض أخرى دون استشارة الطبيب.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
متى يحتاج الطفل إلى مضاد حيوي؟
يمكن إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في حال ظهور أعراض العدوى البكتيرية التي يتم تشخيصها عن طريق الطبيب ووصف الدواء المناسب، وهذه بعض الحالات التي تحتاج إلى مضاد حيوي: التهاب الجيوب الأنفية الذي يستمر لمدة 10 أيام أو أكثر، سعال في الصدر يزداد سوءاً بدلاً من أن يتحسن أو يستمر لأكثر من 14 يوم، التهابات الأذن الشديدة، التهاب اللوزتين، التهاب العين البكتيرية، التهابات الرئة، التيفوئيد، الالتهابات البولية وغيرها.
ما هي مخاطر المضاد الحيوي للأطفال؟
من أخطر الأعراض الجانبية التي يمكن أن تسببها المضادات الحيوية للأطفال والبالغين واستخدام أدوية البنسلين والسيفالوسبورين هو رد الفعل التحسسي، وأخفّها هو الطفح الجلدي، أما أخطرها فهي الحساسية المفرطة التي يمكن أن تسبب الصدمة التحسسية التي تهدد الحياة، بالإضافة إلى أعراض أخرى لسوء الاستخدام مثل نشوء البكتيريا المقاومة والإسهال والمغص وغيرها.
هل المضاد الحيوي يؤثر على مناعة الطفل؟
على الرغم من أن المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الالتهابات البكتيرية، فإن الافراط في استخدامها وسوء استخدامها يمكن أن يؤثر سلباً على مناعة الأطفال، إذ يمكن أن يؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء الدقيقة مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتطور المقاوَمة للمضادات الحيوية.
نصيحة من موقع صحتك
ننصح الأمهات بعدم استخدام المضادات الحيوية للأطفال دون وصفة طبية أو بدون استشارة الطبيب، ويجب العلم؛ ليست كل أنواع العدوى التي تصيب الأطفال تستدعي استخدام المضادات الحيوية، وأن سوء وتكرار استخدامها قد تكون له مضاعفات خطيرة على الطفل، فقد يؤذي ذلك مناعته ويؤدي إلى إصابته ببكتيريا مقاوِمة للمضادات الحيوية، وعند وصف المضاد الحيوي لطفلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب، والالتزام بالجرعة كاملة، وعدم التوقف عن إعطائه الدواء حتى لو تحسنت الأعراض، بل يجب استكمال دورة العلاج حسبما وصفها الطبيب للتأكد من تمام القضاء على العدوى.