مستقبل حزام المعدة

في سلسلة مقالاتي التعريفية لعمليات جراحات السمنة ترددت في الكتابة عن حزام المعدة "الذي يمكن ضبطه" adjustable gastric band، هذه الطريقة التي كانت الأكثر تطبيقا منذ ما يزيد على عشر سنوات، لأنها الآن تستعد للخروج من حلبة المنافسة مع عمليات جراحة السمنة الأخرى كالتكميم وتحويل المسار، فبينما كانت تمثل أكثر من 50% من عمليات جراحة السمنة في أوروبا والعالم العربي منذ عشر سنوات، أصبحت الآن لا تزيد على 10% من الحالات.
  • ما هي عملية تحزيم المعدة؟
هي عملية معترف بها عالميا لعلاج السمنة المفرطة تجرى عن طريق جراحة المناظير، وفكرتها تعتمد على وضع حزام، وهو عبارة عن حلقة بها تجويف مصنوعة من مادة من مشتقات السليكون، لا تحدث تفاعلا مع الأنسجة، حول الجزء العلوي من المعدة يخرج منها خرطوم صغير يتصل بخزان صغير قطره حوالى 2 سم يوضع تحت جلد البطن.

وهذا الخرطوم الصغير يصل بين تجويف الحزام والخزان، فإذا ما تم حقن سائل في الخزان، فإن هذا السائل ينتقل إلى الحلقة فيضيقها حول المعدة، فيصبح الجزء العلوي من المعدة صغيرا جدا، بما لا يسمح للمريض بتناول كميات كبيرة من الطعام.

وفلسفة هذه العملية أنه يمكن التحكم في تضييق أو توسعة الحزام، وذلك من خلال حقن السوائل في الخزان الموجود تحت الجلد أو سحبها منه، ومن ثم يمكن تصغيرالمعدة بدرجات مختلفة أو إلغاء هذا التأثير كاملا، إذا ما تسبب ذلك في مضاعفات مثل القيء أو الارتجاع.

كما أن من أهم مزايا هذا الحزام أننا يمكننا إزالته - جراحيا - وبذلك تعود المعدة إلى سابق وضعها التشريحي، ولكن من الجدير بالذكر أن إزالة الحزام جراحيا كثيرا ما يكون أصعب جدا من وضعه أولا، لأنه عادة أثناء إجراء أية عملية للمرة الثانية داخل تجويف البطن يكون هناك الكثير من الالتصاقات التى تكونت نتيجة للعملية الأولى.
  • من أهم مضاعفات العملية
1. تحرك الحزام من مكانه مما يفقده التأثير على حجم المعدة.
2. اختراق جدار المعدة.
3. ارتجاع وحموضة في المريء.
4. صعوبة البلع والقيء وآلام البطن أحيانا.
5. حدوث التهابات في المعدة أو المرئ.
6. حدوث التهابات في مكان الخزان "تحت الجلد".

وعموما من أكثر ما يضايق المريض هو اضطراره للمرور على الطبيب ليقوم بحقن أو سحب السائل من الخزان حسب احتياج المريض، والأعراض التي ستحدث له.
  • المقارنة بين عملية الحزام والعمليات الأحدث
وبالمقارنة بالعمليات الأحدث مثل التكميم، وتحويل المسار، فإن نتائج عملية حزام المعدة تأتي بعدهما، فهي وإن كانت تحقق تأثيراً ايجابياً في التخلص من الوزن، ومرض السكر، ومرض ضغط الدم، إلا أن ذلك يحدث بنسب أقل بفرق واضح عن العمليات الأخرى.

ولكن من زاوية أخرى تعتبر أفضل من التكميم وتحويل المسار، حيث إن المريض لا يحتاج بعدها لدعم كبير من الفيتامينات والأملاح، مثل ما هو حادث بالنسبة لهاتين العمليتين.

وحديثا هناك بعض الأبحاث التي تستخدم حزام المعدة كوسيلة معاونة مع بعض العمليات الأخرى مثل وضع "حزام معدة" مصاحب لعملية "التكميم" لتقوية الفاعلية.

أما لماذا قلت حالات حزام المعدة بالمقارنة بالتكميم وتحويل المسار، فيرجع ذلك لسببين رئيسيين:

- الأول أنها سببت الكثير من المضاعفات للمرضى، حتى إن كثيرا من الأبحاث تؤكد أن حوالى 50% ممن وضعوا حزام المعدة طلبوا إزالته خلال عشر سنوات، إما بسبب الارتجاع وصعوبة البلع، والسبب الثاني بسبب ضعف التأثير في فقدان الوزن، والتحكم في السمنة بالمقارنة بالعمليات الأحدث مثل التكميم.

ولعل من المناسب أيضا أن نذكر أن الكثير من المرضى يحتاج بعد رفع الحزام، نتيجة لفقدان فاعليته لإجراء جراحة أخرى من جراحات السمنة، والتي تكون عادة إما تكميماً أو تحويلاً للمسار، والتي تحتاج لخبرة، ومهارة جراحية أكثر كثيرا من الجراحة الأولى، وهي تركيب الحزام.

الخلاصة أن دور حزام المعدة - كعملية جراحية - في علاج السمنة يتقلص نتيجة لظهور عمليات أكثر فاعلية في السنوات الأخيرة، وبسبب كثرة المضاعفات التي حدثت بسببه.

اقرأ أيضا:
جراحات السمنة: ضرورة أم رفاهية؟
أعاني من السمنة: ماذا أفعل؟ (أسئلة وأجوبة)
كل ما تود معرفته عن جراحات السمنة (ملف)
عملية طي المعدة

استشارات ذات صلة:
أريد تخفيض وزني .. لأعيش بشكل طبيعي
التخلص من الوزن الزائد بسرعة
أفضل طريقة لفقدان الوزن

آخر تعديل بتاريخ
22 مارس 2017