يمارس الإنسان آلاف الوظائف الحيوية يومياً، والتي تسهل عليه حياته دون الحاجة إلى الكثير من الخطط أو التفكير، مثل عملية بلع الطعام والإخراج وغيرها من الوسائل الطبيعية التي تحافظ على صحتنا، والتي إن حدث خلل وظيفي في أي منها تسبب العديد من المتاعب.
فغر المعدة
هو عبارة عن تدخل جراحي يتم من خلاله تركيب أنبوبة تتوجه ناحية المعدة مباشرة عبر الجلد لتوصيل الطعام والشراب، وهو أحد الطرق البديلة التي يمكن من خلالها إيصال التغذية إلى الجسم في حالة حدوث خلل في الطريق الطبيعي الواصل بين الفم والمعدة. يمكننا فغر المعدة من إمداد الطعام والشراب والأدوية لمدة تزيد عن أربعة أسابيع، فإن كانت المدة أقل من ذلك فيمكننا اللجوء إلى طرق أخرى مثل التغذية عن طريق الوريد أو عن طريق أنبوب المعدة.
لماذا يتم تركيب الأنبوبة وعمل فغر المعدة؟
أهم الأسباب التي تدفعنا إلى عمل هذا التدخل الجراحي هو عدم القدرة على البلع، أو صعوبته لدرجة تمنع وصول الكميات المطلوبة من التغذية التي يحتاجها الجسم مثل:
- إصابة الدماغ، كحالات الشلل الدماغي، وغيرها من الأمراض التي تعيق حركة الجزء العلوي من الجهاز الهضمي المتمثل في الفم والمريء.
- سرطان الرأس والرقبة.
- جلطات المخ.
- فقدان الشهية المزمن بسبب بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان.
- الحروق التي تصيب منطقة الفم والرقبة، والحروق ذات الرقعة الواسعة في الجسم.
- بعض حالات الغيبوبة، حيث تساعد تلك الأنبوبة على بقاء الإنسان.
هل هناك استخدامات أخرى لأنبوبة فغر المعدة غير التغذية؟
بالإضافة إلى توصيل التغذية والأدوية، يمكن أن يسمح فغر المعدة أيضًا بـتنفيس الغاز من المعدة لتقليل الانتفاخ، أو لتصريف محتويات المعدة خارج الجسم.
كيف يتم تركيب أنبوبة فغر المعدة؟
هناك طريقتان:
- الأولى عن طريق المنظار، حيث يتم إدخال منظار مرن عن طريق الفم، ويتم عمل فتحة عبر الجلد تجاه المعدة مباشرة بدلالة التنظير، وتركيب الأنبوبة وتثبيتها.
- الثانية عن طريق عملية جراحية مفتوحة
- وهاتان الطريقتان يقوم بعملهما الطبيب الجراح، أو بالتعاون مع متخصص في أمراض ومناظير الجهاز الهضمي.
ولا شك أن عمل التدخلات الجراحية عن طريق المنظار يستغرق وقتًا أقل أثناء التدخل الجراحي ووقتًا أقل للتماثل للشفاء.
هل أحتاج إلى التجهيز لذلك التدخل مثل باقي التدخلات الجراحية؟
يتطلب تركيب تلك الأنبوبة عمل فحوصات روتينية مثل غيرها من التدخلات الجراحية. فإذا كنت ستخضع لهذا الإجراء، فلا بد من إخبار طبيبك بالأدوية التي تتناولها مثل أدوية سيولة الدم على سبيل المثال لا الحصر، أو إذا كنت تواظب على تناول دواء الأسبرين، أو موسع الشرايين الطرفية مثل براكسيلان وغيره من الأدوية، والتي لا بد من إيقافها قبل التدخل الجراحي لمدة تختلف من دواء لآخر.
بعض الأمراض تحتاج لبعض التحضيرات أيضاً مثل مرضى السكر ومرضى ضغط الدم المرتفع والقلب ومرضى المناعة، حيث يتم ضبط وتعديل بعض الأدوية التي يحصلون عليها طبقاً لتعليمات طبيب التخدير والطبيب المعالج.
هل هناك مضاعفات تخص أنبوبة فغر المعدة؟
هناك بعض المضاعفات المحتملة مع أي تدخل جراحي بصرف النظر عن مدى كونه كبيراً أو صغيراً، مثل احتمالية النزيف وحدوث العدوى وعدم التئام الجرح بشكل تام، لكن هناك بعض المضاعفات الخاصة بفغر المعدة مثل:
- خروج الأنبوبة من مكانها.
- انسداد الأنبوبة.
- تسرب بعض المواد التي يتم وضعها في الأنبوبة.
- آلام محتملة أثناء وضع بعض الأدوية عبر الأنبوبة.
- حدوث ثقب في المعدة أثناء التدخل الجراحي، والتي قد يكتشفها الطبيب المعالج في الحال، أو بعد مرور بضعة أيام يشعر المريض بآلام مبرحة في البطن وارتفاع في درجة الحرارة وقيء وضعف عام.
عند حدوث هذه المضاعفات لا بد من التواصل مع الطبيب الخاص فوراً.
كيف يمكننا العناية بفغر المعدة والأنبوبة لتجنب المشكلات والمضاعفات؟
- عدم لمس المنطقة المحيطة بالجلد المحيط بالأنبوبة إلا بعد غسل وتطهير اليدين جيداً.
- وضع ضمادات معقمة حول مكان الفغر.
- الحفاظ على تلك المنطقة نظيفة والعناية الضرورية بها، وتجنب حدوث العرق أو تجفيفه، وتطهير المنطقة فور حدوثه.
- معرفة علامات الالتهابات والعدوى، وملاحظتها في حال حدوثها للاتصال بالمساعدة الطبية وتلك العلامات هي: ارتفاع درجة الحرارة للمنطقة المحيطة بالفغر مع وجود احمرار فيها، وارتفاع درجة حرارة الجسم مع وجود رعشة، وإرهاق عام في الجسم، وآلام في المعدة، وزيادة تلك الأعراض يدل على حدوث تطور في الالتهاب أو العدوى.
- من المفضل أن تعطى الأدوية الموصوفة بشكل شراب سائل، لأن احتمالية انسداد الأنبوبة من الشراب أقل بكثير من الأقراص.
- قلل من تحريك الأنبوبة بقدر ما يمكن حتى تتجنب خروجها من مكانها خاصة في أول أسبوعين، حين ستقوم بتنظيفها بشكل منتظم لكن باستخدام أقل قوة ممكنة.
- عدم استعمال مواد كيميائية ومنظفات ومناديل مبللة باستثناء ما سيصفه لك الطبيب.
- العناية بالفم حتى لو تم الاعتماد على التغذية عن طريقة الأنبوبة بشكل كامل، حتى يتم تجنب الالتهابات والعدوى المختلفة.
لماذا لا نعتمد على المحاليل الوريدية بدلًا من عمل فغر في المعدة وتركيب أنبوبة؟
قد يتبادر إلى ذهنك لماذا لا نقوم بتركيب أنبوب وريدي أو غيرها من وسائل توصيل التغذية للأوردة وإعطاء المحاليل وتجنب كل تلك الاحتمالات من المضاعفات؟
الحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد على تلك الطريقة لعدة أسباب تتعلق بقدرة المحاليل على إمداد الجسم بالاحتياجات الغذائية الكاملة دون حدوث نقص مهم في احتياجات الجسم من البروتين والكربوهيدرات. هناك طرق أخرى تسمى التغذية الكاملة عن طريق الوريد، لكنها عملية معقدة وباهظة الكلفة، وتحتاج إلى إقامة دائمة في المستشفى، وعمل تحاليل مستمرة، والتي قد تعيق الحياة بشكل أكبر، وتسبب المزيد من المتاعب. علاوة على ذلك، فإن الأنبوب الوريدي لا يمكن بقاؤه في الجسم أكثر من بضعة أيام، إضافة إلى المضاعفات المحتملة مثل التهابات الأوردة السطحية، وتكوّن الجلطات في الجسم، مما يحتم إيجاد وسيلة ذات فعالية وقدرة أكبر على الاستمرار.
حساب المكاسب والخسائر فإن أنبوب فغر المعدة هي الطريقة التي نلجأ إليها في اتخاذ قرار يخص الصحة والتدخلات الجراحية والأدوية، فماذا سنخسر لو قمنا بهذا الإجراء أو أخذ تلك الأدوية؟ وماذا سنكسب؟ كما أن تركيب أنبوبة فغر المعدة قد يكون له عدد من المساوئ، لكنه يظل حلًا ذا تأثير فعّال يدفعنا للجوء إليه في حالات كثيرة.
المصادر:
https://www.healthline.com/health/feeding-tube-insertion-gastrostomy#after-the-procedure
https://www.chp.edu/our-services/transplant/intestine/education/patient-procedures/gastrostomy#:~:text=What%20Is%20Gastrostomy%3F,stomach%20for%20air%20or%20drainage.
https://www.gosh.nhs.uk/conditions-and-treatments/procedures-and-treatments/living-gastrostomy-feeding-device/
https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/4911-percutaneous-endoscopic-gastrostomy-peg