لا يزال الأطباء يحلمون بإيجاد دلالات أورام مثالية قادرة على التمييز بشكل واضح بين حالات الأورام الحميدة والأشخاص الطبيعيين من جهة، وبين الأورام الخبيثة من جهة أخرى.
* دلالات الأورام المثالية
هذه الدلالات يجب أن تكون:
- خاصة بنوع معين من الأورام.
- حساسة للغاية لتستطيع اكتشاف الورم في مراحل نموه الأولية حتى يمكن استخدامها في التشخيص والاكتشاف المبكر.
- يجب أن تكون موجودة بنسبة أعلى في حالات الأورام السرطانية منها في حالات الأورام الحميدة.
حتى الآن هناك القليل من دلالات الأورام الخاصة بنوع معين من الأورام، كما أن قدرة العديد من هذه الدلالات على التشخيص والاكتشاف المبكر مازالت محدودة، لذلك فما زال الدور الرئيسي لدلالات الأورام حتى الآن هو متابعة تطور المرض بعد العلاج، وتقييم فعالية هذا العلاج.
في مقالة سابقة تناولنا بعض دلالات الأورام الخاصة بالجهاز التناسلي، ونواصل في هذا المقال الحديث عن دلالات الأورام الخاصة بالجهاز الهضمي والثدي.
* ألفا فيتوبروتين (Alpha fetoprotein - AFP)
ينتج هذا النوع من البروتينات عن طريق الكبد في الجنين أثناء الحمل ويقل تدريجيا بعد الولادة، لكنه يعود مرة أخرى للظهور في الحالات التي تحاول فيها خلايا الكبد تجديد نفسها.
يعد هذا البروتين واحدا من أهم دلالات الأورام في سرطان الكبد حيث يمكن أن يستخدم في الاكتشاف المبكر للورم في بعض المناطق التي ترتفع بها نسبة الإصابة بهذا النوع من الأورام، كما يتم استخدامه في متابعة تطور المرض والاستجابة للعلاج.
لا يقتصر استخدام الألفا فيتوبروتين على سرطان الكبد، لكنه يستخدم كذلك مع الهرمون البشري المشيمي الموجه للغدد التناسلية HCG في تصنيف وتحديد مراحل أورام الخلايا الجرثومية Germ Cell Tumors (أورام الخصية والمبيض) كذلك.
لاتوجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، وتتراوح النسبة الطبيعية للبروتين في الدم بين 6.0 - 10 ng/mL في البالغين، لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة قد ترتفع في أثناء الحمل ابتداء من الأسبوع الثاني عشر لتصل إلى 500 ng/mL خلال الثلاثة شهور الأخيرة. كما أن نسبة البروتين في الجنين قد تصل إلى 2 g/L خلال الأسبوع الرابع عشر من الحمل ثم تقل إلى 70 mg/L عند اكتمال الجنين. كما أن نسبة AFP قد تزيد في بعض الحالات الحميدة مثل التهاب الكبد وتليفه، لكن النسبة عادة لا تزيد عن 200 pg/L. بصفة عامة فإن نسبة AFP أعلى من 1000 pg/L تعني الإصابة بسرطان الكبد.
* المستضد السرطاني الجنيني (Carcinoembryonic antigen - CEA)
هذا النوع من البروتينات يتواجد كذلك في أنسجة الجنين، ليقل إلى نسبة ضئيلة للغاية بعد الولادة، لكنه قد يرتفع مرة أخرى في بعض حالات السرطان، خاصة في سرطان القولون.
بصفة عامة فإن ارتفاع CEA من 5 إلى 10 اضعاف قد يشير بقوة إلي وجود ورم في القولون، لكنه قد يرتفع كذلك في سرطان المستقيم والمعدة والبنكرياس، وكذلك في أورام الرئة والثدي والرحم والغدة الدرقية.
لا يستخدم CEA في الاكتشاف المبكر للأورام، لكنه قد يفيد في تحديد مراحل الورم واحتمالات ظهور الثانويات، كما يفيد في متابعة الاستجابة للعلاج.
قد يؤثر التدخين على نتيجة هذا التحليل، لذا فقد ينصحك الطبيب أن تؤجل الاختبار لمدة تتوقف فيها عن التدخين. وقد تتفاوت النتيجة بين المعامل وبعضها نظرا لاختلاف الطريقة التي يتم بها التحليل، لكن بصفة عامة تترواح النسبة الطبيعية للتحليل من 0 - 2.5 mcg/L لغير المدخنين، ومن 0 - 5 mcg/L للمدخنين.
وتجدر الإشارة إلى أن نتيجة التحليل قد ترتفع في بعض مشاكل المرارة والكبد مثل التهاب المرارة وتليف الكبد، كما قد ترتفع النتيجة في الذين يدخنون بشراهة أو في أمراض التهابات الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي، وفي حالات قرحة المعدة والتهابات البنكرياس كذلك.
* مستضد السرطان CA 19-9) 19-9)
تم اعتماد هذا البروتين من قبل هيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية FDA في متابعة المرضى المصابين بسرطان البنكرياس، وهو قد يرتفع كذلك في أورام الكبد والمعدة والقنوات المرارية والقولون والمستقيم، وفي حالات أخرى خارج تصنيف الأورام مثل التهابات البنكرياس والمرارة وأمراض الجهاز الهضمي والغدة الدرقية.
يساعد هذا النوع من دلالات الأورام في التنبؤ بالاستجابة للعلاج وحدوث الانتكاسات، كما يعني ارتفاعه بنسبة كبيرة عادة عدم قابلية الورم للاستئصال الجراحي.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، بصفة عامة ارتفاع هذا النوع من الدلالات أكثر من 37 U/mL يمكن أن يميز بين أورام البنكرياس الحميدة والخبيثة.
* مستضد السرطان CA 15-3) 15-3)
يعد هذ النوع من دلالات الأورام هو الأهم في سرطان الثدي، حيث يرتفع في نسبة تقترب من 70% من الحالات. لكنه مع ذلك لا يصلح للاستخدام في الكشف المبكر حيث يرتفع في العديد من الأورام الحميدة في الثدي والمبيض، وكذلك في التهابات الكبد المزمنة وتليف الكبد ومرض السل والذئبة الحمراء ونقص إفراز هرمون الغدة الدرقية. بالإضافة إلى أهميته في سرطان الثدي، فإن CA 15-3 قد يرتفع في أنواع أخرى من الأورام مثل أورام البنكرياس والرئة والقولون والمبيض.
تكمن قيمة هذا الدليل في تقييم مرحلة المرض، حيث يرتفع بشكل كبير مع انتشار الورم وظهور الثانويات، كما يفيد في متابعة المرض واستجابته للعلاج، حيث تنخفض قيمة نتيجة التحليل بعد العلاج. لكن لوحظ أنه في بعض الحالات قد يرتفع CA 15-3 بالرغم من استجابة المرضى للعلاج. قد يرجع ذلك إلي تحلل الورم وخروج كمية زائدة من المستضد إلى الدم. لذا تجب مراجعة النتيجة مع الطبيب لمعرفة وضع المرض ومقارنته بالأنواع الأخرى من الدلالات والتحاليل.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، وتعتبر النسبة الطبيعية للتحليل أقل من 30 U/mL.
اقرأ أيضا:
أورام الجهاز التناسلي.. دلالات أورام للتشخيص والمتابعة
عشرون فكرة خاطئة عن السرطان (1)
المصادر:
Alpha-Fetoprotein (AFP) Tumor Marker, Serum
Cancer Antigen 19-9
AFP Tumor Markers
Tietz Fundamentals of Clinical Chemistry, 6th edition, 2008
Carcinoembryonic Antigen
CA 19-9
CA 15-3
CA 15-3
* دلالات الأورام المثالية
هذه الدلالات يجب أن تكون:
- خاصة بنوع معين من الأورام.
- حساسة للغاية لتستطيع اكتشاف الورم في مراحل نموه الأولية حتى يمكن استخدامها في التشخيص والاكتشاف المبكر.
- يجب أن تكون موجودة بنسبة أعلى في حالات الأورام السرطانية منها في حالات الأورام الحميدة.
حتى الآن هناك القليل من دلالات الأورام الخاصة بنوع معين من الأورام، كما أن قدرة العديد من هذه الدلالات على التشخيص والاكتشاف المبكر مازالت محدودة، لذلك فما زال الدور الرئيسي لدلالات الأورام حتى الآن هو متابعة تطور المرض بعد العلاج، وتقييم فعالية هذا العلاج.
في مقالة سابقة تناولنا بعض دلالات الأورام الخاصة بالجهاز التناسلي، ونواصل في هذا المقال الحديث عن دلالات الأورام الخاصة بالجهاز الهضمي والثدي.
* ألفا فيتوبروتين (Alpha fetoprotein - AFP)
ينتج هذا النوع من البروتينات عن طريق الكبد في الجنين أثناء الحمل ويقل تدريجيا بعد الولادة، لكنه يعود مرة أخرى للظهور في الحالات التي تحاول فيها خلايا الكبد تجديد نفسها.
يعد هذا البروتين واحدا من أهم دلالات الأورام في سرطان الكبد حيث يمكن أن يستخدم في الاكتشاف المبكر للورم في بعض المناطق التي ترتفع بها نسبة الإصابة بهذا النوع من الأورام، كما يتم استخدامه في متابعة تطور المرض والاستجابة للعلاج.
لا يقتصر استخدام الألفا فيتوبروتين على سرطان الكبد، لكنه يستخدم كذلك مع الهرمون البشري المشيمي الموجه للغدد التناسلية HCG في تصنيف وتحديد مراحل أورام الخلايا الجرثومية Germ Cell Tumors (أورام الخصية والمبيض) كذلك.
لاتوجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، وتتراوح النسبة الطبيعية للبروتين في الدم بين 6.0 - 10 ng/mL في البالغين، لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة قد ترتفع في أثناء الحمل ابتداء من الأسبوع الثاني عشر لتصل إلى 500 ng/mL خلال الثلاثة شهور الأخيرة. كما أن نسبة البروتين في الجنين قد تصل إلى 2 g/L خلال الأسبوع الرابع عشر من الحمل ثم تقل إلى 70 mg/L عند اكتمال الجنين. كما أن نسبة AFP قد تزيد في بعض الحالات الحميدة مثل التهاب الكبد وتليفه، لكن النسبة عادة لا تزيد عن 200 pg/L. بصفة عامة فإن نسبة AFP أعلى من 1000 pg/L تعني الإصابة بسرطان الكبد.
* المستضد السرطاني الجنيني (Carcinoembryonic antigen - CEA)
هذا النوع من البروتينات يتواجد كذلك في أنسجة الجنين، ليقل إلى نسبة ضئيلة للغاية بعد الولادة، لكنه قد يرتفع مرة أخرى في بعض حالات السرطان، خاصة في سرطان القولون.
بصفة عامة فإن ارتفاع CEA من 5 إلى 10 اضعاف قد يشير بقوة إلي وجود ورم في القولون، لكنه قد يرتفع كذلك في سرطان المستقيم والمعدة والبنكرياس، وكذلك في أورام الرئة والثدي والرحم والغدة الدرقية.
لا يستخدم CEA في الاكتشاف المبكر للأورام، لكنه قد يفيد في تحديد مراحل الورم واحتمالات ظهور الثانويات، كما يفيد في متابعة الاستجابة للعلاج.
قد يؤثر التدخين على نتيجة هذا التحليل، لذا فقد ينصحك الطبيب أن تؤجل الاختبار لمدة تتوقف فيها عن التدخين. وقد تتفاوت النتيجة بين المعامل وبعضها نظرا لاختلاف الطريقة التي يتم بها التحليل، لكن بصفة عامة تترواح النسبة الطبيعية للتحليل من 0 - 2.5 mcg/L لغير المدخنين، ومن 0 - 5 mcg/L للمدخنين.
وتجدر الإشارة إلى أن نتيجة التحليل قد ترتفع في بعض مشاكل المرارة والكبد مثل التهاب المرارة وتليف الكبد، كما قد ترتفع النتيجة في الذين يدخنون بشراهة أو في أمراض التهابات الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي، وفي حالات قرحة المعدة والتهابات البنكرياس كذلك.
* مستضد السرطان CA 19-9) 19-9)
تم اعتماد هذا البروتين من قبل هيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية FDA في متابعة المرضى المصابين بسرطان البنكرياس، وهو قد يرتفع كذلك في أورام الكبد والمعدة والقنوات المرارية والقولون والمستقيم، وفي حالات أخرى خارج تصنيف الأورام مثل التهابات البنكرياس والمرارة وأمراض الجهاز الهضمي والغدة الدرقية.
يساعد هذا النوع من دلالات الأورام في التنبؤ بالاستجابة للعلاج وحدوث الانتكاسات، كما يعني ارتفاعه بنسبة كبيرة عادة عدم قابلية الورم للاستئصال الجراحي.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، بصفة عامة ارتفاع هذا النوع من الدلالات أكثر من 37 U/mL يمكن أن يميز بين أورام البنكرياس الحميدة والخبيثة.
* مستضد السرطان CA 15-3) 15-3)
يعد هذ النوع من دلالات الأورام هو الأهم في سرطان الثدي، حيث يرتفع في نسبة تقترب من 70% من الحالات. لكنه مع ذلك لا يصلح للاستخدام في الكشف المبكر حيث يرتفع في العديد من الأورام الحميدة في الثدي والمبيض، وكذلك في التهابات الكبد المزمنة وتليف الكبد ومرض السل والذئبة الحمراء ونقص إفراز هرمون الغدة الدرقية. بالإضافة إلى أهميته في سرطان الثدي، فإن CA 15-3 قد يرتفع في أنواع أخرى من الأورام مثل أورام البنكرياس والرئة والقولون والمبيض.
تكمن قيمة هذا الدليل في تقييم مرحلة المرض، حيث يرتفع بشكل كبير مع انتشار الورم وظهور الثانويات، كما يفيد في متابعة المرض واستجابته للعلاج، حيث تنخفض قيمة نتيجة التحليل بعد العلاج. لكن لوحظ أنه في بعض الحالات قد يرتفع CA 15-3 بالرغم من استجابة المرضى للعلاج. قد يرجع ذلك إلي تحلل الورم وخروج كمية زائدة من المستضد إلى الدم. لذا تجب مراجعة النتيجة مع الطبيب لمعرفة وضع المرض ومقارنته بالأنواع الأخرى من الدلالات والتحاليل.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، وتعتبر النسبة الطبيعية للتحليل أقل من 30 U/mL.
اقرأ أيضا:
أورام الجهاز التناسلي.. دلالات أورام للتشخيص والمتابعة
عشرون فكرة خاطئة عن السرطان (1)
المصادر:
Alpha-Fetoprotein (AFP) Tumor Marker, Serum
Cancer Antigen 19-9
AFP Tumor Markers
Tietz Fundamentals of Clinical Chemistry, 6th edition, 2008
Carcinoembryonic Antigen
CA 19-9
CA 15-3
CA 15-3