صحــــتك

تمدد الأبهري الصدري

تمدد الأبهري الصدري

الشريان الأبهري (الأورطى Aorta) هو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يمد الجسم بالدم، وينقسم إلى 3 أجزاء:

  1. الأبهر الصاعد (الصدري) Ascending thoracic Aorta
  2. القوس الأبهرية Aortic Arch
  3. الأبهر النازل (البطني) Descending abdominal Aorta

ويمكن أن يحدث تمدد (أم الدم - aneurysm) في الشريان الأبهر الصدري، كما يمكن أن يكون التمدد مصحوباً بتسلخ الأبهر (Dissected Aortic Aneurysm) لأن تمدد الأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تسلخ (جرح داخلي في جدار الشريان dissection) أو تمزق في جدار الشريان (جرح خارجي في جدار الشريان)؛ مما يمكن أن يسبب نزيفًا مهددًا للحياة. 

وفقًا لسبب وحجم ومعدل نمو تمدد الأبهر الصدري، فقد يتنوع العلاج ما بين الانتظار تحت الملاحظة وحتى الجراحة الطارئة. والوضع الأمثل هو أن يمكن التخطيط للعملية إذا لزم الأمر.

 

 

القلب الطبيعي

 

أعراض تمدد الأبهري الصدري

تمدد الأبهر الصدري يزداد ببطء وعادة بدون أعراض، مما يجعل من الصعب اكتشافه. بعض التمددات الوعائية لن تتمزق أبدًا. بعضها يبدأ صغيرًا ويظل صغيرًا، على الرغم من أن الكثير منها يتمدد عبر الزمن. يصعب التنبؤ بمدى سرعة نمو تمدد الأبهر. وأثناء نمو التمدد قد يلاحظ البعض التالي:

  • ألم في الصدر
  • ألم في الظهر
  • بحة في الصوت
  • السعال
  • ضيق التنفس (ضيق النفس)

تمدد الأبهر يمكن أن يتطور في أي مكان في الشريان الأبهر الذي يسري من القلب وحتى الصدر والبطن. ويمكن أن يحدث التمدد في أي مكان في الأبهر الصدري، بما في ذلك الأبهر الصاعد بالقرب من القلب، وقوس الأبهر في انحناء الأبهر الصدري، والأبهر النازل في الجزء الخلفي من الأبهر الصدري.

إن تمددات الأوعية الدموية التي تتشكَّل في الجزء السفلي من الشريان الأبهر - ويطلق عليها توسعات الأبهر البطني – أكثر شيوعًا من تمددات الأبهر الصدري. ويمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية أيضًا بين الأجزاء العلوية والسفلية من الشريان الأبهر. ويسمى هذا النوع من تمدد الأوعية الدموية بتمدد الأوعية الدموية الصدرية-البطنية.

 

متى تزور الطبيب؟

لا تسبب أمُّ الدَّم في الأبهَر أعراضًا لمعظم الأشخاص عادة، إلا عند حدوث تمزُّق أو تَسَلُّخ. التمزُّق أو التَسَلُّخ هو حالة طبية طارئة. اتصل برقم الطوارئ المحلي للمساعدة العاجلة، وقد يشعر المصاب إذا تمزقت أمُّ الدَّم أو انقسمت طبقة أو أكثر من طبقات جدار الشريان (تَسَلُّخ) بهذه الأعراض:

  • ألم شديد حاد ومفاجئ في الجزء الأعلى من الظهر ، ويمتد للأسفل
  • ألم شديد في الصدر، ينتشر نحو الفَكِّ، أو العنق أو الذراعين
  • صعوبة في التنفُّس
  • حالة صدمة مفاجئة وإغماء

قد يوصي طبيبك بإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) العادية أو باختبار الأشعة مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) بشاشة المسح الضوئي أو بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لأمُّ الدَّم في الأبهَر. وخصوصا عند وجود تاريخ عائلي لوجود أمِّ الدَّم في الأبهَر، أو متلازمة مارفان أو غيرها من أمراض النسيج الضام، أو الصمام الأبهري الثنائي الوريقات.

أسباب تمدد الأبهر الصدري

تَشمل العوامل التي يمكن أن تُساهم في الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الآتي:

  • تصلب الشرايين (التصلب الشرياني). مع ترسب اللويحات على جدران الشرايين، وعندما يحدث هذا فإن الشرايين تُصبح أقل مرونة، وقد يُؤدي الضغط الإضافي عليها إلى إضعافها وانتفاخها. يُعد ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول من عوامل خطر الإصابة بتصلب الشرايين. هذا المرض أكثر شيوعًا عند كبار السن.
  • الحالات الوراثية. غالبًا ما تَحدث الإصابة الوراثية بتمدد الأبهر لدى الأشخاص الأصغر سنًّا. مثلما يحدث عند الأشخاص الذين يُولدون بمتلازمة مارفان، وهي حالة وراثية تُؤثر على النسيج الضام في الجسم، وهم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بتمدد الأبهر الصدري. وقد يتعرض المصابون بمتلازمة مارفان لضعف في بنية جدار الأبهر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بتمدد الأوعية الدموية. غالبًا ما يَتسم الأشخاص المصابون بمتلازمة مارفان بسمات جسدية مميزة، منها طول القامة والأذرع الطويلة جدًّا وتشوه في عظام الصدر ومشاكل في عدسة العين.

    بجانب متلازمة مارفان، يمكن أن تتسبب متلازمات إهلرز دانلوس ولويز ديتز وتيرنر والاضطرابات الأخرى المتعلقة بالعائلة في الإصابة بتمدد الأبهر الصدري، وتَتسبب متلازمة إهلرز دانلوس في هشاشة الجلد والمفاصل والنسيج الضام، وكذلك تَجعل الجلد يتمدد بسهولة.

  • الحالات المرضية الأخرى. قد تُسبب الإصابة بحالات الالتهاب، مثل التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة ومرض التهاب الشرايين تاكاياسو الإصابة بتمدد الأبهر الصدري.
  • مشاكل في الصمام الأبهري للقلب. في بعض الأحيان، يُصبح الأشخاص المصابون بمشاكل في الصمام الذي يتدفق من خلاله الدم عندما يخرج من البطين الأيسر للقلب (الصمام الأبهري) أكثر عرضة لخطر تمدد الأبهر الصدري. يَنطبق هذا بشكل أساسي على الأشخاص الذين وُلدوا بصمام أبهري ثنائي الوريقات، مما يَعني أن الصمام الأبهري لا يَحتوي إلا على وريقتين فقط بدلًا من ثلاث.
  • العدوى غير المعالَجة. على الرغم من أن هذا سبب نادر للإصابة بتمدد الأبهر الصدري، فإنه يمكن الإصابة بهذه الحالة عند الإصابة بعدوى غير معالَجة، مثل داء الزُهري أو السَلْمونيلَا.
  • الإصابات والحوادث. نادرًا ما يُصاب بعض الأشخاص المصابين نتيجة سقوط أو حوادث سيارات بتمدد الأبهر الصدري.

حالات طوارئ تمدد الشريان الأبهري

تختلف حالات تمدُّد الأبهر عن تسلخ الأبهر. يمكن أن يحدث تسلُّخ الأبهر في نفس المكان الذي توجد فيه حالات تمدد الأوعية الدموية. يحدث تسلُّخ الأبهر بسبب تمزق داخلي في جدار الشريان الأبهري. وتسبب هذه الحالة نزيفًا داخل جدار الشريان الأبهر، يمتد على طوله، وفي بعض الحالات، خارج الشريان الأبهري تمامًا (التمزّق).

تسلُّخ الأبهر الحاد حالة طارئة تهدد الحياة، وهذا يتوقف على مكان حدوثها في الشريان الأبهر. من المهم علاج أمُّ الدَّمِ في الأبهَر لمحاولة منع التسلخ. وفي حالة حدوث التسلخ، لا يزال من الممكن علاج الأشخاص عن طريق الجراحة الطارئة، لكنهم سيكونون أكثر عُرضةً للمضاعفات.

عوامل الخطورة لتمدد الأبهر الصدري

تشمل عوامل خطر الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري ما يلي:

  • العمر. يحدث تمدُّد الأبهر الصدري غالبًا في الأشخاص الذين تبلُغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر.
  • تعاطي التبغ. يُعَد استعمال التبغ من عوامل الخطر الشديدة للإصابة بتمدُّد الأبهر.
  • ارتفاع ضغط الدم. يُتلِف ارتفاع ضغط الدم الأوعية الدموية بالجسم، ما يَزيد فُرص الإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية.

 

  • تراكُم اللُّوَيْحات في الشرايين (تصلُّب الشرايين). تراكُم الدهون ومواد أخرى، قد يؤدي إلى تلف بطانة أحد الأوعية الدموية (تصلب الشرايين)، وزيادة خطرَ الإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية. ويشيع هذا الخطر أكثر في كبار السن.

 

تصلب الشرايين
  • تاريخ العائلة. يزداد خطر حدوث تمدُّد الأبهر في الأشخاص الذين يتضمَّن التاريخ المرضي العائلي لهم الإصابة بهذه الحالة. يميل الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرَضي عائلي للإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية إلى حدوث تمدُّد الأوعية الدموية في عُمر مبكِّر، ويكونون أكثر عُرضةً لخطر التمزُّق. ويُعد من عوامل الخطر الأوَّلية في صغار السن.
  • متلازمة مارفان والاضطرابات ذات الصلة. يزيد خطر الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري على نحو ملحوظ في حالة متلازمة مارفان أو الاضطرابات ذات الصلة مثل متلازمة لويز-ديتز أو متلازمة إهلرز-دانلوس.
  • الصمام الأبهري الثنائي الوريقات. قد يُصاب 50 بالمائة من الأشخاص الذين لديهم وريقتان بدلًا من ثلاثة في الصمام الأبهري (الصمام الأبهري الثنائي الوريقات) بتمدُّد الأوعية الدموية الأبهري.

مضاعفات تمدد الأبهر الصدري

التمزقات في جدار الأبهر (تسلخ وتمزق جدار الأبهر) هما المضاعفات الرئيسة لتمدد الأبهر الصدري، مما يؤدي لنزيف داخلي مهدد للحياة. وعمومًا كلما كبر تمدد الأوعية الدموية ازداد خطر تمزقها.

علامات وأعراض تمزق تمدد الأبهر الصدري تشمل:

  • ألما مفاجئا حادا ومستمرا في الصدر أو الظهر
  • صعوبة في التّنفس
  • انخفاض ضغط الدم
  • فقدان الوعي
  • ضيق التنفس
  • مشاكل في البلع
  • ضعفا أو شللا في ناحية واحدة من الجسم وصعوبة في النطق أو علامات أخرى للسكتة الدماغية

مخاطر تجلُّط الدم

من المضاعفات الأخرى لتمدد الأبهر خطر حدوث جلطات دموية. يمكن أن تتطور جلطات الدم الصغيرة في منطقة تمدُّد الأوعية الدموية غير الممزقة. إذا تحلَّلت الجلطة الدموية من الجدار الداخلي لمنطقة التمدُّد، فيمكن أن تتحرك مع جريان الدم وتتسبب في سد الأوعية الدموية في مكان آخر في الجسم، وربما تسبب مضاعفات خطيرة.

تشخيص تمدد الأبهر الصدري

غالبًا ما يتمُّ العثور على تمدُّدِ الأبهر الصدري أثناء الاختبارات الطبية الروتينية مثل الأشعة السينية للصدر أو التصوير المقطعي المحوسب أو الموجات فوق الصوتية للقلب أو البطن والتي قد تُطلَب أحيانًا لسببٍ مختلف.

إذا شكَّ طبيبك في إصابتك بتمدُّد الأبهر الصدري، ستكون الاختبارات المُتخصِّصة ضروريةً لتأكيد ذلك. قد تتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

تصوير الصدر بالأشعة السينية

قد يَشتبه طبيبك في البداية أن لديك تمدد الأبهر الصدري من خلال فحص صور الأشعة السينية للصدر. قد يَكتشف طبيبك تمدد الأبهر الصدري من خلال صور الأشعة السينية المطلوبة للتحقق من حالة طبية أخرى.

تخطيط صدى القلب (الإيكو القلبي)

قد يتم تشخيص الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري بواسطة مخطط صدى القلب، وغالبًا ما تُستخدَم هذه التقنية لفحص أفراد أُسَر هؤلاء المُصابين بتمدُّد الأبهر الصدري. حيث يَستخدم مخططُ صدى القلب الموجاتِ الصوتية لالتقاط صور مجسمة حقيقية لقلبكَ والشريان الأبهر الصاعد.

ويوضِّح مخطط صدى القلب عمل غرف القلب والصمامات الخاصة بكَ. وفي بعض الأحيان قد يوصي طبيبكَ بإجراء مخطط صدى القلب عبر المريء؛ حيث يتم توليد الموجات الصوتية من داخل جسمكَ بواسطة جهاز مُثبَّت داخل المريء، وذلكَ ليتمكَّن الأطباء من رؤية الشريان الأبهر بشكل أفضل.

مسح التصوير المقطعي المحوسب

يمكن لهذا الاختبار غير المؤلم أن يقدم لطبيبك صورًا واضحة عن شريانك الأبهري، كما يمكنه الكشف عن موضع وحجم تمدُّد الأوعية الدموية وشكله. أثناء الفحص بالأشعة المقطعية، تستلقي على طاولة داخل جهاز أشعة سينية حلقي الشكل. ينتج عن الفحص بالأشعة المقطعية أشعة سينية تقدِّم صورًا مقطعية للجسم. وقد يحقن الأطباء صبغة في أوعيتك الدموية تساعد على توضيح شكل الشرايين على نحو أفضل في صور الأشعة المقطعية (تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية).

يعد التعرُّض للإشعاع من سلبيات استخدام الفحص بالأشعة المقطعية في اكتشاف ومتابعة تمدد الأوعية الدموية لا سيما لمن تتطلب حالاتهم مراقبة متكررة، كالمصابين بمتلازمة مارفان. على الرغم من ذلك، يمكن استخدام تقنيات الفحص بالأشعة المقطعية الأحدث للتقليل من تعرُّضك للإشعاع في بعض المراكز الطبية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي اختبارًا غير مؤلم وقد يُستخدم في تشخيص تمدد الأوعية الدموية وتحديد حجمها وموقعها. وفي هذا الفحص، تتمدد على طاولة متحركة تَنزلق في مجرى أنبوبي (مغناطيس). يَستخدم فحص التصوير بالرنين المغناطيسي المجالات المغناطيسية ونبضات طاقة أمواج الراديو لالتقاط صورٍ للجسم.

قد يَحقن الأطباء صبغة في الأوعية الدموية للمساعدة في زيادة وضوح الأوعية الدموية في الصور (تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي).

ويُعد هذا الفحص بديلًا للفحوصات بالأشعة المقطعية لمن يحتاج المتابعة الدورية، لتقليل التعرض للإشعاع.

 

عمل تَنْظير شُعاعِي‎ للتحقُّق من تمدد الشريان الأبهر

هذه الحالات التي يمكن أن تسبِّب تمدُّد الأبهر الصدري قد تسري في العائلات وتُوَرَّث. وجَرَّاء هذا، يمكن لطبيبك أن يوصيك بإجراء اختبارات للتحقق من إصابتك بتمدد  الأبهر في حال كان لك قريب من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو الإخوة أو الأبناء، مصاب بمتلازمة مارفان أو حالة مرَضية أخرى يمكن أن تسبِّب الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري. قد تتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبارات التصوير. قد ينصحك طبيبك بأن يُجري أقرباؤك مخطَّط صدى القلب أو أي نوع آخر من الفحوص التصويرية للتحقُّق من إصاباتهم بمتلازمة مارفان أو بأي حالة أخرى من حالات تمدد الأبهر. إذا وجد طبيبك أن شريانك الأبهر متضخِّم أو متمدِّد، فستحتاج على الأرجح إلى إجراء اختبار تصوير آخر في غضون ستة أشهر للتأكد من أن توسع الشريان الأبهر لم يتضخم أو يتمدد.
  • الفحص الجيني. إذا كان لديك تاريخ عائلي من تمدُّد الأوعية الدموية أو أي حالة وراثية أخرى مشتبه فيها تزيد من خطر الإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية في الأبهر الصدري، فربما ترغب في التفكير في إجراء اختبارات جينية. قد ترغب أيضًا في التفكير في أخذ الاستشارة الوراثية قبل البدء في تكوين أسرة.

 

علاج تمدد الأبهر الصدري

يَتمثَّل الهدف من العلاج في منع تمدُّد الأوعية الدموية، والتدخُّل قبل انفجارها أو حدوث مضاعفات خطيرة. وعمومًا، تكون خيارات العلاج لك هي الأدوية، أو المراقبة، أو التدخُّل الجراحي عادة. يعتمد قرار طبيبكَ على حجمِ تمدُّد الأبهر، ومدى سرعة نموِّه.

الرعاية الطبية

إذا كان تَمدُّد الشريان الأبهر الصدري صغيرًا (أقل من 5 سنتيمترات)، فربما يُوصِي طبيبكَ بالأدوية واختبارات التصوير وإدارة الحالات الطبية الأخرى التي يُمكِن أن تُقلِّل هذا التمدُّد. قد يسألكَ طبيبكَ أيضًا عن أي مشاكل عائلية صحية حديثة، مثل تمدُّد الأوعية الدموية أو العلامات والأعراض التي قد تتعرَّض لها، ويُمكِن أن تكون لها علاقة بتمدُّد الأوعية الدموية.

من المحتمَل أن يطلب طبيبكَ اختبارات تصوير منتظمة لفحص حجم التمدُّد. توقَّعْ أن تقوم بعمل مخطَّط صدى القلب، وتصوير الأوعية الدموية بالأشعة المقطعية أو بالرنين المِغناطيسي على الأقل لمدة 6 أشهر بعد تشخيصكَ بتمدُّد الأوعية الدموية واختبارات المتابعة المنتظمة. يَعتمِد تَكرار اختبارات التصوير على السبب أو الحجم، وما إذا كان التمدُّد ينمو ومدى نموه.

الأدوية

إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم، أو بانسدادات في الشرايين، فقد يَصف لك الطبيب على الأرجح أدوية لتقليل ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليستيرول، وذلك لتقليل خطر حدوث مضاعفات نتيجة تمدد الأوعية الدموية لديك. قد تَتضمن تلك الأدوية ما يلي:

  • حاصرات بيتا. تُخفض حاصرات بيتا ضغط الدم لديك عن طريق إبطاء معدل ضربات القلب. بالنسبة للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، يمكن لحاصرات بيتا أن تُقلل من سرعة تمدد الشريان الأبهر. من بين الأمثلة على حاصرات بيتا ميتوبرولول (لوبريسور، توبرول - إكس إل)، وأتينولول (تينورمين) وبيسوبرولول (زيبيتا).
  • حاصِرات مُستقبِلات الأنغيوتينسين II. قد يَصف الطبيب تلك الأدوية إذا كانت حاصرات بيتا غير كافية للتحكم في ضغط الدم، أو عند عدم إمكانية تناوُل حاصرات بيتا. عادةً ما يُوصى باستخدام هذه الأدوية في الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، حتى وإن لم يكونوا مصابين بارتفاع ضغط الدم. تتضمن الأمثلة على حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين II لوسارتان (كوزار) وفالسارتان (ديوفان) وأولميسارتان (بينيكار).
  • أدوية خافِضة للكوليسترول. يُمكن لهذه الأدوية أن تُساعد على خفض مستوى الكوليستيرول، مما يَعمل على تقليل حدوث الانسدادات في الشرايين وتقليل خطر حدوث المضاعفات الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية. تتضمن الأمثلة على أدوية الستاتينات (أدوية خافِضة للكوليسترول) أتورفاستاتين (ليبيتور) ولوفاستاتين (ألتوبريف) وسيمفاستاتين (زوكور) وغيرها.

إذا كنت ممن يُدخنون أو يَمضغون التبغ، فمن الضروري أن تتوقف. قد يُؤدي تعاطي التبغ إلى تفاقم حالة تمدد الأوعية الدموية لديك.

الجراحة

يُوصَى بالجراحة إذا كان التمدُّد حوالي من 5 إلى 6 سنتيميترات وأكبر. أو مع متلازمة مارفان أو أي من أمراض الأنسجة الضامة أو تمزُّق الصمام الأبهري الثنائي الوريقات أو تاريخ عائلي مع تمزُّق الأبهر، فقد يُوصي الطبيبك بالجراحة لمنع خطر الإصابة بتمزُّق الأبهر.

ويعالج معظم المصابين بتمدد الأبهر الصدري الذين يحتاجون لجراحة بعمليات القلب المفتوح، لكن في بعض الحالات المحددة قد يختار الطبيب العلاج باستخدام القسطرة، وهذه أشكال الجراحات التي تستخدم لعلاج تمدد الأبهر الصدري:

جراحة الصدر المفتوح

تنطوي جراحة الصدر المفتوح لإصلاح تمدد الأبهر الصدري على فتح الصدر جراحياً وإزالة القسم التالف من الشريان الأبهري ووضع أنبوب صناعي (طُعم) محله، حيث يُخاط في مكانها. هذا الإجراء يتطلب عملية جراحية في أعلى البطن أو في أعلى الصدر وسيتطلب الأمر شهرًا أو أكثر حتى تمام التعافي.

إذا كنت مصابًا بمتلازمة مارفان أو غيرها من الحالات المرضية ذات الصلة، فقد تخضع لجراحة لعلاج جزء من الشريان الأبهري يقع بالقرب من نقطة التقاء الشريان الأبهر والقلب (جذر الشريان الأبهر). في جراحة استبدال جذر الشريان الأبهر، يزيل الجراح جزءًا من الشريان الأبهر وأحيانًا يزيل الصمام الأبهري أيضًا، ويستبدل بالشريان الأبهري أنبوب اصطناعي (طُعم). ويحل محل الصمام الأبهري صمام بيولوجي أو ميكانيكي.

وقد تخضع، بدلاً من ذلك، لإجراء إصلاح جذر الشريان الأبهر مع الابقاء على الصمام، حيث يستبدل الجراح الجزء المتضخم من الشريان الأبهري بطُعم اصطناعي، ويظل الصمام الأبهري الطبيعي في مكانه.

جراحة الأوعية الدموية عن طريق القسطرة

يقوم الأطباء بتوصيل الطُعم الاصطناعي بطرف أنبوب رفيع (القسطرة) يتم إدخاله من خلال شريان في الفخذ، وتثبيته في شريانك الأبهري. يتم وضع الطُعم الاصطناعي — أنبوب نسيجي مغطى بشبكة معدنية داعمة — في موقع تمدد الأوعية الدموية وتثبيته في المكان باستخدام مشابك أو دبابيس صغيرة موجودة عليه. يعزز الطُعم الاصطناعي الجزء الضعيف من الشريان الأبهري لمنع تمزق تمدد الأوعية الدموية في المستقبل.

وبشكل عام، يكون وقت التعافي أسرع مع هذا الإجراء عن طريق القسطرة من التعافي بعد عملية الصدر المفتوح، ومع ذلك لا يمكن استخدام هذه التقنية مع جميع المرضى. ناقش مع طبيبك ما إذا كنت مؤهلاً لهذا الإجراء. وبعد القسطرة، ستحتاج إلى الخضوع لفحوص تصوير المتابعة العادية لضمان عدم تسريب الطُعم.

جراحات قلب أخرى

إذا كانت هناك حالة أخرى تسهم في تطور تمدد الأوعية الدموية، مثل وجود مشكلة في صمامات القلب، فقد يوصي طبيبك بإجراء المزيد من الجراحات لإصلاح أو استبدال الصمامات التالفة لمنع تفاقم حالة تمدد الأوعية الدموية لديك.

بعد الجراحة قد يوصي طبيبك بالمراقبة الدورية لحالتك.

الجراحة الطارئة

على الرغم من أنه يمكن علاج تمزق تمدد الأوعية الدموية الأبهري من خلال إجراء جراحة طارئة، فإن معدل الخطر أعلى وهناك فرصة أكبر لحدوث مضاعفات. ولذلك، يفضل الأطباء التعرُّف على تمددات الأبهر الصدري وعلاجها قبل أن تتمزق أو تتسلخ، ومتابعتها من خلال مراقبتها طوال العمر وإجراء جراحة وقائية ملائمة.

علاجات منزلية لتمدد الأبهر الصدري

إذا تم تشخيصك بتمدد الأبهر الصدري سينصحك طبيبك على الأغلب بتجنب حمل الأشياء الثقيلة والنشاط البدني العنيف حيث يمكن لهما زيادة ضغط الدم، مما يضع حملاً إضافيًا على تمدد الأوعية الدموية. إذا رغبت في الاشتراك في نشاط معين فاسأل طبيبك إذا كان يمكنك أداء فحص تمرين تحت ضغط لرؤية كم من التمارين سيرفع ضغط دمك. النشاط البدني المعتدل سيكون عامة مفيدًا لك.

الضغوط النفسية يمكنها أن ترفع ضغط دمك لذا فحاول تجنب المواقف الصراعية والموترة قدر الإمكان. إذا كنت تمر بفترة نفسية عصيبة في حياتك فدع طبيبك يعلم لأن الأدوية قد تحتاج إلى تعديل للحفاظ على مستويات ضغط دمك من الارتفاع.

ليس هناك أدوية يمكنك تناولها لمنع تمدد الأبهر، على الرغم من أن تناول أدوية للتحكم في ضغط دمك ومستوى الكوليسترول قد يقلل من مخاطر حدوث مضاعفات تمدد الأبهر الصدري.

حتى وقتنا الحالي فإن أفضل مدخل لمنع تمدد الأبهر أو الحفاظ على تمدد الأوعية الدموية من الزيادة هو الحفاظ على أوعيتك الدموية صحية قدر المستطاع. يعني هذا القيام بخطوات معينة بما في ذلك هذه:

  • تجنب استخدام منتجات التبغ.
  • حافظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • قلل الكوليسترول والدهون في حميتك.

إذا كانت لديك عوامل خطورة لتمدد الأبهر فتحدث مع طبيبك. إذا كنت في خطر فقد يوصي طبيبك بإجراءات إضافية تشمل أدوية لتخفيض ضغط الدم وتخفيف الضغط على الشرايين الضعيفة. قد ترغب في إجراء تصوير موجات فوق صوتية كل بضعة أعوام.

التعايش مع تمدد الأبهر الصدري

التعايش مع مرض تَمدُّد الأبهر الصدري يُعد أمرًا مجهدًا. حاول تجنب المواقف العصيبة والمشاعر القوية، مثل الغضب؛ لأنها قد تَزيد من ضغط الدم لديك.

إذا كنت مصابًا بحالة وراثية، مثل متلازمة مارفان، فقد تشعر بالخوف أو القلق أو الاكتئاب. تحدث مع طبيبك إذا كنت تشعر بهذه المشاعر؛ فقد يُحيلك إلى أخصائي العلاج النفسي.

قد تَجد أنه من الجيد الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم التي تَضم أفرادًا مصابين بحالات مشابهة لحالتك. 

 

المصادر

Thoracic Aortic Aneurysm | Society for Vascular Surgery

Aorta: Thoracic Aortic Aneurysm - Cleveland Clinic

Aortic Aneurysm: Types, Symptoms, Causes, diagnosis and treatment - WebMD

آخر تعديل بتاريخ
26 مارس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.