صحــــتك

الفيلاريا أو داء الخَيطيات.. مرض طفيلي ينقله الذباب والبعوض

الفيلاريا أو داء الخيطيات
وذمة لمفاوية في الرجل اليسرى

داء الخَيطيات (الفيلاريا) Filariasis مرضٌ مُعدٍ ينتشر عن طريق لدغات البعوض. قد لا تظهَر على بعض المصابين أي أعراض، وقد يعاني البعض الآخر من التهاب أو تورّم أو حمّى. يمكن أن يؤدي داء الخيطيات إلى الوَذمة اللمفية (احتباس السوائل)، أو القيلة المائية (تورُّم في كيس الصفن). يمكنك الوقاية من داء الخيطيات عن طريق تجنب لدغات البعوض إذا كنت تعيش في المناخات الاستوائية أو تسافر إليها.

ما هو داء الخَيطيات؟

داء الخيطيات مرض مُعْدٍ، يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتورّم وحمى. يمكن أن يُسبِّب داء الخيطيات مضاعَفات صحية إذا تُرِك دون علاج، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يُسبِّب تشوّهًات، مثل سماكة الجلد وانتفاخ جلد الساق والفخذ. بسبب هذا التشوُّه، يشير بعض الناس إلى داء الخيطيات على أنه (داء الفيل) لأن أرجل المصاب تصبح ثخينة وسميكة مثل أرجل الفيل.

قد تتعرّض للإصابة بداء الخَيطيات من خلال الديدان الطفيلية الدقيقة (الديدان الفيلارية) التي تصيب جهازك اللمفاوي. يوازن الجهاز اللمفاوي مستويات السوائل في الجسم، ويساعد على حماية جسمك من الالتهابات. يُطلِق مقدمو الرعاية الصحية أحيانًا على الحالة اسم (داء الخَيطيات اللمفاوي)، لأنه يؤثّر على الجهاز اللمفاوي.

مَن هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الخَيطيات؟

داء الخَيطيات مرض أكثر شيوعًا في المناخات الاستوائية، وفي بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية حالات أعلى من الإصابة بداء الخَيطيات، ويندر ظهور هذه الحالة في أمريكا الشمالية، لأن الديدان التي تسبب داء الخَيطيات لا تعيش في الولايات المتحدة.

نادرًا ما يصاب الناس بعدوى داء الخَيطيات خلال زيارة قصيرة إلى إحدى هذه البلدان، لكن تزداد احتمالية إصابتك بداء الخَيطيات إذا بَقِيتَ في منطقة عالية الخطورة لأشهر أو سنوات.

ما مدى انتشار داء الخَيطيات؟

تُقدّر إصابة نحو 120 مليون شخص حول العالم -1.5٪ من سكان العالم- بعدوى داء الخَيطيات.

ما الذي يُسبِّب داء الخَيطيات؟

داء الخَيطيات هو عدوى طفيلية من ديدان الفيلاريا الأسطوانية، وهي ديدان صغيرة جدًا، تغزو الجسم. تبدو الديدان الخَيطية تحت المجهر مثل الخيوط. هناك عدة أنواع من الديدان الفيلارية:

  • تُسبِّب دودة ووتشيريريا بنكروفتي، أو دودة الفيلاريا Wuchereria bancrofti   تسعة من كل 10 حالات عدوى.
  • تؤدي دودة بروجيا الملايوية Brugia malayi إلى حدوث معظم الحالات المتبقية من المرض.
  • يمكن أن تسبب دودة بروجيا التيمورية Brugia timori أيضًا بعض حالات العدوى.
الجهاز اللمفاوي

ما أعراض داء الخَيطيات اللمفاوي؟

لا تظهر على اثنين من كل ثلاثة أشخاص مصابين بداء الخَيطيات اللمفاوي أعراض شديدة، لكن يؤدي داء الخَيطيات عادة إلى ضَعف الجهاز المناعي، وقد يعاني بعض الأشخاص من:

  • الالتهابات: بسبب فرط نشاط الجهاز المناعي.
  • الوذمة اللمفاوية: تراكُم السوائل في جهازك اللمفاوي.
  • القيلة المائية: تورُّم وتراكُم السوائل في كيس الصفن.
  • الوَذمة: انتفاخ وتراكُم السوائل في ذراعيك وساقيك وثدييك وأعضائك التناسلية (فَرج المرأة).

بشكل عام هناك ثلاثة أنواع واسعة من السيناريوهات السريرية:

  1. عدوى بدون أعراض

يظهَر هذا بشكل شائع في المناطق التي يستوطِن فيها المرض. لا تظهَر على المرضى أي أعراض، ولكن يمكن اكتشاف الميكروفيلاريا في مَسحات الدم المحيطية. سيكون لدى هؤلاء المرضى بالفعل تغيّرات لمفاوية لا رجعة فيها، تبرز أهمية اكتشافها وعلاجها.

  1. العدوى الحادة

يشمل هذا التهابَ الأوعية اللمفاوية الحادّ (ADL)، والتهابَ الأوعية اللمفاوية الفيلارية الحاد (AFL). التهاب الأوعية اللمفاوية الحاد هو العَرَض الحاد الأكثر شيوعًا، ويتميز بـ:

  • حمّى واعتلال في العقد اللمفاوية، ويكون مؤلمًا في الفخذ والإبط.
  • تكُون المناطق المصابة مؤلمة وحمراء ومتورمة، عادة ما يحدث هذا المرض نتيجة لعدوى بكتيرية إضافية.
  • تحدث عدة مرات في السنة، وأكثر من ذلك في المواسم الممطرة، عندما تزداد الرطوبة بين أصابع القدم، ما يؤدي إلى التهابات فطرية تُلحِق الضرر بالجلد، مما يسمح للديدان بغزوها.
  • تعزز كلُّ حلقة من التهاب الأوعية اللمفاوية الحاد تطوُّرَ الوَذمة اللمفية المزمنة.

أما التهاب الأوعية اللمفية الفيلارية الحاد فهو نادر بالمقارنة مع التهاب الأوعية اللمفاوية الحاد، ويَحدث بسبب موت الديدان البالغة، إما بشكل تلقائي أو مع العلاج، ويتميَّز بوجود عُقيدات صغيرة مؤلمة في موقع موت الديدان. قد يكون هذا إما على طول الوعاء اللمفاوي المصاب، أو في كيس الصفَن، ويمكن رؤية الأوعية اللمفاوية الرقيقة والمتضخمة، ولا توجد عادة حمّى أو عدوى ثانوية.

  1. العدوى المزمنة

يتجلّى ذلك من خلال الوذمة اللمفاوية وداء الفيل وآفات الجهاز البولي التناسلي.

  • الوَذمة اللمفاوية هي الأكثر شيوعًا، وقد تتطور إلى داء الفيل.
  • الأطراف السفلية هي الأكثر إصابة، ولكن الأطراف العلوية والأعضاء التناسلية والثدي عند الإناث قد تكون مصابة أيضًا.
  • تؤدي النوبات المتكررة من التهاب الأوعية اللمفاوية الحاد إلى تطور الوَذمة اللمفية المزمنة.
  • تظهَر القيلة المائية بشكل شائع في العدوى المزمنة.
  • نادرًا ما تحدث القِيلة الكلوية والكلورية والاستسقاء الكيلي.
  • كثرة اليوزينيات الرئوية الاستوائية.

هناك شكل من أشكال داء الخيطيات الخفيّ. تشمل أعراضه ما يلي:

  • السعال الجاف الانتيابي.
  • سماع صفير منتشر في كلا الرئتين.
  • ضيق في التنفس.
  • فقدان الشهية.
  • توعُّك.
  • فقدان الوزن.
  • يمكن وجود تضخم العقد اللمفية وتضخم الكبد.

ما مضاعفات داء الخَيطيات اللمفاوي؟

بمرور الوقت، قد يجعل تلف الجهاز اللمفاوي من الصعب على جسمك محاربة الالتهابات. بسبب هذه الاستجابة المناعية المنخفضة، قد تصاب بما يلي:

  • كثرة الالتهابات البكتيرية.
  • داء الفيل، وأعراضه جلد سميك ومتصلّب في الطرفَين السفليَين، واحتباسٌ للسوائل، مما يؤدي إلى وجود أجزاء مؤلمة ومتورمة ومتضخمة من الجسم.
  • متلازمة فَرط الحمضات الرئوية الاستوائية، أي زيادة في خلايا الدم البيضاء التي تُسبِّب السعال وصعوبة التنفس.

في الواقع، نادرًا ما تكون الأمراض الفيلارية قاتلة، ولكنّ المصابين بها يميلون إلى أن تكون صحتهم سيئة، ولديهم إجازات مرضية أطول من العمل، ويكونون أقل إنتاجية.

يمكن أن يؤدي داء الخَيطيات اللمفاوي إلى إعاقات دائمة ومنهِكة إذا تُرك دون علاج، وقد حدَّدت منظمة الصحة العالمية داء الخَيطيات اللمفاوي باعتباره السبب الرئيسي الثاني للإعاقة الدائمة وطويلة الأمد في العالم بعد الجُذام.

يَنتج داء الخَيطيات بشكل رئيسي عن تفاعل جسم المصاب مع الميكروفيلاريا، أو نتيجة تطور الديدان البالغة في مناطق مختلفة من الجسم.

كيف ينتشر داء الخَيطيات اللمفاوي؟

ينتشر المرض من شخص لآخر عن طريق لدغات البعوض. عندما تلدغ البعوضة شخصًا مصابًا بداء الخَيطيات اللمفاوي، تدخل الديدان المجهرية المنتشرة في دم الشخص وتصيب البعوضة.

عندما تلدَغ البعوضةُ المصابة شخصًا آخر، تمرُّ الديدان المجهرية من البعوضة عبر الجلد، وتنتقل إلى الأوعية اللمفاوية، وتنمو في الأوعية اللمفاوية لتصبح بالغة.

تعيش الدودة البالغة حوالي 5-7 سنوات. تتزاوج الديدان البالغة وتُطلِق الملايين من الديدان المجهرية المسمّاة بالميكروفيلاريا، في الدم. يمكن للأشخاص المصابين بالديدان في دمائهم نقل العدوى للآخرين عن طريق البعوض.

كيف يتم تشخيص داء الخَيطيات؟

لتشخيص داء الخَيطيات اللمفاوي، يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى فحص عينة دم. وقد يستخدمون:

  • الاختبار المجهري: يفحص الأطباء عينة من دمك تحت المجهر. ويَسمح لهم المجهر بمعرفة ما إذا كان دمك يحتوي على أي ديدان فيلارية. تكون للديدان الفيلارية دورية ليلية، مما يعني أنها تتحرك في الدم فقط في الليل. لهذا السبب، قد تحتاج إلى سحب دمك ليلاً.
  • اختبار الأجسام المضادة: قد يقيس مقدمو الرعاية الطبية عينة دمك بحثًا عن الأجسام المضادة. الأجسام المضادة هي بروتينات يُنتِجها جسمك استجابةً للعدوى. يمكنك إجراء هذا الاختبار خلال النهار.

كيف يتم علاج داء الخيطيات؟

تختلف خطة العلاج الخاصة بك اعتمادًا على الأعراض التي لديك ومَدى شدتها. بشكل عام، قد يشمل علاج داء الخَيطيات ما يلي:

  • الأدوية: يمكنك تناول الأدوية المضادة للطفيليات مثل الإيفرمكتين (ستروميكتول)، أو ثنائي إيثيل كاربامازين (هيترازان)، أو ألبيندازول (ألبينزا). تُدمِّر هذه الأدوية الديدان البالغة في دمك، أو تمنعها من التكاثر. يمكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية أيضًا إلى منع انتقال العدوى إلى شخص آخر. نظرًا لأن الديدان قد تستمر بالتواجد في جسمك، فإنك ستتناول هذه الأدوية مرة واحدة في السنة لفترة بضعة أسابيع في كل مرة.
  • الجراحة: قد تخضع لعملية جراحية لإزالة الديدان الميتة من الجسم. إذا تسبب داء الخَيطيات في حدوث قيلة مائية، فقد تخضع أيضًا لعملية جراحية لتخفيف تراكم السوائِل في كيس الصفَن.
  • التعامل مع داء الفيل: قد يوصي مقدم الرعاية الصحية أيضًا باستراتيجيات للتعامل مع التورم، مثل ارتداء جوارب أو ملابس ضاغطة.

هل هناك آثار جانبية لعلاج داء الخيطيات؟

إذا كنت تتناول أدوية مضادة للخَيطيات، فأنت بحاجة إلى مراقبة دقيقة من مقدم الرعاية الصحية. يمكن أن تؤدي الأدوية المضادة للطفيليات إلى آثار جانبية خطيرة. بعض هذه الآثار الجانبية تشمل:

  • دوخةً.
  • حمى.
  • صداعًا.
  • آلامَ العضلات أو المفاصل.
  • غثيانًا.

كيف يمكنني منع الوَذمة اللمفاوية من التفاقم؟

حتى لو قضى الدواء على الديدان الفيلارية، فلا يزال بإمكانك تطوير الوذمة اللمفاوية، وللتحكم في أعراض الوَذمة اللمفاوية، يمكنك:

  • تطهير وتغطية أي جروح.
  • ارفع الذراعَين أو الساقَين المتورمتَين.
  • مارِس الرياضة لتحسين تدفق السائل اللمفاوي.
  • اغسِل وجفِّف المناطق المتورمة من جسمك يوميًا.
  • ارتدِ أحذية مناسبة لتقليل خطر السقوط والإصابة.
  • ارتدِ جوارب ضاغطة.

هل يوجد علاج نهائي لداء الخَيطيات اللمفاوي؟

لا يوجد لقاح أو علاج ناجع لداء الخَيطيات. يمكن للأدوية أن تقتل الديدان وتمنعك من نشر العدوى إلى شخص آخر. يمكن أن يُقلِّل العلاج أيضًا من أعراض داء الخيطيات.

كيف يمكنني منع داء الخَيطيات؟

أفضل طريقة للوقاية من داء الخَيطيات هي تجنُّب لدغات البعوض، خاصة في المناطق الاستوائية. إذا كنت تعيش أو تسافر إلى أماكن يُحتَمل فيها الإصابة بداء الخَيطيات، فاتَّبِع الخطوات الآتية لمنع لدغات البعوض:

  • نَمْ تحت ناموسية.
  • استخدِم طارِد الحشرات على الجلد المكشوف، خاصة في الليل.
  • ارْتَدِ سراويل طويلة وأكمام طويلة.

في أجزاء من العالم ينتشر فيها داء الخَيطيات، توصي منظمة الصحة العالمية بمعالجة مناطق بكاملها بالعلاج الدوائي الوقائي. من خلال استراتيجية الوقاية هذه، يأخذ الأشخاص المعرَّضون لخطر العدوى جرعة سنوية من أدوية معيَّنة من العلاج.

الأدوية لها تأثير ضئيل على الديدان البالغة، ولكنها تمنع الديدان الأصغر من التكاثر. يمكنهم أيضًا منع الطفيليات من الانتشار إلى البعوض.

هل هناك آثار طويلة الأمد لداء الخَيطيات اللمفاوي؟

قد يتطور داء الخَيطيات إلى حالات مزمنة، مثل تكون الوَذمة اللمفاوية أو داء الفيل. لا يوجد علاج لهذه الحالات، على الرغم من أنه يمكنك التعامل معها وتقليل الأعراض.

غالبًا ما يعاني المصابون بهذه الحالات المزمنة من تأثيرات اجتماعية سلبية. وإذا كانت لديهم أعراض شديدة الوضوح، مثل التورم الشديد، فقد يعانون من وَصمة العار الاجتماعية. قد يؤثر التورم أو الألم المزمن أيضًا على قدرة الشخص على العمل.

ماذا يجب أن أسأل طبيبي أيضًا؟

قد ترغب أيضًا في سؤال مقدم الرعاية الصحية الخاص بك:

  • ما السبب الأكثر احتمالا لعدوى داء الخَيطيات؟
  • كيف يمكنني التعامل مع الأعراض المتعلقة بداء الخَيطيات؟
  • ما العلاج الذي تَنصح به لداء الخَيطيات؟
  • هل هناك آثار جانبية للعلاج؟
  • ما احتمالات عودة العدوى بعد العلاج؟
  • كيف يمكنني منع داء الخَيطيات اللمفي؟

الخلاصة:

داء الخَيطيات اللمفاوي هو عدوى طفيلية، وهو شائع في المناخات الاستوائية، ونادر في أمريكا الشمالية. ينتشر المرض عن طريق لدغات البعوض. يحمل هذا البعوض ديدانًا صغيرة تنتقل عبر مجرى الدم إلى الجهاز اللمفاوي.

كثير من المصابين به ليس لديهم أعراض واضحة، بينما يصاب البعض الآخر بالتهاب وتورم مزمن. قد يؤدي تناول دواء سنوي إلى تقليل عدد الديدان في الجسم، وتقليل الأعراض. للوقاية من العدوى، من المهم حماية نفسك من لدغات البعوض.

 

المصادر:

  1. Filariasis
  2. Lymphatic Filariasis
آخر تعديل بتاريخ
23 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.