العلاج الهرموني لسرطان الثدي

التاموكسيفين يمنع الإستروجين من الاتحاد مع مستقبلاته (Getty)

يعتبر العلاج الهرموني hormone therapy واحدا من العلاجات الجهازية المستخدمة لتخفيض احتمال ارتداد السرطان بعد الجراحة، أو تصغير حجم ورم كبير قبل استئصاله جراحيا، أو تلطيف الأضرار الناجمة عن سرطان منتشر، وفي مرحلة متقدمة.

وأثبتت الدراسات أن المعالجة الهرمونية تفيد في إطالة أعمار المصابات، كما أن لها فائدة وقائية ضد ظهور السرطان، أو انتشاره في السيدات اللاتي يحملن استعدادا قويا للإصابة به.

ما هي طريقة عمل العلاج الهرموني؟

تحتاج معظم أنواع سرطانات الثدي (حوالي الثلثين) للهرمونات النسائية (الإستروجين و/أو البروجسترون) كي تنمو وتتكاثر خلاياها، ومن المعروف أن هذه الهرمونات ترتبط (لكي تكون فعالة) ببروتينات تدعى مستقبلات الهرمون hormone receptors، فإذا كانت خلايا السرطان حاوية على هذه البروتينات (أي إذا كانت إيجابية لمستقبلات الهرمون)، استطاعت أن تتحد مع الهرمونات النسائية وتنمو.

وباستطاعة المختصين بتحاليل الأنسجة (الباثولوجيين) أن يفرقوا بين السرطان الإيجابي و السلبي لمستقبلات الهرمون، ويمكن أن يقوم الأطباء بتحييد عمل هذه الهرمونات - إذا كانت خلايا السرطان إيجابية لمستقبلات الهرمون - بواحدة من عدة طرق، وبالتالي منع خلايا السرطان من الانقسام والتكاثر، من هذه الطرق:

- إعطاء عقار يتحد مع المستقبلات ويمنع وصول الهرمون إليها.
- أدوية تعاكس عمل الهرمونات النسائية.
- إجراء عملية استئصال المبيضين اللذين يفرزان الهرمونات الجنسية.

وكل هذا مما يثبط قدرة خلايا السرطان على التكاثر والنمو.

لمن يوصف العلاج الهرموني؟

يشكل هذا العلاج جزءا من العلاجات الجهازية للنساء اللاتي يتحسس السرطان لديهن لواحد او أكثر من الهرمونات الجنسية، وتهدف المعالجة إما لمنع السرطان من الارتداد (بعد عملية جراحية)، أو تلطيف آثاره السلبية إذا كان في مرحلة متقدمة، أو الوقاية من انتشار ورم باكر (قبل استئصاله جراحيا)، أو حتى الوقاية من ظهور ورم جديد في الثدي السليم.

هل هناك نساء لا يمكن تطبيق العلاج الهرموني عليهن؟

- النساء اللواتي تثبت دراسة السرطان النسيجية أن الورم لديهن لا يستجيب للهرمونات (سلبي لمستقبلات الهرمون) لن يستفدن من هذا النمط من العلاج.
- كذلك يشكل هذا العلاج خطرا على النساء الحوامل.

ما هي العقاقير التي تستخدم عادة في هذا النمط من العلاج؟

- مجموعة الأدوية التي تمنع هرمون الإستروجين من الاتحاد مع مستقبلاته في خلايا السرطان، وأهمها "تاموكسيفين tamoxifen".
- مجموعة الأدوية المثبطة لخميرة أروماتاز aromatase الضرورية لتصنيع الإستروجين في الجسم، وهذه فعالة فقط في النساء بعد سن انقطاع الطمث.
- الأدوية التي تفسد مستقبلات الإستروجين.
- وفي النساء قبل مرحلة انقطاع الطمث تفيد الأدوية التي تمنع المبيضين من إفراز الإستروجين.
- عملية استئصال المبيضين جراحيا.

ما هي مضاعفات هذه الأدوية؟

- الهبات الساخنة.
- التعرق الليلي.
- جفاف المهبل.
- الغثيان.
- الآلام المفصلية.

ولكن قد تحصل مضاعفات خطرة في حالات نادرة جدا، مثل الخثرات الدموية والسكتة الدماغية، وهشاشة العظام، والمياه البيضاء (أو عتامة عدسة العين)، وأورام الرحم.

ما هي الفائدة التي يمكن أن تجنى من المعالجة الهرمونية؟

أثبتت الدراسات أن المعالجة الهرمونية الطويلة المدى (إذا كان بالإمكان تطبيقها) تفيد إحصائيا في إطالة أعمار المصابات بالمراحل المتقدمة من سرطان الثدي (بالمقارنة مع اللاتي لم يستخدمنها)، وأن لها فائدة وقائية ضد ظهور السرطان، أو انتشاره في السيدات اللاتي يحملن استعدادا قويا للإصابة به.

آخر تعديل بتاريخ
13 أكتوبر 2015