تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السكتة الدماغية العابرة أو الصغرى

تحدُث السكتة الدماغية العابرة أو الصغرى أو النوبة الإقفارية العابرة Transient ischemic attack عندما يعاني جزء من الدماغ من نقص مؤقت في تدفق الدم. ويتسبب هذا في ظهور أعراض تشبه السكتة الدماغية، تختفي في غضون 24 ساعة.

وعلى عكس السكتة الدماغية الكبرى، لا تسبب السكتة الدماغية الصغيرة إعاقات دائمة في حد ذاتها. لكن، نظرًا لأن أعراض السكتة الدماغية الصغيرة وأعراض السكتة الدماغية متطابقة تقريبًا، يجب أن تسعى للحصول على رعاية الطوارئ الفورية إذا واجهت أي أعراض.

ويمكن أن تساعدك معرفة علامات السكتة الدماغية الصغيرة في الحصول على العلاج الذي تحتاجه في أقرب وقت ممكن. يعاني حوالي 1 من كل 3 أشخاص من السكتة الدماغية المصغرة فيما بعد من سكتة دماغية كبرى، لذا فإن العلاج المبكر ضروري.

  • أعراض السكتة الدماغية العابرة

- ضعف أو تنميل أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، وعادة ما يكون على جانب واحد من الجسم.
- تداخل الكلام أو نقصانه أو صعوبة في فهم الآخرين.
- عمى إحدى العينين أو كلتيهما أو الرؤية المزدوجة.
- الدوخة أو فقدان التوازن أو التناسق.
وقد يشهد الشخص أكثر من سكتة دماغية عابرة واحدة، وقد تكون العلامات والأعراض المتكررة متشابهة أو مختلفة، وفقًا لأي منطقة في الدماغ تشهد حدوث النوبة. ويجب عليك الحصول على رعاية طبية فورية إذا اشتبهت في إصابتك، فقد يساعدك التقييم العاجل وتحديد الحالات الصحية القابلة للعلاج على الوقاية من السكتة الدماغية.

  • أسباب السكتة الدماغية العابرة

غالبًا ما يكون السبب الرئيسي للإصابة بهذه النوبة تراكم رواسب دهنية محتوية على الكوليسترول، والتي تُسمى اللويحات (لويحات تصلب الشرايين)، في أحد الشرايين أو أفرعه التي تمد الدماغ بالأكسجين والتغذية. ويمكن أن تقلل اللويحات من تدفق الدم في الشريان أو تؤدي إلى الإصابة بجلطة. بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث السكتة الدماغية العابرة نتيجة انتقال جلطة دموية إلى أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم من جزء آخر في الجسم؛ والذي عادة ما يكون القلب.

  • الأشخاص الأكثر عرضة للسكتة الدماغية 

أولا- عوامل الخطورة التي لا يمكن تغييرها

- التاريخ المرضي للعائلة.
- العمر (أكبر من 55).
- الجنس (الذكور أكثر من الإناث).
- الإصابة بنوبة إقفارية عابرة سابقة.
- مرض الخلايا المنجلية.

ثانيا- عوامل الخطورة التي يمكن اتخاذ خطوات للسيطرة عليها

- السيطرة على مرض ارتفاع ضغط الدم.
- السيطرة على ارتفاع الكوليسترول، من خلال تغيير النظام الغذائي، مع خافضات الكوليسترول مثل (ستاتين) أو أي نوع آخر من تلك الأدوية.
- إدارة أمراض القلب والأوعية الدموية مثل فشل القلب أو عيوب القلب أو مرض قلبي أو عدم انتظام ضربات القلب. ومرض الشريان التاجي والشريان المحيطي. أيضا من المهم جدا إدارة مرض السكري، الذي من حدة تصلب الشرايين، نتيجة تراكم الرواسب الدهنية، ومن سرعة تطوره.
- التقليل من الوزن الزائد، حيث تزداد الخطورة عندما يصل مؤشر كتلة الجسم إلى 25 أو أكثر، ويزيد محيط الخصر عن 89 سم (35 إنشا) بالنسبة للنساء أو 102 سم (40 إنشا) للرجال.
- الإقلاع عن تدخين السجائر، حيث يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية، ويرفع من ضغط الدم، ويسهم في تكوين رواسب الدهون المحتوية على الكوليسترول في الشرايين (تصلب الشرايين).
- تساعد ممارسة الرياضة معتدلة الشدة لمدة 30 دقيقة في معظم الأيام على الحد من الخطورة.
- أيضا يجب الامتناع عن شرب الكحوليات وتناول العقاقير غير المشروعة. وفي النساء، إذا كنتِ تتلقين أي علاج بالهرمونات، فتحدثي إلى الطبيب بشأن التأثير المحتمل لهذه الهرمونات على مخاطر الإصابة بسكتة دماغية عابرة وسكتة دماغية.

  • تشخيص السكتة الدماغية العابرة

قد يبحث الطبيب عن وجود عوامل خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية، بما فيها ضغط الدم المرتفع وارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع مستويات الحمض الأميني هوموسيستئين. وقد يستخدم الطبيب أيضًا السماعة الطبية في سماع صوت تدفق الدم (اللغط) بالشرايين؛ والذي قد يشير إلى تصلب الشرايين. أو قد يستخدم الطبيب منظار العين أثناء فحصها لملاحظة الشدفات المترسبة من الكوليسترول أو اللويحات (الصمات) في الأوعية الدموية الدقيقة لشبكية العين الموجودة خلف العين.
  1. تخطيط صدى القلب.
  2. تصوير الشرايين.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية على الشريان السباتي.
  4. الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب.
  5. فحص تصوير الأوعية المقطعي المحوسب.
  6. التصوير بالرنين المغناطيسي.
  7. تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA).​
  • علاج السكتة الدماغية العابرة

1- الأدوية

يستخدم الأطباء العديد من الأدوية للحد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية بعد حدوث السكتة الدماغية العابرة. ويعتمد العلاج المحدد على المكان الذي أثرت عليه النوبة وسببها ومدى حدّتها ونوعها.

وفيما يلي النوعان الأكثر شيوعًا من الأدوية الموصوفة طبيًا:

- الأدوية المضادة للصفيحات

تقلل هذه الأدوية من احتمالية التصاق الصفيحات -أحد أنواع خلايا الدم - ببعضها البعض. فعندما تتأذى الأوعية الدموية، تبدأ الصفيحات اللزجة في تكوين تجلطات، وهي عملية تتم بتجلط البروتينات في بلازما الدم. ومن أكثر الأدوية المضادة للصفيحات استخدامًا الأسبرين. ويعد الأسبرين أيضًا العلاج الأقل من حيث التكلفة والآثار الجانبية المحتملة. وأحد بدائل الأسبرين هو الدواء المضاد للصفيحات كلوبيدوجريل (بلافيكس).

وقد ينظر الطبيب في وصف أغرينوكس، وهو مركب من أسبرين منخفض الجرعة ودواء ديبيريدامول المضاد للصفيحات، للحد من تجلط الدم. وتختلف طريقة عمل الديبيريدامول قليلاً عن الأسبرين.


- مضادات التجلط

تشمل هذه الأدوية الهيبارين والوارفارين (كومادين، وجانتوفين). وهي تؤثر على وظيفة البروتينات في عملية التجلط بدلاً من الصفيحات. ويُستخدم الهيبارين لمدة قصيرة، في حين يُستخدم الوارفارين على المدى الطويل. وتتطلب تلك الأدوية إشرافًا دقيقًا. فإذا كنت تعاني من رجفان أذيني، فقد يصف لك الطبيب نوعًا آخر من الأدوية المضادة للتجلط، مثل دابيجاتران (براداكسا).

2- الجراحة

في حالة كنت تعاني من ضيق متوسط إلى حاد في شريان الرقبة (الشريان السباتي)، فقد يقترح عليك الطبيب استئصال بطانة الشريان السباتي. فهذه الجراحة الوقائية تتخلص من الرواسب الدهنية (لويحات تصلب الشرايين) العالقة في الشرايين السباتية قبل حدوث نوبة أخرى أو سكتة دماغية. ويتم عمل شق جراحي لفتح الشريان، ثم تتم إزالة اللويحات وغلق الشريان.

وفي حالات محددة، تكون جراحة الأوعية الدموية أو ما تُسمى بتركيب الدعامات خيارًا مطروحًا. وتنطوي هذه العملية على استخدام جهاز شبيه بالبالون لفتح شريان مسدود، ووضع أنبوب صغير من السلك (دعامة) بداخل هذا الشريان للحفاظ عليه مفتوحًا.

  • سبل الوقاية من السكتة الدماغية

إن أفضل سبيل للوقاية من السكتة الدماغية العابرة، أو قد تعرف باسم النوبة الإقفارية العابرة، هو معرفة عوامل الخطورة واتباع نمط حياة صحي. وينطوي هذا النمط الصحي على إجراء فحوصات طبية منتظمة.
- عدم التدخين، فالتوقف عن التدخين يقلل من مخاطر حدوث نوبة إقفارية عابرة أو سكتة دماغية.
- التقليل من الكوليسترول والدهون، خاصة الدهون المشبعة والمتحولة، في النظام الغذائي قد يحد من تراكم اللويحات في الشرايين.
- تناول الكثير من الخضروات والفاكهة، حيث تحتوي هذه الأطعمة على عناصر غذائية، مثل البوتاسيوم والفولات والمواد المضادة للأكسدة التي قد تقي من حدوث نوبة إقفارية عابرة أو سكتة دماغية.
- التقليل من استهلاك الصوديوم، إذا كنت تعاني من ضغط دم مرتفع، فإن تجنب الأطعمة المالحة وعدم إضافة الملح إلى الطعام قد يخفض ضغط الدم. وبالرغم من أن تجنب الملح لا يحمي من الإصابة بضغط الدم المرتفع، ولكن فرط استهلاك الصوديوم قد يرفع ضغط دم الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الصوديوم.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعد إحدى الطرق القليلة التي تُمكنك من خفض ضغط الدم من دون أدوية.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم، حيث تساهم زيادة الوزن في عوامل خطورة أخرى أيضًا، مثل ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري. في حين أن فقدان الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية، قد يخفض ضغط الدم ويحسن من مستويات الكوليسترول.
- السيطرة على داء السكري باتباع نظام غذائي، وممارسة التمارين الرياضية، والسيطرة على الوزن وتناول الدواء عند الضرورة.
- عدم تناول العقاقير غير المشروعة أو الكحوليات.


* المصدر
What is a ministroke or TIA?

آخر تعديل بتاريخ
15 يوليو 2021