صحــــتك

اضطرابات القلق عند الأطفال.. متى تحتاج إلى تدخل طبي؟

الصورة
الدكتورة سحر طلعت
اضطرابات القلق عند الأطفال.

يعتبر القلق تفاعلاً طبيعياً يساعدنا على مواجهة الضغوط المختلفة، ويدفعنا للاستذكار بجدية استعداداً  للامتحان، ويحفظ تركيزنا في المحادثات المهمة. لكن القلق الطبيعي يمكن أن يتحول إلى قلق مبالغ فيه، وغير عقلاني، وغير متناسب مع ما تقتضيه مواقف الحياة اليومية، ويمكننا تشخيص اضطرابات القلق عندما يصبح القلق مُعوقًا ومُعطلًا. نطرح في هذا المقال اضطرابات القلق عند الأطفال وأعراضها وكيف يمكن علاجها.

ما هي اضطرابات القلق عند الأطفال؟ 

يعتبر الشعور بالخوف والقلق أمراً طبيعياً عند الأطفال، فهو رد فعل طبيعي لوجود خطر أو تهديد. عادة تكون اضطرابات القلق قصيرة الأجل لأن الأطفال يتعلمون حل المشاكل بأنفسهم. ما يصل إلى 1 من كل 5 أطفال سوف يصابون باضطرابات القلق. تختلف اضطرابات القلق عند الأطفال في مرحلة الطفولة عن الخوف أو القلق الطبيعي لأنها تنطوي على تجنب أكثر، وردود أفعال عاطفية أكبر، أو تستمر لفترة أطول من المتوقع. غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون باضطرابات القلق من نوبات عاطفية مثل البكاء أو نوبات الغضب. قد يحاولون الهروب والاختباء ويكونون "في حالة تأهب للخطر" معظم الوقت. 

ما هي أنواع اضطرابات القلق عند الأطفال ؟ 

اضطرابات القلق عند الأطفال هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على سلوكهم العاطفي وتفكيرهم، وبالتالي فهي تتداخل مع حياتهم اليومية بشكل كبير. تشمل الأنواع الرئيسية لاضطرابات القلق عند الأطفال ما يلي:

  • اضطراب القلق الانفصالي

تبدأ علامات اضطراب القلق الانفصالي بالظهور بين 8-12 شهراً، ترى الأطفال حينها يواجهون مخاوف شديدة مع وجود الغرباء ولا يشعرون بالأمان قطّ من دون وجود الأهل. كما أن الأطفال قد يواجهون مشاكل في الذهاب إلى المدرسة لوحدهم، ولا يرغبون بالنوم بشكل منفصل (بعيدين عن الأهل). في العادة تتحسن هذه الحالة مع دخول الأطفال إلى المدرسة والاختلاط بأطفال آخرين، لكن الحالة قد تستمر لدى البعض الآخر. إذا لاحظت أن المشكلة مستمرة والحالة لا تتحسن مع مرور الوقت يمكنك طلب المساعدة من الطبيب. قد يصاحب هذه الحالة كوابيس الليل وبعض الأعراض الجسدية عند الأطفال بما في ذلك الغثيان أو الصداع.

  • اضطراب القلق الاجتماعي

في هذا النوع من الاضطرابات يرفض الأطفال التحدث مع الآخرين أو أداء أي مهمة في المواقف الاجتماعية. يشعر الطفل بالخجل الشديد يرافقه خوف وإحراج وقلق من الغرباء. يؤثر هذا النوع من الاضطرابات على حياتهم الطبيعية، وقد يؤدي ذلك إلى تجنبهم الذهاب للمدرسة أو الانضمام لأي نشاطات اجتماعية.

  • اضطراب القلق العام

يتسم هذا الاضطراب بقلق مفرط ومستمر حول أمور تتعلق بحياة الطفل، بما في ذلك الأداء المدرسي، والصحة، والمستقبل، والعلاقات الاجتماعية. غالباً ما يكون الطفل مفرط التفكير، مما يجعله يواجه صعوبات كثيرة في السيطرة على مخاوفه. قد يصاحب هذا الاضطراب بعض الأعراض الجسدية بما في ذلك الصداع، وألم المعدة والأرق.

  • الرهاب المحدد

الرهاب المحدد هو عبارة عن خوف مفرط وغير مبرر من شيء معين أو في موقف محدد مثل الظلام أو الارتفاعات أو الإبر الطبية. لذا في حال مواجهة هذا الخوف المحدد قد يعاني الأطفال من ردود فعل قوية مثل البكاء أو الصراخ أو محاولة الهروب من الموقف المخيف.

  • اضطرابات الهلع

يعاني الأطفال المصابون باضطراب الهلع من أوقات يشعرون فيها بالخوف الشديد والقلق إلى جانب أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب (خفقان القلب) والدوار، أو قد يشعرون بعدم القدرة على التنفس (ضيق التنفس). يمكن أن تحدث نوبات الهلع هذه دون سابق إنذار وتميل إلى الاختفاء في غضون دقائق إلى ساعات.

ما هي أعراض اضطرابات القلق عند الأطفال ؟

تختلف طرق التعبير بين طفل وآخر، لذا ينبغي للأهل الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بطفلهم مع مراعاة الطريقة التي يستخدمونها للتعبير عن مخاوفهم. قد يستخدم بعض الأطفال الكلمات لإخبارك عن قلقهم، قد يقولون شيئًا مثل: "أخشى الذهاب إلى المدرسة لأنني أخاف من عدم رؤيتك مرة أخرى". قد لا يعرف الآخرون كيفية شرح مشاعرهم. لكن الأطفال يظهرون أيضًا علامات القلق منها:

  • البكاء أكثر من الأطفال الآخرين في سنه.
  • يقول إنه لا يشعر بأنه على ما يرام، وقد يشتكي من اضطراب في المعدة أو آلام في العضلات أو صداع.
  • يواجه صعوبة في النوم أو يستيقظ من الكوابيس أو لا يستطيع النوم بمفرده.
  • لا يهدأ ويجد صعوبة في الاسترخاء أو الجلوس ساكنًا.
  • يغضب بسهولة.
  • يجد صعوبة في التركيز.
  • يقول إنه غير جائع، أو أنه جائع طوال الوقت.
  • يرتجف.
  • يرفض الذهاب إلى المدرسة.
  • يستخدم الحمام كثيرًا.

ما هي أسباب اضطرابات القلق عند الأطفال ؟

بعض الأطفال حساسون بطبيعتهم، وقد يجدون صعوبة في التعامل مع التغيير أو المشاعر القوية. قد يكون لدى هؤلاء الأطفال ميل بيولوجي أو عائلي للقلق، وقد يتطور القلق أيضًا بعد أحداث الحياة المرهقة، ويتعرض بعض الأشخاص للعديد من الأحداث المرهقة منذ سن مبكرة جدًا، مثل:

  • وفاة أحد المقربين منهم.
  • الانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة، وخاصة إذا كانت هذه التنقلات متكررة.
  • صعوبة الحصول على ما يكفي من الطعام.
  • صعوبة الحصول على أماكن آمنة للعيش.
  • صعوبة الحصول على تعليم منتظم.
  • الوالدين اللذين يتشاجران أو يتجادلان، أو مع الانفصال والطلاق.
  • التعرض للتنمر أو الإساءة أو الإهمال.

كيف يتم تشخيص اضطرابات القلق عند الأطفال ؟

يتم تشخيص اضطرابات القلق عند الأطفال من خلال مجموعة من الإجراءات التي تشكل التقييم السريري، والحصول على المعلومات من الأهل حول السلوك والأعراض الجسدية. يعتمد التشخيص على مدى تأثير القلق على حياة الطفل اليومية ومدته وشدة الحالة أيضاً. يبدأ الطبيب تشخيص الحالة من خلال:

  • التاريخ الطبي والنفسي للطفل من خلال التعرف على الأعراض ومتى بدأت، وما إذا كان الطفل قد واجه مؤخراً أي صدمة أو تغيرات جذرية في حياته.
  • إجراء مقابلة فردية مع الطفل لتقييم شدة خوفه، وذلك لفهم مشاعره وسلوكه.
  • تقييم سلوكه من خلال التعرف على المواضيع التي يتجنبها الطفل وردود فعله العاطفية. 

كيف يمكن علاج اضطرابات القلق عند الأطفال ؟

هناك نوعان مختلفان من العلاجات التي تساهم بشكل كبير في الحد من القلق والخوف، وربما إزالة المخاوف بشكل كامل. تشمل هذه العلاجات الأساسية ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأطفال على تعلّم مهارات التأقلم التي تساعد في تهدئة ردود أفعال الجسم، والتفكير بشكل مختلف ومواجهة المخاوف والتحديات بخطوات أصغر. يمكن للأطفال تعلم مهارات التأقلم في العلاج الفردي أو العلاج الجماعي، ويمكن للوالدين أيضًا التعرف على مهارات التأقلم هذه حتى يتمكنوا من دعم أطفالهم في ممارستها.

  • الأدوية

تعمل بعض الأدوية في علاج اضطرابات القلق عند الأطفال، لذا قد يصف الطبيب لطفلك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل:

  • فلوكستين
  • باروكستين 
  • سيرترالين 

وإذا لم تكن هذه الأدوية فعّالة أو مناسبة لطفلك، فقد يصف لك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRI) مثل دولوكستين.

الأسئلة الشائعة

كيف أعرف أن طفلي يعاني من القلق؟

يظهر القلق عند الأطفال بطرق مختلفة، وقد يكون من الصعب على الطفل التعبير عن مشاعره، لكن هناك بعض العلامات الجسدية والعاطفية والسلوكية التي قد تشير إلى أن طفلك يعاني من اضطراب القلق وهي:

  • آلام متكررة في المعدة والرأس.
  • تعرق زائد أو ارتجاف.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • صعوبة في التنفس.
  • مشاكل في النوم.
  • الخوف المفرط.
  • نوبات بكاء متكررة.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية.

في أي سن يبدأ اضطراب القلق؟

تبدأ اضطرابات القلق عند الأطفال بالظهور في مراحل الطفولة المبكرة، ولكن يعتمد العمر الذي تبدأ به الأعراض بالظهور على نوع اضطراب القلق بالإضافة إلى العوامل البيئية والوراثية.

نصيحة من موقع صحتك

قد يكون من الصعب تربية طفل يعاني من القلق، ويتطلب الأمر والدًا أو طبيباً صبورًا للنظر إلى ما هو أبعد من مطالب طفلك، ليرى أن القلق هو الذي يحرك سلوكه. في بعض الأحيان، قد تستغرق عملية العثور على العلاج المناسب لطفلك وقتًا، ولكن لا بأس بذلك، ولا تثني نفسك عن ذلك. حاول مساعدة طفلك وكن على قدر عال من الروية والحكمة لتحقيق أهداف العلاج كما ينبغي.

آخر تعديل بتاريخ
04 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.