يعتبر تخفيض الكوليسترول في الدم، خاصة تخفيض مستوى الكوليسترول الضار LDL، من العوامل المهمة في علاج المرضى المصابين بتصلب الشرايين الذي يؤدي إلى الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. شملت توصيات الجمعية الأمريكية لأمراض القلب ضرورة تخفيض الكوليسترول الضار من نوع LDL (الكوليسترول الخفيف) لدى المرضى المصابين بتصلب الشرايين إلى أقل من 70 مغ/دل، وتخفيضه إلى أقل من 100 مغ/دل عند المرضى المصابين بارتفاع الكوليسترول الوراثي العائلي، خاصة إذا لم يتحملوا العلاج بأدوية الستاتينات.
تعتبر أدوية الستاتينات أكثر أدوية تخفيض الكوليسترول استخدامًا في العالم، ولكن بعض المرضى لا يتحملونها جيدًا بسبب حدوث أعراض جانبية متعِبة، أهمها آلام العضلات والمفاصل، وتأثيرها على وظائف الكبد. فهل هناك بدائل لأدوية الستاتينات يمكن استخدامها لتخفيض الكوليسترول؟
أدوية أخرى لتخفيض الكوليسترول
هناك بعض الأدوية المخفضة للكوليسترول غير أدوية الستاتينات، مثل:
- دواء إيزيتيميب Ezetimibe: وهو دواء يقلل امتصاص الكوليسترول من الأمعاء.
- مضادات الأجسام الوحيدة النَّسيلة، مثل أليروكوماب Alirocumab، وإيفولوكوماب Evolocumab، التي تقلل صنع الكوليسترول الداخلي في الكبد.
- دواء حمض بيمبيدويك Bempedoic acid الذي يقلل صنع الكوليسترول الداخلي في الكبد أيضًا.
أما الدواء الجديد، إنكليسيران Inclisiran، واسمه التجاري لِكفيو Leqvio، فهو يعمل على تغيير أوامر الحمض النووي RNA الذي يساهم في صنع الكوليسترول الداخلي في الجسم. ويعطى بالحقن تحت الجلد مرتَين في السنة فقط. وقد حصل هذا الدواء على موافقة الاتحاد الأوروبي سنة 2020، وبريطانيا سنة 2021، والولايات المتحدة سنة 2022 لاستخدامه كعلاج داعم من أجل تخفيض الكوليسترول لدى المرضى المصابين بتصلب الشرايين في القلب، أو في الدماغ، أو في الشرايين المحيطية، وكذلك للمصابين بارتفاع الكوليسترول العائلي الوراثي، خاصة من الذين لا يتحملون العلاج بأدوية الستاتينات، أو لا يكفي علاجهم لتخفيض الكوليسترول الضار إلى المستويات المطلوبة.
ما هي نتائج الدراسات على هذا الدواء؟
تم حتى الآن نشر نتائج ثلاث دراسات مهمة لبحث فعالية وسلامة هذا الدواء. شارك في الدراسة الأولى 1561 مريضًا مصابًا بتصلب الشرايين، وسُجل لدى مجموعة المشاركين الذين تناولوا دواء إنكليسيران انخفاض بنسبة 51% في مستويات الكوليسترول الضار بعد حوالي سنتَين من العلاج، بينما ارتفعت مستويات هذا الكوليسترول بنسبة 1% في مجموعة الدواء الوهمي في الفترة ذاتها.
شارك في الدراسة الثانية 1414 مريضًا مصابًا بتصلب الشرايين، وسُجل لدى مجموعة المشاركين الذين تناولوا دواء إنكليسيران انخفاض بنسبة 46% في مستويات الكوليسترول الضار بعد حوالي سنتَين من العلاج، بينما ارتفعت مستويات هذا الكوليسترول بنسبة 4% في مجموعة الدواء الوهمي في الفترة ذاتها.
شارك في الدراسة الثانية 482 مريضًا مصابًا بتصلب الشرايين، وسُجل لدى مجموعة المشاركين الذين تناولوا دواء إنكليسيران انخفاض بنسبة 40% في مستويات الكوليسترول الضار بعد حوالي سنتَين من العلاج، بينما ارتفعت مستويات هذا الكوليسترول بنسبة 8% في مجموعة الدواء الوهمي في الفترة ذاتها.
هل سجلت أعراض جانبية لهذا الدواء؟
ورَد في الدراسات حدوث بعض الأعراض الجانبية لاستخدام دواء إنكليسيران، مثل التهاب الأنف والبلعوم (19%)، ارتفاع ضغط الدم (15%)، آلام في المفاصل (14%)، ألم في الظهر (9.9%)، ألم واحمرار في منطقة الحَقن (5.6%)، ارتفاع في خمائر الكبد (3%).
ما هي تكلفة العلاج بدواء إنكليسيران؟
يبلغ ثمن الجرعة الواحدة من دواء إنكليسيران حاليًّا حوالي 3250 دولارًا، أي أن تكلفة العلاج في السنة تبلغ حوالي 6500 دولارًا.
المصادر:
