صحــــتك

أسباب وعلاج الركود الصفراوي أثناء الحمل

الصورة
ذكرى القيسي
الصفراء أثناء الحمل.. أسبابها ومضاعفاتها
الركود الصفراوي أثناء الحمل (Cholestasis of pregnancy) حالة مرضية حميدة تعاني منها بعض النساء خلال الحمل، وأهم أعراضها الحكة التي تزداد تدريجياً من دون أي مرض جلدي، وخصوصاً في اليدين والقدمين، وقد تصيب أجزاء أخرى من الجسم، وقد تنتهي الحالة باليرقان، أي اصفرار في العينين وفي الجلد. وعادة ما يحدث الركود الصفراوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ويختفي بعد الولادة بساعات أو أيام، وفي معظم الحالات لا يؤثر سلباً على الأم ولا على الجنين.

أعراض الركود الصفراوي للحامل 

الحكة الشديدة هي العرض السائد للركود الصفراوي أثناء الحمل، فمعظم النساء يشعرن بالحكة في راحة اليدين أو باطن القدمين، وبعض النساء يشعرن بالحكة في كل أجزاء الجسم، وغالبًا ما تتفاقم الحكة في المساء، وقد تكون سببًا كافيًا في حدوث التوتر الذي يمنع النوم. وتحدث الحكة كثيراً خلال الثلث الأخير من الحمل، ولكنها قد تبدأ أحيانًا مبكرًا، وتتفاقم كلما اقترب موعد الولادة، ومع ذلك وبمجرد الولادة، تتلاشى الحكة عادةً خلال أيام قليلة، وقد تتضمن العلامات والأعراض الأقل انتشارًا التي تحدث بسبب الركود الصفراوي أثناء الحمل:

  •  الاصفرار.
  • الغثيان.
  • فقدان الشهية.

ماذا يسبب الركود الصفراوي للحامل؟

لا يزال السبب وراء حدوث الركود الصفراوي أثناء الحمل غير واضح، ولكن قد يوجد وراءه مكوّن وراثي، لأن المرض يمتد في بعض الأحيان داخل العائلة، وتم الربط بينه وبين بعض المتغيرات الوراثية بعينها. علاوة على ذلك، قد يكون لهرمونات الحمل دور في حدوثه، والصفراء هي سائل هضمي يفرزه الكبد ليساعد الجهاز الهضمي على هضم وتكسير الدهون.

ومن الممكن أيضًا أن تؤدي زيادة هرمونات الحمل، مثلما يحدث في الثلث الأخير من الحمل، إلى إبطاء التدفق الطبيعي لخروج الصفراء من الكبد وفي نهاية الأمر، يسمح تراكم الصفراء داخل الكبد للأحماض الصفراوية بالدخول إلى مجرى الدم، ويمكن أن تؤدي الأحماض الصفراوية المترسبة في أنسجة جسم الأم إلى الحكة، وتتضمن العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالركود الصفراوي أثناء الحمل ما يلي:

  • وجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالركود الصفراوي أثناء الحمل.
  •  تاريخ عائلي للإصابة بمرض الكبد.
  • الحمل التوأمي.

وقد ترتبط بعض هذه العوامل بالوراثة، كما أنها كلها قد ترتبط بارتفاع مستويات هرمونات الحمل، وبمجرد إصابة المرأة بهذا المرض مرة واحدة، يزيد احتمال الإصابة به في الحمل التالي، وكذلك، يعاني نحو النصف إلى الثلثين من النساء من تكرار الإصابة بالركود الصفراوي أثناء الحمل.

مضاعفات الركود الصفراوي أثناء الحمل

بالنسبة للأمهات، قد يؤثر الركود الصفراوي أثناء الحمل مؤقتًا على طريقة امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، إلا أن هذا نادرًا ما يؤثر على التغذية الكلية، وفي الأحوال العادية، تختفي الحكة خلال أيام قليلة بعد الولادة ولا يؤدي الأمر لحدوث مشكلات في الكبد، ولكن هذا لا ينفي احتمالية تكرار حدوث الركود الصفراوي في حالات الحمل الأخرى.
وأما بالنسبة للمواليد، فقد تكون مضاعفات الركود الصفراوي أثناء الحمل أشد حدة، ونتيجةً لأسباب غير مفهومة بوضوح، يزيد الركود الصفراوي أثناء الحمل احتمال ولادة الطفل قبل موعده بكثير (الولادة المبكرة)، وكذلك، يزيد احتمال الإصابة بسريان العِقْي، وهو المواد المتراكمة داخل أمعاء الطفل إلى السائل الأمينوسي المحيط بالطفل، وإذا استنشق الطفل مادة العقي خلال الولادة فقد يعاني من اضطرابات التنفس.
وكذلك، ينطوي الأمر على احتمال وفاة الجنين في فترة متأخرة أثناء الحمل، ونتيجة للمضاعفات الحادة المحتملة، قد يفكر الطبيب في تحفيز الولادة بالقرب من الأسبوع السابع والثلاثين من أسابيع الحمل. 

كيف يتم تشخيص الركود الصفراوي ؟

ينبغي الاتصال بالطبيب فورًا إذا بدأتِ في الإحساس بحكة مستمرة أو مفرطة، والذي سيقوم بدوره بالإجراءات التالية لتشخيص الإصابة بالركود الصفراوي أثناء الحمل:

  •  طرح أسئلة عن الأعراض التي تعانين منها والتاريخ الطبي.
  •  إجراء فحص جسدي.
  •  إرسال عينات دم للاختبار المعملي لتقييم مدى جودة عمل الكبد وقياس كمية أملاح الصفراء بالدم.

علاج الركود الصفراوي للحامل 

يستخدم الطبيب عادة دواء يسمى حمض أورسوديوكسيكوليك (UDCA، أو أورسوديول، أو Actigall®) لعلاج الركود الصفراوي أثناء الحمل. يمكن لهذا الدواء تحسين قدرة الكبد على العمل وتقليل مستويات الصفراء في الدم، وتشمل علاجات الركود الصفراوي أثناء الحمل ما يلي.

  • تخفيف الحكة عن طريق تناول أحد الأدوية المضادة للهيستامين، أو وضع كريم مضاد للحكة (ستيرويدي قشري) لتخفيف الحكة المقترنة بالمرض.
  •  وضع المناطق المصابة بالحكة في ماء فاتر.

  • ارتداء الملابس الناعمة والفضفاضة.

  • أخذ قسط من الراحة.

وفي معظم الأحوال، تكون مضادات الهيستامين غير فعّالة، وقد تشكّل خطرًا على الجنين في طور النمو، وإذا كانت نافعة، فقد تشعرين بعدم الحاجة لزيارة الطبيب مرة أخرى، ما يؤدي إلى تأخير التشخيص والعلاج على نحو فعّال. وكذلك، قد لا تنفع الكريمات ولا الغسول الستيرويدي القشري (الكورتيزوني) في تخفيف الحكة الناتجة عن الركود الصفراوي أثناء الحمل، علاوة على ذلك، فإن الإفراط في استخدام الكريم الستيرويدي القشري قد يشكّل خطرًا على الجنين.

 

حكة القدمين أثناء الحمل
كيف تتعاملين مع حكة القدمين الناتجة عن الركود الصفراوي  أثناء الحمل؟

مراقبة الجنين عن كثب أثناء الحمل 

عن طرق اختبارات عدم الإجهاد ونتائج تحديد الحالة البيوفزيولوجية للجنين، وقد يقترح الطبيب إجراء تحفيز الولادة المبكرة في الأسبوع السابع والثلاثين أو نحوه، حتى لو كانت نتائج الاختبارات قبل الولادة طبيعية، وذلك لصعوبة توقع متى يمكن حدوث وفاة الجنين، لهذا تكون الولادة المبكرة أحيانًا الخيار الأمثل والطريق الوحيد للوقاية من المضاعفات.

دور الطب البديل في حالة الإصابة بالركود الصفراوي أثناء الحمل

لا يزال العلم يفتقر لتوفر الأبحاث المعنية بفاعلية العلاجات البديلة لعلاج الركود الصفراوي أثناء الحمل، ولذلك لا ينصح الأطباء ولا غيرهم من مقدمي الرعاية الصحية أثناء الحمل باللجوء إلى أي علاجات بديلة بشكل عام، ولكن تُعد مادة الأدينوزيل ميثيونين (SAMe) إحدى المواد الطبيعية التي يدرس المتخصصون تأثيرها في علاج الركود الصفراوي أثناء الحمل، وتحصل عليها المرأة عن طريق حقنها داخل العضلات أو عبر الوريد.
وتشير بعض النتائج المؤكدة إلى أنها يمكن أن تخفف من الحكة، وهذا بالرغم من عدم معرفة المخاطر التي تهدد الأم والجنين نتيجة انتهاج هذا الأسلوب، ولكن عند مقارنة الأدينوزيل ميثيونين مع الأورسوديول في التجارب الأولية، لم يثبت الأول فاعليته. ونظرًا لأن طريقة تناول الدواء يمكن أن تكون غير مريحة وغير ملائمة، ولأن سلامة تناول هذه المادة غير معروفة، ولأنها لا تقدم النفع المستحسَن الذي تحققه الأدوية الأخرى المعروفة، يتردد الأطباء في التوصية بتناولها بوصفها واحدة من طرق العلاج.
ولا تزال الدراسات جارية على بعض العلاجات البديلة الأخرى، والتي تتضمن صمغ الغوار والفحم المنشَّط ونبات شوك الحليب وجذور الهندباء، ولكن لا يوجد برهان يفيد بتحقيق هذه العلاجات للفائدة، ولا كونها آمنة لتتناولها المرأة الحامل، ولذلك ينبغي استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية دائمًا قبل تجربة العلاج البديل، خاصة إذا كنتِ حاملاً.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

هل يؤثر الركود الصفراوي على الجنين؟

الحوامل المصابات بالركود الصفراوي قد يكنّ أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من بطء معدل ضربات القلب ونقص الأكسجين أثناء الولادة (ضائقة الجنين)، والأمهات اللواتي لديهن مستويات أعلى من الأحماض الصفراوية في الدم، وخطر متزايد لولادة جنين ميت.

كيف أعرف أن لدي ركود صفراوي؟

الحكة الشديدة هي العرَض الرئيسي للركود الصفراوي أثناء الحمل إنما لا يوجد معها طفح جلدي، وغالباً ما تشعرين بالحكة في باطن اليدين أو باطن القدمين، ولكن يمكن أن تحدث الحكة في أي جزء آخر من الجسم، وتزداد الحكة سوءاً في الليل، وقد تصبح مزعجة كثيراً لدرجة أنك لا تستطيعين النوم.

هل من الممكن حدوث ركود صفراوي أثناء الحمل دون وجود المرارة؟

الركود الصفراوي أثناء الحمل هو اضطراب في الكبد وليس المرارة، ولن تؤثر عملية إزالة المرارة وعدم وجودها على حدوث الركود الصفراوي.

نصيحة من موقع صحتك

يسبب الركود الصفراوي أثناء الحمل حكة شديدة، وسيقوم الطبيب بوضع الحامل تحت المراقبة للتأكد من عدم وجود مضاعفات. يختفي الركود الصفراوي عادة بعد ولادة الطفل ولا يشكل تهديداً للحياة، وقد يلجأ الطبيب إلى تحفيز الولادة المبكرة إذا كان هو خيار العلاج الأكثر أماناً. لا تخافي من طرح الأسئلة حول ما يقلقك وحول مخاوفك فيما يخص سلامة طفلك، فالفريق الطبي وجد للاستماع إليك وطمأنتك.

آخر تعديل بتاريخ
11 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.