ما أسباب ألم الرقبة وهل لها علاقة بوضعية الجلوس أو النوم؟

هناك ارتباط كبير بين صحة المفاصل وممارسة الرياضة، فهي تعتبر جزءاً كبيراً في أكثر العلاجات، رغم بعض الإصابات التي قد تنتج عن ممارسة الرياضة بشكل خاطئ.لذا انضم إلينا البروفيسور عامر ليوضح جميع الأسباب الأساسية خلف ألم الرقبة، ويقدم المعلومات الكافية الوفيرة لكل من يبحث خلف ألم الرقبة والعظام.

ما هي أسباب ألم الرقبة؟

من أجل الحصول على فهم أوضح لعمل الرقبة وسبب آلامها يجدر معرفة الأجزاء التي تتألف منها، وهي على ثلاثة أقسام، الجزء الأول العمود الفقري الممتد في الظهر، والجزء الثاني النخاج الشوكي والأعصاب المتفرعة منه، والجزء الثالث والأهم على صعيد آلام الرقبة والذي يتألف من الأربطة والعضلات وهو الغلاف الخارجي للعمود الفقري.

لذلك فإن أي مشكلة تطال هذه الأجزاء قد تسبب آلامًا شديدة في الرقبة.

ولكن إذا أردنا تسليط الضوء على أبرز الأسباب خلف آلام الرقبة فهى الوضعيات المختلفة في العمل وأثناء الجلوس، وخلال النوم وغيرها.

فيزيولوجيا الرقبة

تعتبر الرقبة منطقة ذات حركة متواصلة، وهذه الحركة تتطلب بشكل أساسي الليونة، لذا وفي حال انخفاض الليونة في هذه المنطقة تصبح أكثر عرضةً للآلام. كما أن الجزء المؤلف من الأربطة والعضلات يحتاج إلى تمارين يومية لتقوية هذا الجزء من الرقبة والحفاظ على وظيفته.

وضعية العمل وآثارها على الرقبة

قديماً كانت طبيعة العمل مختلفة كثيراً عما هي عليه اليوم، فقد كانت الأعمال وإن طالت ساعاتها مليئة بالحركات المتنوعة، والتي تحرك أعضاء شتى وعضلات شتى، أما في يومنا هذا؛ فقد كثر العمل في المكتب أو على الحاسوب، الأمر الذي يتطلب الجلوس لساعات طويلة في وضعية واحدة، وهذا الذي يسبب تعباً وآلاماً في الرقبة.

وبما أن الرقبة ذات شكل هندسي مرتبط بالعمود الفقري، فإن أي ضغط أو خلل بجزء معين يسبب آلاماً شاملة في المنطقة، سواء كان على مستوى الرقبة أو إلى أسفل الظهر.

ما هي انعكاسات ألم الرقبة على الصحة الجسدية والنفسية؟

يعتبر الضغط النفسي العامل الأبرز الذي يؤدي إلى تشنجات عضلية، وبالتالي إلى آلام حادة في الرقبة وغيرها من المفاصل والعضلات. كما أن الأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة والمفاصل، والتي تصل إلى حد الأوجاع المزمنة، تكون عاملاً أساسياً في ظهور أعراض التوتر والضغط النفسي، وقد يصل بهم الحال لأخذ مهدئات أعصاب، مما يعني أنها حلقة مفرغة.

لذلك من المهم التوعية من قبل الجمعيات المعنية بالصحة، كذلك البرامج الطبية كبرنامج "لقاءات"، على أن تكون هذه التوعية مبكرة قدر الإمكان، فكلما كانت المشكلة في بدايتها يكون علاجها أسهل وأسرع.

كيفية النوم الصحيحة لتجنب ألم الرقبة

في أي وضعية يختارها الشخص للنوم، سواء كانت على الجنب اليمين أم الجنب اليسار أو حتى على الظهر، عليه مراعاة شكل العمود الفقري، أي أن العمود الفقري يحتاج إلى أن يبقى مستقيمًا. وهنا ينبغي لفت النظر إلى أن النوم على البطن هو نوم خاطئ.

وإن كان الشخص يريد النوم على ظهره فعليه مراعاة الوسادة المستخدمة وكيفية استعمالها، بحيث تكون الرقبة كأنها محمولة طوال الليل.

كذلك الأمر بالنسبة لفَرشة النوم فينبغي أن تكون معتدلة، وفي الوقت نفسه تأخذ شكل الجسم المستلقي عليها.

هل من المتوقع أن تكون ألم الرقبة منتشرة لدى الأطفال؟

ختاماً،في ظل وجود الهاتف والحاسوب بمتناول الأطفال لساعات طويلة، أصبح شائعاً لدى الأطفال هذا النوع من الآلام، لذلك من المهم توعية الأطفال ومنعهم من الجلوس لساعات على الهواتف.