الولادة الطبيعية والولادة القيصرية .. ما الفارق بينهما؟

تعتبر الولادة الطبيعية الخيار الأول للطبيب والأنسب للأم ما لم تكن هناك حالة طبية طارئة تستدعي الولادة القيصرية، فمَن يقول الكلمة الفصل؟ وما الفرق بين الولادتين؟ هذا هو موضوع هذه الحلقة.

تاريخ الولادة القيصرية

قديماً كانت الولادات كلها طبيعية، وكانت الولادة القيصرية تقتصر على إخراج الجنين من بطن أمه المتوفاة لمحاولة إنقاذه. ولكن؛ مع مرور السنين وفي ظل التطور الطبي الحاصل أصبحت الولادة القيصرية خياراً جيداً لإنقاذ الأم والجنين معاً.

وقد سجل التاريخ الولادة القيصرية الأولى عام 1580 لطبيب سويسري أقدم على توليد زوجته ولادة قيصرية، وكانت ناجحة، فقد نجت الأم وطفلها معاً، لكن وبالرغم من أن الولادة القيصرية أصبحت شائعة في هذا الزمن، ما تزال الولادة الطبيعية الخيار الأول.

لماذا تلجأ بعض الأمهات إلى إختيار  الولادة القيصرية بدل الولادة الطبيعية؟

تميل كثير من الحوامل إلى الولادة القيصرية نتيجة مخاوف من الولادة الطبيعية، فتكون هذه المخاوف إما نتيجة مخاوف سابقة في حال تعرَّضت الأم لهذا في حمل سابق، أو نتيجة ألم المخاض المعروف أو الخوف على الجنين.

لذا ينبغي على الطبيب منذ بداية الحمل تبديد مخاوف الحامل، فإن كانت بسبب آلام المخاض فمن المهم الدعم النفسي من قبل الطاقم الطبي العامل ومن الأهل أيضاً.

وإن كانت المخاوف ناتجة عن الألم، فإن الطب الآن توصل إلى مسكنات قوية تخفف الألم بنسبة تترواح بين 80% إلى 100%.

أمّا إن كانت خوفاً على الجنين، فإن الطاقم الطبي الذي يراقبه عن كثب بالإضافة إلى وجود طبيب أطفال أثناء الولادة كافٍ في مثل هذه المرحلة لحمايته.

متى مرحلة من المراحل يتم اختيار نوعية الولادة؟

1. في بعض الحالات الطبية يتم اختيار الولادة القيصرية سابقاً، ومن هذه الحالات:

• خضوع الأم لعمليات جراحية سابقة في الرحم.
• خضوع الأم لولادة قيصرية سابقة.
• الجنين في وضعية المجيء المقعدي.
• إذا سبقت المشيمة الجنين.

أما في الحالات الأخرى؛ فتبقى الأم تحت خيار الولادة الطبيعية لحين ساعات الطلق، وهنا تنجلي الأمور ويصبح الطبيب قادراً على اتخاذ القرار بعد مراقبة الأم والجنين معاً. فإن تعسرت الولادة الطبيعية يذهب إلى الخيار التالي، أي الولادة القيصرية.

2. بعض الحالات الطبية التي يتم اختيار الولادة القيصرية فيها أثناء الطلق:

• عدم توسع الرحم بالقدر المطلوب.
• عدم نزول الجنين في الحوض، وهي الحالة المعروفة باسم المخاض المسدود.
• تباطؤ نبضات قلب الجنين بشكل متكرر، مما يعرض حياته للخطر.
• وجود نزيف فعال خلال فترة الطلق مع تأخر الولادة.

كم مرة تستطيع المرأة أن تنجب بولادة قيصرية؟ وما الفارق الزمني بين تلك الولادات؟

من المعلوم أن المجتمعات الشرقية تميل جداً إلى الإنجاب والتكاثر، أما بالنسبة لعدد الولادات القيصرية فهو يتراوح بين 4 إلى 5 ولادات، وفي بعض الحالات ما هو أكثر من ذلك. كما أن الطبيب النسائي قد ينصح الأم بالحمل والإنجاب حسب حالة الرحم لديها.

يميل الأطباء عادة إلى أن يكون الفاصل بين الولادتين حوالي 18 شهراً، بحيث يكون هناك وقتٌ كافٍ للجرح كي يتعافى.

هل تستطيع المرأة الإنجاب بولادة طبيعية بعد ولادة قيصرية سابقة؟

نعم في بعض الحالات، فإن كانت الولادة الأولى قيصرية نتيجة المجيء المقعدي فهو استطباب غير دائم، فإن جاء الحمل الثاني والمجيء رأسي وحجم الجنين مناسب فهنا يمكن إعطاء فرصة للأم بالولادة الطبيعية بما يقارب 70%، مع مراقبة مكثفة ودقيقة بسبب وجود خطر بسيط بتمزق الجرح السابق.

الفارق بين الولادة الطبيعية والقيصرية.. مزايا ومخاطر

طبياً وبعد تقدم العلم والأبحاث، يمكن القول أن كلتا الولادتين آمنتان، ولكن، ما تزال الولادة الطبيعية الخيار الأول، لأنها مهمة على الصعيدين، أي أنها صحية للأم وللجنين أيضاً، وتبقى للولادة القيصرية الأولية في بعض الحالات.

فإن كانت الأمور ملائمة للولادة الطبيعية، فينبغي إعطاء الفرصة للأم من أجلها دون التعنت، كذلك الأمر بالنسبة للقيصرية إن كانت الحالة تتطلّب القيصرية.

الولادة قيصرية تتضمن بعض الاختلاطات غير الموجودة في الولادة الطبيعية، فقد تتعرض الأم لالتهاب الجرح أو التهاب الوريد الخثعي الذي قد يؤدي إلى تجلطات عن الأم، لكن هذه الاختلاطات قليلة جداً، خصوصاً مع تواجد المعقمات التي تحمي الجلد.

كما أن الولادة القيصرية تتطلب البقاء في المشفى لفترة أطول، وتتطلب مدة أطول للتعافي بسبب الجرح، حتى إن العودة لممارسة التمارين الرياضية تحتاج إلى وقت.

وقد أثبتت الدراسات أن نسبة حاجة الطفل إلى حاضنة في الولادة القيصرية أكثر منها في الولادة الطبيعية.

كيف تقوّي الولادة الطبيعية جهاز المناعة لدى الطفل؟

خلال عبور الطفل ضمن القناة الولادية يتعرض للبكتيريا الطبيعية الموجودة هناك، وهذا ما يحفر جهاز المناعة، ما يقلل من نسبة العسر التنفسي والربو، بالإضافة إلى المشكلات الهضمية.

هل هناك رابط بين الولادة المبكرة والولادة القيصرية؟

قد تكون الولادة المبكرة قيصرية وقد تكون طبيعية، لكن في أكثر الحالات كحالات المجيء المقعدي، أو كان الجنين يعاني من الشدة التنفسية، فقد يصعب عليها تحمل الطلق الطبيعي، لذا يلجأ الأطباء للولادة القيصرية، أي أن الولادة القيصرية ليست إجراءً روتينياً في حالات الولادة المبكرة.

نصائح لأي حامل أو مقبِلة على الحمل

• ترك التدخين.
• تعديل الوزن قبل الحمل، لأن الوزن الزائد قد يؤدي لارتفاع الضغط أو ارتفاع السكر في الدم.
• ممارسة الرياضة قبل الحمل وخلالها.
• الالتزام بالزيارة الدورية للأطباء.
• الالتزام بالفيتامينات المطلوبة.