صحــــتك

دليل للأهل حول الداء المعوي الالتهابي عند الأطفال

الصورة
Lama photo.JPG
دليل للأهل حول الداء المعوي الإلتهابي عند الأطفال
الداء المعوي الالتهابي هو مرض مزمن يصيب الأمعاء عند الأطفال والبالغين، ولكن في هذه المقالة سنتناول بالتفصيل ما يتعلق بإصابات الأطفال تحديداً.

* أنواع الداء المعوي الالتهابي
يقسم الداء المعوي الالتهابي إلى داء كرون Crohn's disease، وداء القولون القرحي ulcerative colitis (أو التهاب القولون القرحي).

* الأسباب
- العوامل القائمة خلف الداء المعوي الالتهابي عديدة ومتشابكة، وغالباً ما تكون نتيجة لتضافر وتفاعل عدة عوامل معاً، كالعامل البيئي مع العامل الوراثي مؤدية إلى خلل في استجابة الأمعاء المناعية للبكتيريا المعوية الطبيعية (الفلورا أو الجراثيم المفيدة في الأمعاء) فيحدث المرض.
- تلعب الشدة النفسية والغذاء عاملاً مهماً بتحريض المرض.
- في 5-30% من الحالات نستطيع إيجاد شخص آخر مصاب بالعائلة، وعند إصابة طفل في العائلة فإن ذلك يزيد نسبة إصابة الإخوة.

* مكان حدوث الالتهاب
في داء كرون يمكن للالتهاب أن يمتد من الفم إلى الشرج، ولكن الالتهاب غالباً ما يصيب الأمعاء الدقيقة والقولون، ويأخذ الشكل البقعي مع وجود مناطق خالية من الإصابة، وتصاب كامل سماكة الجدار المعوي لتصل حتى الجدار الخارجي.

أما في التهاب القولون القرحي فإنه يصيب القولون ومنطقة المستقيم، ويصيب بطانة الأمعاء.



* حقائق مهمة
- الداء المعوي الالتهابي ليس بمرض إنتاني، أي أنه غير مسبب بجرثومات ممرضة ولا يعدي.
- الداء المعوي الالتهابي ليست له علاقة بمتلازمة الأمعاء المضطربة.
- الداء المعوي الالتهابي ليس بسرطان.

* ما هي الأعراض الشائعة له؟
- آلام بطنية.
- إسهال مخاطي أو مدمى.
- نقص شهية أو نقص وزن مع فشل بالنمو سواء بالوزن أو الطول.
- غثيان، تعب أو إرهاق، ارتفاع درجة حرارة الجسم، فقر دم.

قد يعاني الأطفال المصابون بداء كرون من خراجات حول منطقة الشرج، تؤدي لحمى أو نواسير في حال انفجار الخراج.



* هل ممكن لأعضاء أخرى في الجسم أن تتأثر؟
- بعض الأطفال المصابين بالداء المعوي الالتهابي قد يصابون بأعراض غير هضمية، وأشيع ما يصاب به الأطفال هو التهاب المفاصل، والذي يستجيب عادة لنفس علاج الداء المعوي الالتهابي، ويهدأ ويخف مع هدوء الإصابة المعوية.
- بعض الأطفال قد يظهر لديهم قرحات فموية.
- نسبة قليلة من الأطفال يظهر لديهم آفات جلدية، وقد تسبق الأعراض الهضمية، وتكون على شكل عقد مؤلمة على الساقين، وهي أيضاً تهدأ بهدوء المرض الأساسي.
- نادراً ما يتأثر الكبد.
- قد تصاب العين أيضاً، لذلك يجب على أهل الطفل المصاب بالداء المعوي الالتهابي مراجعة الطبيب مباشرة عند ملاحظة أي ألم أو احمرار في العين.

* هل يتعافى الطفل المصاب بالداء المعوي الالتهابي؟
حالياً لا يوجد علاج شاف تماماً للمرض، ولكن العلاجات المتوفرة حالياً تساعد على هجوع المرض، وتمكن من السيطرة عليه غالباً لفترات أطول بكثير من فترات نوبات المرض وهيجان الأعراض.

معظم الأطفال المصابين بالمرض يستطيعون مواصلة دراستهم في المدرسة، وممارسة النشاطات الرياضية أو فعاليات أخرى يرغبونها.

* ما هي الاختبارات التشخيصية التي يحتاجها الطفل المصاب؟
عادة الطفل المصاب بالداء المعوي الالتهابي يتابع من قبل طبيب أطفال استشاري أو متخصص في أمراض الجهاز الهضمي، والذي غالباً ما يطلب سلسلة من التحاليل وهي:
- تحاليل دم لتحديد شدة الحالة الالتهابية أو فقر الدم.
- تحليل براز وزراعة للبراز.
- تحليل مادة لاكتوفيرين بالبراز، وهو تحليل نوعي لتحديد الحالة الالتهابية للأمعاء.
- معظم الأطفال يحتاجون لتنظيرالأمعاء، والذي يسمح بفضل الكاميرا الموجودة في نهايته برؤية الأمعاء، وأخذ الخزعات والعينات الضرورية لوضع التشخيص الدقيق والصحيح.
- قد يحتاج بعض الأطفال لصورة للأمعاء بالصبغة أو صورة رنين مغناطيسي.
- قد يكون التصوير بالأمواج فوق الصوتية مطلوباً لفحص الكبد أو أعضاء أخرى.


* ما هي العلاجات المقترحة في الداء المعوي الالتهابي؟
الهدف الأساسي من أي علاجٍ مقترح هو جعل الطفل يشعر بأنه أفضل بدون آلام أو أعراض والسيطرة على الأعراض، وهناك العديد من العلاجات، والتي عادة ما يبتدئ الطبيب بواحد منها، وعند فشله ينتقل للآخر أو أن بعضها قد تستخدم مجتمعة في الحالات الشديدة.

يمكن أن يعالج داء كرون بسوائل خاصة للتغذية، مع أدوية أو جراحة، أو كلتيهما في بعض الحالات.

وقد أثبتت الدراسات أن العلاج الغذائي، وهو عبارة عن غذاء سائل يعطى للطفل لفترة محددة ومدروسة؛ قد تكون فعاليته بقدر فعالية الكورتيزون (والذي كان ولم يزل أحد العلاجات الأساسية) لكن دون أن يسبب أعراضا جانبية كالكورتيزون.

التهاب القولون القرحي غالباً ما يستجيب للعلاج الدوائي، ونادراً ما يحتاج الطفل للجراحة، ولكن بخلاف داء كرون فإن التهاب القولون القرحي لا يستجيب للعلاج الغذائي.

* هل هناك دور لأي حميات خاصة في العلاج؟
لم تجد المراقبة على المدى الطويل للعديد من الحميات أن هناك أي فارق ملموس يمكننا من تبني حمية غذائية معينة كعلاج، ولكن من الضروري جداً الابتعاد عن أي غذاء قد يشعر الطفل بتهيج الأعراض، فمثلاً بعض الأطفال يشعرون بأن أعراضهم تزداد بتناول الطعام الحار أو المبهر، والبعض الآخر قد تهيج كميات كبيرة من الحليب أعراضهم، وعند ذلك يجب تجنب هذه الأطعمة.

الحمية الغذائية المتوازنة السليمة هي الأساس بالإضافة لبعض المكملات الغذائية كالحديد أو الفيتامينات، والتي توصف من قبل الطبيب.



* ما هي الأدوية الموصوفة في علاج الداء المعوي الالتهابي؟
الغرض من العلاج هو السيطرة على الحالة الالتهابية للأمعاء، ومنع انتكاس الأعراض قدر الإمكان، وقد تحمل الأدوية بعض الآثار الجانبية لذلك يجب متابعة الطفل بشكل حثيث من قبل الأهل والطبيب، والأدوية باختصار هي:
- أمينوساليسيلات
والذي يعطى للسيطرة على الأعراض، ومنع الإنتكاس، وقد يعطى للطفل لمدة سنوات، ويكون بشكل علاج فموي، أو حقن شرجية، وتحاميل عبر الشرج.

- الكورتيزون
يعطى عادة مع نوبات المرض الحادة حتى نسيطر سريعاً على الأعراض، ولكن أعراضه الجانبية كثيرة كزيادة وزن الطفل وزيادة شهيته، أما عند المراهقين فقد يسبب حب الشباب، كما يمكن للكورتيزون أن يغير مزاج الطفل، ويؤثر في فترات نومه مسبباً له القلق.

الكورتيزون أيضاً قد يستخدم بشكل فموي أو من خلال حقن شرجية.

- العلاجات المثبطة للمناعة
وتستخدم فقط في حالات معينة شديدة، أو عند اعتماد المريض على الكورتيزون، وعدم القدرة على إيقاف العلاج به.

تحتاج مثبطات المناعة لفترات طويلة حتى تبدأ بالسيطرة على الأعراض تتراوح من 8-16 أسبوع، وقد تسبب أعراض جانبية كالغثيان والقيء ونقص الشهية.

يحتاج الأطفال عادة خلال العلاج بمثبطات المناعة إلى تحاليل دم لمراقبة كريات الدم البيضاء والحمراء، وقد يوقف العلاج في حال تأثيره في نخاع العظم.

- العلاج البيولوجي
وهو من العلاجات التي تسيطر على الوسائط الكيميائية المفرزة من قبل الجسم، والتي تثير المرض، وتعطى عادة في داء كرون الشديد أو في التهاب الكولون القرحي عندما لا نستطيع السيطرة عليه بالأدوية الأخرى، وعادة ما تعطى هذه الأدوية حقناً بالوريد أو تحت الجلد.

متى نحتاج للجراحة كعلاج؟
يحتاج الطفل للجراحة في حال سبّب المرض تضيقات في مسار الأمعاء تثير آلام البطن أو تمنع مرور الغذاء، ويحدث هذا عادة بداء كرون، كما أنه أيضاً قد يحتاج للجراحة في حال حدوث النواسير (اتصالات بين جدر الأمعاء بشكل غير طبيعي).

نادراً ما يحتاج الطفل لفتح القولون أو الأمعاء - كولوستومي - بشكل مؤقت على جدار البطن، وقد تكون فتحات مؤقتة أو دائمة بحسب الجزء المقتطع من الأمعاء.



* هل تزداد نسبة حدوث سرطان الأمعاء عند الأطفال المصابين بالمرض؟
نعم.. هناك ازدياد بنسبة حدوث سرطان القولون خاصة في حال الداء المعوي الشديد، وبشكل خاص التهاب الكولون القرحي، ومن أجل ذلك فإن المراقبة بعد البلوغ ضرورية، وتتم بتنظير القولون الدوري.

* كيف يستطيع الأهل مساعدة الطفل على الـتأقلم مع المرض؟
المرض طويل الأمد لذا ينصح الأهل بشرح الحالة لطفلهم بما يتناسب مع عمره، والإجابة عن أسئلته في ما يتعلق بالمرض، وبعض الأطفال قد يخافون من ظهور الدم في البراز، وعندها يجب تطمين الطفل.

مشاركة الطفل في العلاج، وحمل مسؤولية تناول الدواء وتنظيمه تساعده لاحقاً بالاعتماد على نفسه، والتأقلم مع المرض.

في الغالب أن معظم الأطفال يحتاجون لفترة حتى يتقبلوا فكرة مرض طويل المدى، ويساعد بشكل جيد مقابلة أطفال آخرين يعانون من المرض نفسه، ويخفف شعور الطفل بالإحراج والعزلة.

أيضاً، من المفيد تشجيع الطفل على التعبير عن خوفه وقلقه، ومشاركة طرف آخر خارج العائلة كالاستشاريين النفسيين في حال مواجهة مشاكل القلق والتوتر الشديد.

قد يشعر بعض الأطفال بالخوف من حوادث عارضة خارج المنزل كتسرب البراز، وتلويث الملابس.. لذلك يساعد الطفل إعطاؤه بعض المناديل المعطرة، وملابس وأكياس إضافية.

* كيف يمكن للأهل تشجيع الطفل على تناول الطعام؟
أطفال الداء المعوي الالتهابي غالباً ما يكونون نحيلين وناقصي الوزن، وخلال نوبات المرض قد يعانون من نقص الشهية، ومهم أن تتبع معه السلوكيات الآتية:
- عدم الإصرار على أن ينهي الطفل كمية طعام محددة.
- السماح باختراق قواعد الطعام الصحي أحياناً.
- تقديم وجبات صغيرة متعددة، وتشجيع الطفل على إعداد ما يحبه من الطعام.


* ما هي أفضل طريقة للتعامل مع المدرسة والكادر التعليمي؟
- من المفضل إرسال الطفل إلى المدرسة إلا في حالات المرض الشديد.
- التعاون بين المدرسة والبيت من العوامل الرئيسية بتدارك ما فات الطفل أثناء فترات المرض.
- السماح للطفل بمغادرة الصف دون الحاجة للاستئذان للحمام لتجنب الإحراج.
- عدم الضغط على الطفل خلال فترات الامتحانات لأن الضغط النفسي قد يهيج المرض.
- وجود مرونة في تبديل وقت الامتحانات الخاصة بالطفل في حال كونه مريضاً خلال ذلك.

من دون شك، تبقى مسؤولية الأهل بالتعامل مع حالات مزمنة كالداء المعوي الالتهابي من أكثر المهام إرهاقاً، وتحتاج لطاقم آخر مرافق بالرعاية من اختصاصي تغذية، واختصاصيين نفسيين، واستشاريي أطفال اختصاصيين في الأمراض المعوية إضافة لمشاركة المدرسة.
آخر تعديل بتاريخ
29 يونيو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.