يعتبر الرضا الوظيفي واحداً من العوامل المهمة لحفظ السلام النفسي، ويسبب اضطراب علاقة الإنسان بعمله، وعدم شعوره بالإنجاز، الكثير من المشكلات النفسية للإنسان، ويساعد التطور الشخصي والمهني في درء الأفكار السلبية التي تمنعنا من اتخاذ خطوات نحو تحسين ذواتنا، وغالبًا ما ننتظر مراجعة الأداء السنوي في العمل لتحديد المجالات التي نحتاج إلى تحسينها، فكيف يمكن تحسين الأداء في العمل وما آلية ذلك؟
نحاول في هذه المقال أن نساعدك أن تضع نفسك مكان مديرك، ونقترح عليك تحسين مجموعة من مهاراتك، والتعلم باستمرار من خلال وضع معايير شخصية ومراجعتها بانتظام كي تتمكن من تحسين الأداء في العمل، فالتعلم يؤدي إلى نوعية حياة أفضل، ويعزز ثقتك بنفسك وتطورك الشخصي، ويؤثر على حياتك بطريقة إيجابية.
تحسين الأداء في العمل .. نظِّم أمورك ورتب أولوياتك
أكثر ما يساعد على تحسين الأداء في العمل هو إعداد جدول يومي ومتابعته، وتحديد أهم ثلاثة أو أربعة مشاريع مهمة تحتاج إلى إكمالها، والتأكد من أن قائمة مهامك يمكن التحكم فيها، وأنها تضيف قيمة ومزايا لشركتك.
أوقِف تعدد المهام
إذا كنت ممن يفعلون ذلك عادة في عملك فأنت مذنب، فقد تظن أن قيامك بمهام متعددة يصب في مصلحة العمل، وسواء كنت ترد على مكالمة هاتفية، وعلى رسالة جاءتك عبر البريد الإلكتروني، وتعمل على مشروع، أو تعمل على عدة مشاريع في وقت واحد؛ ففي الواقع، لقد قوضت جودة عملك، فمما لا شك فيه أن تعدد المهام يؤدي إلى خفض معدل الذكاء، وخفض الذكاء العاطفي، وإبطاء أدائك، وزيادة مستويات التوتر لديك، والتسبب بحدوث أخطاء. بدلاً من ذلك عليك بالتركيز والتمكن من مهمة واحدة في المرة الواحدة.
تجنَّب التشتت
هل تعلم أن التركيز هو القيمة الأساسية للأشخاص المنتجين؟ تعمل أدمغتنا بشكل أفضل عندما نركّز على مهمة واحدة، حاول الاستمرار في التركيز والسعي لإكمال مهمة واحدة قبل الغوص في أخرى، وستشعر بالفرق الملحوظ في جودة عملك.
أدِر المشتتات
مِن السهل التقليل من شأن أو نسيان عدد المرات التي يتم فيها مقاطعتنا خلال اليوم؛ فقد تأتيك المشتِّتات بجميع أشكالها، سواء من زملاء العمل، أو الرؤساء، أو من الأسرة، وغير ذلك. وإليك خدعة رائعة لضبط المشتِّتات. احتفظ بمجموعة من الملاحظات أو بطاقات الفهرَسة في مكان قريب، وفي أعلى كل منها، اكتب اسم الشخص الذي قد يقاطعك خلال اليوم. في المرة القادمة التي يتوقف فيها ويسأل: "هل لديك دقيقة؟" قل نعم، وتحدَّث عن الأشياء التي أشرتَ إليها في قائمتك. تخيل الوقت الذي ستوفره إذا قام كل شخص بتوقيفك مرة واحدة في اليوم لمناقشة الأمور الثلاثة أو الأربعة التي يفكّر فيها، بدلاً من أن يوقفك ثلاث أو أربع مرات في اليوم لموضوع واحد في كل مرة.
كن ممّن ينهون أعمالهم بشكل جيد
غالبًا ما يبدأ كثيرون منا أعمالهم على نحو جيد، ولكننا لا ننهيها على النحو المطلوب. فكّر في عدد المرات التي بدأت فيها شيئًا جديدًا، كمشروع، أو قرار في العام الجديد، أو رسالة، ثم انتهى بك الأمر إلى إضافة الشيء ذاته مرة أخرى إلى قائمة المهام التي تريد الانتهاء منها. احتفظ دائماً بدفتر للمشروعات المكتملة وراجعها دائما لتوضيح مساهماتك وإنجازاتك فيها.
ضَع معالم على الطريق
قد يبدو الطريق إلى إكمال مشروع كبير ساحقًا، ولكن لا تدَع ذلك يمنعك من أخذ وقت للاحتفال بالإنجازات المرحلية، قسِّم المشاريع الكبيرة إلى مجموعات من المهام الصغيرة، وضَع مقاييس نجاح فردية لكل مرحلة للحفاظ على مستويات معنوياتك ومستويات الطاقة لديك، وسجّل تقدّمك في المشروع، وكافئ نفسك، وشارك منجزاتك مع الفريق، وكل ذلك يسهم في تحسين الأداء في العمل.
ضَع نفسك مكان المدير
ضَع نفسك مكان رئيسك، وفكّر في الصورة الكبيرة، وانظر إلى الأهداف من وجهة نظرِه. واحدة من أكثر الاستراتيجيات فعالية هي التعاطف معه واكتشاف ما هي تطلعاته. اطرح أسئلة ربما تدور في عقله، مثل "ما الذي تبحث عنه في هذا الموظف؟" أو "ما المهارات والصفات التي يتطلبها النجاح في هذا المنصب؟".
اتَّخذ لك مرشدًا وكُن مرشدًا
عزز مهاراتك بإشراف أحد المعلمين المرشدين، يمكن للمعلم أن يلهمك ببصيرة، أو منظور أو رؤية جديدة، وسوف يساعدك العمل مع معلم ماهر على توسيع تفكيرك وتزويدك بمجموعة من أفكار التطوير الذاتي المرتبطة بمهاراتك وموهبتك الفريدة، ولا تنسَ أنه يمكنك اكتساب الخبرة من خلال قيامك بتوجيه شخص آخر وتسهيل نموك المهني الذي يزيد من مكانتك كأحد أعمدة شركتك.
ببساطة.. استمع
الاستماع أمر حيوي للتواصل الفعال، اقضِ بعض الوقت في التفكير في كيفية الاستماع، هل تقاطع الآخرين على سبيل المثال؟ تؤدي مهارات الاستماع الناضجة إلى زيادة الإنتاجية مع عدد أقل من الأخطاء، وزيادة النمو الابتكاري ومعدلات رضا العملاء.
استهدِف الوضوح
يوفّر الوضوح الثقة، فإذا لم تكن متأكدًا بنسبة 100% من مسؤولياتك، فاطرح أسئلة، وضع جدولاً زمنياً مرة كل ثلاثة أشهر لإعادة تقييم أهداف الشركة، وكيف يمكن لمسؤولياتك أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف، وكيف يمكنك أن تكون شريكاً أفضل مع أعضاء الفريق للوصول إلى تحسين الأداء في العمل وتحقيق كل الأهداف.
ابحث
خذ بعض الوقت للبحث عما يشغلك، لا تضيع وقت الآخرين؛ قم بواجبك بشكل تام قبل القيام بمهمة جديدة، سيجعلك ذلك مستعدًا بشكل أفضل لتقديم الاستراتيجيات للوصول إلى كل هدف.
اكتب رسالة حول مستقبلك الذاتي
أين ترى نفسك بعد سنة واحدة أو 3 سنوات أو حتى 5 سنوات؟ ماذا سيَبقى؟ وماذا سيكون مختلفاً؟ اكتب رسالة لنفسك، واعمل بجدّ لتصبح ذلك الشخص الذي تريده.
حدد البقع العمياء الخاصة بك
البقع العمياء هي المناطق التي نجهلها عن أنفسنا، وقد يسبب ذلك رؤية النوايا الحسنة بطريقة سلبية، ويمكن للبقع العمياء أن تعوقك وتَحول دون تطورك المهني، وتمنعك من تحسين الأداء في العمل. لتحديد تلك النقاط العمياء، يجب أن تكون على استعداد للنظر إلى نفسك بصدق. اطلب من الآخرين تعليقاتهم، وكُن على استعداد لإجراء تغييرات، وتواصل مع نظرائك واسألهم كيف ينظرون إليك؛ وقد تكتشِف في نفسك السلوكيات التي تعوق أداءك، بالإضافة إلى نقاط القوة التي لا تعرفها عن نفسك، وانظر إلى الملاحظات كقيمة مضافة إليك وليس حكمًا عليك؛ مما يَسمح لك بإجراء تعديلات لمواءمة واقعك مع نفسك التي تطمح إليها.
بسّط المهام أو العمليات
غالبًا ما نفعل الأشياء لأن "هذه هي الطريقة التي اتبعناها دائمًا"، حتى لو كانت معقدة أو فوضوية، ابحث عن شيء ما كل أسبوع لتبسيطه، كنظام أو عملية صعبة، أو مكتب فوضوي، أو مهام يومية، أو بريد إلكتروني. سوف تزيد كفاءتك من خلال إبقاء الأشياء بسيطة.
اطرح أسئلة على نفسك
تحدَّ نفسك باستمرار من خلال طرح سؤال: "هل هناك طريقة أكثر فاعلية لتحقيق النتائج نفسها؟"، مارِس العصف الذهني لتحديد ما إذا كنت تعمل بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، وليستقر في اعتقادك دائماً أن الأمور يمكن تحسينها.
اعرف منافسيك
اعرف وراقب منافسيك، وحدد ما يفعلونه بشكل صحيح، واستخدمه كفرصة لتعلّم تنفيذ شيء جديد في مؤسستك.
اعترف بما للآخرين من فضل
ساعد الآخرين على التفوق، وعبّر عن الامتنان، وأعطِ التقدير لمَن يستحق التقدير، وسوف تُفاجأ أن التشجيع والتحفيز أمر بسيط كبساطة قولك "عمل عظيم!"، وهو أمر يساعد فريقك على النمو والنهوض معًا، ويسهم في تحسين الأداء في العمل.
اقرأ
اقرأ مقالة واحدة على الأقل تتعلق بالتنمية الشخصية أو بتطوير عملك كل يوم، سجّل ملاحظاتك، وحدّد ما تعلمته بشكل منتظم، وحدّد كيف تطبّق ما تعلمته شخصياً أو في مكان عملك، وشارِك معلوماتك مع الآخرين لتنمية الخبرات.
أعطِ نفسك وقتا للتوقف
وقت الإجازة أمر بالغ الأهمية للتطوير المهني، فبدونه، تزيد معدلات التوتر والإنهاك وتقل الإنتاجية. حدّد موعدًا زمنيًا بعيدًا عن المكتب لتوسيع آفاقك، وإعادة تنشيط ذاتك، والحفاظ على توازنك الصحي بين العمل والحياة.
اتَّسم بالتواضع
تجنب الترويج الذاتي واتَّسم بالتواضع، وشجّع أعضاء الفريق واحترم مهاراتهم ومساهماتهم الفريدة في تحقيق النجاح.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن تحسين الأداء في العمل؟
ينطوي تحسين أداء العمل على تنظيم الأولويات، والتركيز على مهمة واحدة في كل مرة، وضبط المشتِّتات، ومراجعة الأهداف بانتظام. كما أن بناء الوعي الذاتي والبحث عن الإرشاد والتوجيه وتبسيط العمليات يعزز أيضًا من الفعالية والنمو الشخصي.
ما أهمية التأمل الذاتي للنمو المهني؟
يساعدك التأمل الذاتي على تحديد النقاط العمياء، ومواءمة أفعالك مع الأهداف، والبقاء مسؤولاً، كما أنه يشجع على التطور الشخصي، ويعزز عملية اتخاذ القرارات، ويعزز التحسين المستمر، وهي سمات مهمة للنجاح المهني على المدى الطويل.
نصيحة من موقع صحتك
حتى تتمكن من تحسين الأداء في العمل تذكّر أن الشغف هو أحد أهم محركات النجاح، فإذا كنت لا تحبّ ما تفعله، فمن الصعب أن تقدّم أفضل ما لديك من مجهود أو أن تُبرز أفضل ما لديك من قدرات، تأكّد من انعكاس قيمك واحترامها في حياتك الشخصية والمهنية حتى ترى المعنى الحقيقي لكل ما تفعله.