الخوف من الطعام أو ما يُسمَّى أيضاً رُهاب السيبوفوبيا cibophobia، هو أحد أنواع الرُّهاب الذي يصنَّف على أنه نوع من اضطرابات القلق، ويعني أن يكون لديك خوفٌ عميقٌ وغيرُ منطقي من الطعام، وقد يقتصر هذا على أطعمة أو مشروبات معيَّنة، أو قد يشمل العديد من الأطعمة. إذا لم تحصل على العلاج المناسب، فإن الخوف من الطعام يمكن أن يؤثّر على نوعية حياتك، وكذلك على تغذيتك.
سنوضّح في هذه المقالة أعراضَ وأسبابَ رُهاب الطعام، ونناقش خيارات العلاج المختلفة المتاحة.
تعريف فوبيا الطعام
عندما يكون لدى الشخص خوف شديد من الطعام فإن هذا يسمى السيبوفوبيا، ويمكن أن يكون الخوف شديداً لدرجة أنه يعطِّل الأنشطة اليومية.
قد يخشى المصابُ برُهاب الطعام من الوجبات التي أعدّها شخص آخر، أو الأطعمة التي تحتوي على مكوّنات غير مألوفة، أو الأطعمة القابلة للتَّلَف. في الحالات الشديدة، قد يخشى الشخص جميعَ الأطعمة تقريباً، مما قد يؤدي إلى سوء التغذية.
على الرغم من معرفة أن الطعام لا يسبِّب أيّ ضرر فِعْليٍّ، فإنّ المصاب يصبح غير قادر على التغلّب على مخاوفه تلك.
ما هي أعراض فوبيا الطعام؟
تتشابه أعراض رُهاب الطعام إلى حد كبير مع أعراض أنواع الرُّهاب الأخرى، ويُعرَّف الرُّهاب على أنه خوف مستمر وغير عقلاني من شيء معيّن، سواء كان موقفًا أو كائنًا أو نشاطًا أو شخصًا، أو غير ذلك.
غالباً ما يعاني المصاب بالرُّهاب من قلق شديد، أو من نوبات هلع حول الأطعمة، وتشمل الأعراض ما يلي:
- ألم الصدر.
- خفقان القلب.
- ضيق في التنفس.
- التعرّق.
- الشعور بالإغماء أو الدوخة أو الدوار.
- عدم الارتياح في البطن.
- غثيان.
- الشعور بالحاجة للهروب.
- شعور بالخطر.
- قشعريرة.
- شعور بالموت.
عادة ما تزول الأعراض من تلقاء نفسها، ولكنّ شعور المريض بالخوف الشديد في ذلك الوقت يدفعه لتجنُّبِ المواقف الاجتماعية التي تتواجد فيها الأطعمة المحفِّزة لحالة الفوبيا لديه.
قد يتجنّب الشخص الذي لديه خوف شديد من الطعام الشراءَ من البقالة، أو تناولَ الطعام بالخارج، أو تناولَ الطعام أمام الآخرين.
كيف يتم تشخيص فوبيا الطعام؟
يتم تصنيف رُهاب السيبوفوبيا على أنه رُهاب محدَّد، ويلزم استشارة مقدّم رعاية صحية عقلية ونفسية مرخّص، بهدف الحصول على تشخيص لفوبيا معيَّنة.
سيُحلِّل مقدّم الرعاية الصحية الأعراضَ الخاصة بك، من خلال معايير التشخيص الموضّحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM-5). يستخدِم هذا الدليلُ معاييرَ التشخيص التالية لتشخيص أنواع معيَّنة من الرّهاب:
- الخوف المستمر، والذي يستمر لأكثر من ستة أشهر.
- الخوف الدائم الذي يسبِّب القلق.
- الخوف لا يتناسب مع الخطر الفعلي للشيء أو الموقف.
- يسبِّب الخوف ضائقة كبيرة، أو ضعفًا في مجالات مهمّة، أو في الأنشطة اليومية.
أسباب فوبيا الطعام
لا يزال السبب الدقيق للرّهاب المحدد، بما في ذلك رُهاب الطعام، غير معروف. مع ذلك يمكن أن يكون الرُّهاب المحدد بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك:
- خبرات التعلّم القائمة على الملاحظة: يمكنك أن تتعلّم الخوف من أشياء أو مواقف معيَّنة من خلال مشاهدة شخص آخر، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء، إذا كان يشعر بالخوف من نفس الموقف. على سبيل المثال، إذا كانت والدتك تخاف من الطعام، ولاحظْتَ ذلك خلال فترة نموّك فقد تواجه نفس الخوف لاحقاً في الحياة.
- التجارب المؤلمة الماضية: قد يربط الشخص الذي يخاف من الطعام بعضَ الأطعمة بذكريات سلبية أو صادمة لشيء اختبره في الماضي. على سبيل المثال، إذا أصابك طعام أو مكوِّن معيَّن بالمرض في الماضي، فقد تُصاب بالخوف من هذا الطعام.
- البحث والتعلّم: وذلك من خلال التعرّف على التأثيرات السلبية المتعلقة بأطعمة معينة من خلال الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الكتب، إذ يمكن أن تُصوَّر مكوّنات غذائية معيَّنة على أنها ضارة، مما يؤدي إلى شعورك بالخوف من هذه الأطعمة.
- العوامل البيولوجية: على الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن الدور الذي قد تلعبه العوامل الوراثية والبيولوجية في أنواع معينة من الرُّهاب، فإنه يُعتَقد أن التغيرات في كيمياء الدماغ قد تلعب أيضاً دوراً في تطوير أنواع معيَّنة من الرُّهاب.
كيف يتم علاج فوبيا الطعام؟
إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرتك مصاب برُهاب الطعام، فهناك العديد من خيارات العلاج الواعدة التي يمكن أن تقلل الأعراض، أو تعالجها تماماً، ومن هذه العلاجات:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): وهو نوع من العلاج بالكلام، يساعدك على التخلص من مشاعرك السلبية تجاه الطعام. سيطبِّق الاختصاصيّ معك طرقًا للتعامل مع أنماط التفكير المضطربة، وسيعمل على تغييرها.
- التعرّض للأطعمة المحفِّزة: يتضمن ذلك تعريضك تدريجياً للأطعمة التي تسبِّب لك القلق أو نوبات الهلع أثناء تواجدك في بيئة آمنة
- الأدوية: توصف أحياناً مضادات الاكتئاب وحاصرات بيتا والأدوية المضادة للقلق لتخفيف الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من رُهاب معيَّن.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي: تُظهِر الأبحاث أن العلاج بالتنويم المغناطيسي يمكن أن يكون خياراً فعّالاً لعلاج أنواع معيَّنة من الرُّهاب. يتضمن العلاج بالتنويم الإيحائي السماح لمهني مؤهّل بخلق حالة من التركيز الشديد، وإمكانية الإيحاء التي قد تساعد في علاج الارتباطات السلبية ببعض الأطعمة.
المصدر:
