صحــــتك

لا تدفن مشاعرك

افتح محبس المشاعر العمومي لتحيا
عندما كنا صغاراً.. حول سنّي المراهقة.. كانت مشاعرنا غضّة.. حية.. قوية، كنا نختبر عمق الحزن والغضب والألم.. كما نختبر الحب والفرح والبهجة والسعادة.. نبكي.. نضحك.. يعتصر الألم قلوبنا.. نحب بكل جارحة من جوارحنا.

ولكننا في وقت ما، ولأسباب مختلفة عند كل واحد منا، خلقنا لأنفسنا عادة غريبة؛ وهي عادة كتم مشاعرنا ومقاومتها ودفنها، على أمل أن نقوم بوأد المشاعر التي نعتبرها "سلبية"، ونستمتع فقط بالمشاعر التي نعتبرها "إيجابية".


ولكننا مع الوقت نصطدم بالحقيقة المرة.. وهي أننا أغلقنا محبس المشاعر العمومي.. وكما فقدنا أو حجمنا من مشاعر الألم والغضب والحزن؛ فإننا أيضاً كبتنا مشاعر الفرح والسعادة والحب والدهشة والبهجة، ودفنا مع مشاعرنا أجزاءً من روحنا.. فبتنا نتصور أننا أحياء.. وما تلك بحياة.

والأزمة الأكبر أن إنكارنا لمشاعرنا لا يلغيها، ولكنه يخلق اضطراباً داخلياً، ويديم هذه المشاعر ويقويها، ومن خلال مقاومتنا لها تصبح عالقة في الجسم.

وأياً كان نوع المشاعر - سواء كانت غضباً أو حزناً، أو شيئاً آخر - فإنها تكون مصحوبة بـ "قصة وحدوتة وأحداث متعلقة بأشخاص أو أحداث خارجية" تبرر لنا ردود أفعالنا، وتعمل على إبقاء مشاعرنا حية ومتأججة رغم كبتنا لها، وتصبح أشبه بالحمم البركانية التي تمور تحت السطح، وتنتشر وتتوغل بحثاً عن أضعف النقاط في حصوننا لتنفجر في وجوهنا أمراضاً جسدية ونفسية مختلفة.



عندما أدركت الآثار السلبية لكتم المشاعر، وكيف أنها تحرمني من الحياة، اتخذت قراري أن أكون أكثر وعياً وتلامساً مع مشاعري، مما فتح لي طريقة جديدة للحياة، أسمح فيها لنفسي بتجربة مشاعري دون الحكم عليها، فالمشاعر مشاعر.. لا يوجد فيها سلبي ولا إيجابي.. كل المشاعر هي مشاعري أنا.. جزءٌ غالٍ من روحي.. معايشتي لها تساعدني على إنشاء علاقة أكثر عمقاً مع نفسي، ومع الوقت وجدتني أسير في رحلة مستمرة، أُصبح فيها في كل يوم أكثر قبولاً لجميع أجزائي ولتجربتي شديدة الخصوصية، وهذه الاقتراحات الخمس ساعدتني، وأثق أنها ستساعدك على الشعور بمشاعرك؛ مما يمكنك من جني ثمار إتصال أكثر عمقاً مع نفسك:
1. كن متواجداً بالكلية مع مشاعرك، رحب بهم ليتواجدوا في جسمك، ولا تهرب منهم، تنفس وأنت تختبر مشاعرك، وكن مفتوح لأي تغييرات أو حركات نابعة من خلال جسمك.

2. عندما تصبح على وعي بشعور ما، لاحظ إذا كانت هناك أفكار سبقته وتسببت في وجوده، وتحقق أيضا من أي أحاسيس جسدية قد تكون موجودة مثل التوتر العضلي أو تسارع التنفس أو سرعة أو اضطراب نظم القلب.

3. حاول أن تفصل الشعور عن الدراما أو القصة الموجودة خلفه، أو أي تبرير للأحاسيس التي تنشأ في الجسم، فقط حاول تجربة الشعور.


4-عندما تنشأ المشاعر؛ أعطِ لنفسك الوقت لاختبارها من خلال التواجد في ركن هادئ مع نفسك، والسماح لنفسك أن تكون مع تجربتك، دون حكم أو تدخل، حتى تسمح لمشاعرك أن تنتقل تماماً من خلالك.

5. أدرك أن إحساس المشاعر هو الحياة، وأن فتح السبل لمشاعرك التي تنشأ داخلك يخلق لك فرصة للحياة في اتصال أعمق مع ذاتك، وأن انتهاج عادة الشعور بمشاعرك تماماً يساعد على تعزيز الإحساس بذاتك وإثراء تجربتك الحياتية.


آخر تعديل بتاريخ
01 يونيو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.