علاقة التقديس (Idealization) هي أحد أنواع العلاقات غير الصحية، التي يقوم بها شخص بتقديس الآخر، وإعطائه أكبر من حجم بكثير، ويتعامل معه على أنه شخص خارق، فظيع، لا مثيل له، يعلم كل شيء، يفهم في كل شيء، يقدر على كل شيء.
علاقة التقديس شائعة جدًا
يحدث هذا في كثير من علاقات الحب، خاصة في مراحلها الأولى، ويحدث في علاقات أخرى غيرها.
يمكنك أنت كذلك أن تقوم بتقديس أحد غيرك، فترى أحدهم أو إحداهن على أنها ملاك هبط من السماء، لا يوجد فيها (غلطة)، نور يمشي على الأرض، كل الجمال وكل المشاعر وكل المثالية، وباقي ما تعرفه من تشبيهات.
مشكلة هذه العلاقة أنها تعميك عن باقي جوانب الشخص الآخر، وتجعلك تعيش في خيال ووهم، لتفيق بعدها على المفاجآة الكبرى، أنه إنسان عادي جداً، وربما أقل من العادي، أو أنها إنسانة طبيعية للغاية، فيها عيوب ونواقص، تخطئ، وتضعف، وتفشل، وتقصر.
وهناك مشكلة أخرى في علاقة التقديس وهي أن من يقوم بتقديسك سيحاول أن يعتمد عليك، ويجعلك مصدراً دائماً للأمان والحنان والعطاء والمعرفة، سيكون مثل الطفل الصغير المتعلق دائماً بأمه، بغض النظر عن ظروفها وأحوالها واستعدادها وقدراتها.
أما المشكلة الأكبر فهي أن من يقدسك اليوم سيذهب غداً إلى الطرف الآخر من العلاقة، بمعنى أنك لو لم تُلبّ له كل طلباته، ولم تكن عند كل توقعاته، ولم تكن متاحاً له طوال الوقت، سيبدأ في رؤيتك بالشكل العكسي تماماً، فتصير في نظره أسوأ إنسان في الدنيا، لا تشعر ولا تتفهم ولا تقدر، وينعكس الوضع 180 درجة.
- هي لعبة حلوة الشكل على المدى القصير، لكنها مُرة النتائج على المدى الطويل.
- لا تفرح بتقديس أحد لك.
- ولا تقدس أحداً.
- من يستحق التقديس هو الله.
- والله فقط.
- ونحن بشر.
- ولسنا آلهة.
علاقة التقديس : هل من أسباب معينة؟
على الرغم من أننا في بعض الأحيان نستطيع أن نضفي على شخص ما طابعًا مثاليًا، إلا أن الواقع عندما نفعل ذلك قد يعني ما يلي:
1. انخفاض تقدير الذات
في بعض الحالات، قد يكون سبب المثالية هو انخفاض تقدير الذات. عندما نقلل من شأن أنفسنا، نميل إلى المبالغة في تقدير خصائص الآخرين، وخاصة تلك الصفات التي نعتقد أننا نفتقر إليها. نتيجة لذلك، قد نبدأ في رؤية هذا الشخص كشخص مميز للغاية أو حتى مثالي.
2. نحن نبدأ علاقة حب
عندما نبدأ علاقة، من الشائع جدًا أن نضفي على شريكنا طابعًا مثاليًا في المراحل المبكرة، وذلك لأن المناطق الأكثر عقلانية في دماغنا "تنطفئ" عندما نكون أمام شخص ننجذب إليه، مما يجعلنا نفقد قدرتنا الانتقادية ونرى فقط الجانب الإيجابي في العلاقة.
3. الحاجة إلى التوافق
في بعض الأحيان، يمكننا أن نضفي على شخص ما طابعًا مثاليًا حتى نتمكن من التحقق من صحة معتقداتنا أو قيمنا أو اختياراتنا، وبالتالي نشعر بمزيد من الارتباط أو الاندماج في مجموعة، أي أننا نرى فقط الجانب الإيجابي في الشخص لأنه يمنحنا شعورًا بالراحة والاستقرار.
4. الخيال
إضفاء المثالية على شخص ما يسمح لنا بالهروب من الجوانب الدنيوية في حياتنا اليومية والاستمتاع بنسخة أكثر إثارة ورومانسية من الواقع. من خلال تخيل شخص ما على أنه لا تشوبه شائبة أو أعظم، يمكننا الهروب لفترة وجيزة من انعدام الأمان والعيوب، والاستمتاع بنسخة أكثر "إثارة للاهتمام" من حياتنا.
5. الخوف من مواجهة الحقيقة
يمكننا أيضًا إضفاء المثالية على الآخرين لتجنب إظهار ضعفنا، أي أن إضفاء المثالية على شخص ما قد يكون آلية دفاع تسمح لنا بالحفاظ على مسافة عاطفية معينة وتجنب الانزعاج الناتج عن التواصل الحقيقي مع شخص آخر بطريقة أعمق وأكثر أصالة.
6. تأثير الشبكات الاجتماعية
في الوقت الحاضر، نتعرض باستمرار لقصف من الصور والقصص التي تقدم الأشخاص بأفضل طريقة ممكنة. لذلك، يمكن للشبكات الاجتماعية أيضًا أن تغذي المثالية، وقبل كل شيء تشجعنا على مقارنة أنفسنا بالآخرين.