فوائد التمر الهندي: المشروب الرمضاني الشهير

ما هو التمر الهندي؟ 

اسمه العلمي Tamarindus Indica، وهو شجرة ترجع أصولها إلى المناطق الحارة الاستوائية في القارة الأفريقية السوداء، خاصة في السودان، وانتشرت زراعتها في أغلب المناطق الاستوائية الحارة حول العالم لمذاقها الفريد والمحبب، وعِظَم منفعتها وقيمتها الغذائية.
زرعت شجرة التمر الهندي منذ مئات السنين، ووجدت طريقها إلى القارة الآسيوية بعد ذلك ، وحتى قبل نحو 500 عام لم تكن قد وجدت طريقها إلى القارة الأميركية، إلا أن المستكشفين الإسبان نقلوها إلى هناك في ذلك الحين، وتعد أميركا الجنوبية والمكسيك أكبر المستهلكين والمنتجين لهذه الفاكهة في العالم.

ما هو طعم التمر الهندي؟

يعد طعم فاكهة التمر الهندي من المذاقات المميزة، إذ يجمع بين الطعم الحلو واللاذع، ما يجعل البعض يحبون طعمها مباشرة، والبعض الآخر قد يرفضها. وتنمو هذه الفاكهة في شجيرات متوسطة الحجم في شكل متطاول بني الغلاف، ومن الداخل تكون الفاكهة لزجة لحمية واللب غض وأقرب للسيولة.

كيف يتم تناول التمر الهندي؟

تؤكل هذه الفاكهة بعدة طرق وعدة صور، فمن الممكن أن تؤكل نيئة، ويمكن استخدامها في صناعة الحلوى، وتجفيفها وطحنها لتصبح في صورة بودرة، أو استخدامها في صورة مربى أو صلصة حلوة (صوص)، أو تجفيفها وإضافة السكر إليها (مثل المشمشية أو التينية)، أو طهوها في صورة شوربة (في آسيا وأميركا الجنوبية).

حقائق غذائية حول التمر الهندي

طبقاً لوزارة الزراعة الأميركية USDA، فإن فائد التمر الهندي عديدة، وسببها كونه مصدراً جيداً للطاقة والسكريات، كما يحتوي على عناصر مثل البوتاسيوم، والفوسفور، والماغنيسيوم، والكالسيوم، والفيتامين ج (سي). كذلك يحتوي على الحديد، والصوديوم، والزنك، والنياسين (ب3)، والرايبوفلافين (ب2)، والثيامين (ب1)، وحمض الفوليك، والفيتامين أ، والفيتامين ك. هذه العناصر تجعل التمر الهندي مضاداً قوياً للأكسدة ومضاداً للالتهاب.

ما هي فوائد التمر الهندي الصحية؟ 

التمر الهندي هو أكثر من مجرد مشروب جرت العادة على تناوله في رمضان، بل هو أحد أكثر المشروبات غنى بالعناصر الغذائية والمركبات المفيدة لصحة الإنسان نظراً لما يحتويه من ألياف ومعادن، لذا سنوجز فيما يلي فوائد التمر الهندي لصحة الإنسان:

•  تحسين الهضم 

يعتبر هذا المشروب مليناً طبيعياً لأنه يحتوي على الألياف التي تستطيع تكبير حجم كتلة الطعام في الأمعاء، وبالتالي تنبيه جدار الأمعاء لتزيد من الحركة الدودية لها ليتحرك في طريقه إلى الخارج، ما يجعل عملية الإخراج أكثر يسراً. ويعتبر التمر الهندي أيضاً محفزاً جيداً لإفراز العصارة الصفراوية، وبالتالي هضم الطعام، وخاصة الدهون بصورة أفضل، وكذلك تنبه المعدة لإفراز العصارة المعدية والتي لها دور مهم في عملية هضم الطعام ككل، والبروتينات بشكل خاص.
وعلاوة على ما ذكرناه من أن تناول التمر الهندي سواء في صورته الكاملة أو البودرة يسهل إخراج البراز، ويقلل من حدوث الإمساك، فإنه أيضاً في حالات الإسهال المزمن يستطيع تقليله، لأن الألياف تساهم في ضبط حركة القولون، وأوضحت بعض الدراسات أن الألياف لها قدرة أيضاً على تقليل الإسهال. وأخيراً فإن معهد الهند التكنولوجي أوضح أن التمر الهندي يحتوي على كمية لا بأس بها من البروتينات والأحماض الأمينية الذائبة التي تجعل هضمها أسهل في جسم الإنسان.

• حماية القلب

أوضحت دراسة نُشرت في مجلة الطعام والسموم الكيميائية أن من فوائد التمر الهندي قدرته على التقليل من ضغط الدم والكوليسترول؛ فالألياف التي يحتويها تستطيع تقليل امتصاص الدهون الضارة وتمنع ترسب الدهون الزائدة في الأوعية الدموية، وكذلك؛ فالبوتاسيوم الموجود في التمر الهندي يعمل كموسع طبيعي للشرايين، وهو ما يساهم في تقليل ضغط الدم، فيقلل الضغط والحمل عن القلب.
أما بالنسبة لوجود الفيتامين ج في التمر الهندي، فإنه يعمل كمضاد للأكسدة، ما يقلل من تأثير الشوارد الحرة على الخلايا، ويمنع تدميرها، وبالتالي يحمي خلايا القلب وخلايا الأوعية الدموية.

• يحسّن الدورة الدموية

من أهم فوائد التمر الهندي أنه يساهم في تحسين الدورة الدموية بما يحتويه من الحديد، فالحديد يدخل في تكوين الهيموغلوبين داخل كريات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين بشكل كاف إلى كافة الأعضاء والعضلات لتستطيع العمل بشكل جيد، ولنا أن نعلم أن نقص الحديد قد يؤدي إلى فقر الدم وما يصاحبه من ضعف، وإجهاد، وصداع، وضعف في التركيز، ومشاكل في المعدة. فتناول التمر الهندي يُبقينا بعيدين عن هذه المشاكل.

• يحسّن وظائف الأعصاب

أحد أهم الفيتامينات في التمر الهندي هي عائلة الفيتامين ب، وعلى رأسها الثيامين (ب1) الذي يوجد بكميات كبيرة في هذه الفاكهة. والثيامين مسؤول بشكل أساسي عن صحة الأعصاب وتطور العضلات أيضاً، الأمر الذي يبقيكم في نشاط وقوة ويحسن رد الفعل العصبي.

• يساعد على فقد الوزن

من أهم المواد المستخلَصة من التمر الهندي هو حمض الهيدروكسي سيتريك (HCA)، وهذا الحمض له علاقة وثيقة بفقد الوزن بتثبيطه للإنزيمات التي تساعد على تخزين الدهون، كما أنه يقلل من الشهية عن طريق زيادة الناقلات العصبية السيروتنين، وما تزال الدراسات جارية حول هذا الأمر لما للتمر الهندي من تأثير على خفض الوزن.

• ​يساعد على ضبط السكر

مع قدرته على خفض الوزن، يساعد هذا التمر في ضبط السكر عن طريق تثبيط إنزيم ألفا أميليز (Alpha- Amylase)، وبالتالي تقليل امتصاص النشويات/ الكربوهيدرات من الأمعاء، والكربوهيدرات لها دور فعال في رفع مستوى السكر وصعوبة ضبط مستواه لدى مرضى السكر، فيساهم التمر الهندي في ضبط تقلبات وتذبذبات السكر بالدم.
كما أوضح مركز المغنيسيوم للدراسات والأبحاث، هاواوي، أن ما يقارب نصف (48%) الأميركيين يتعرضون لأمراض عديدة من ضمنها مرض السكري النوع الثاني بسبب نقص الماغنيسيوم، وغني عن الذكر أن فوائد التمر الهندي عظيمة في هذا المجال لأنه يحتوي على كمية كافية من المغنيسيوم، وبالتالي يساعد في حمايتك من هذه الأمراض.

•  مضاد للالتهابات

لدى مادة الليوبول Lupeol الموجودة في التمر الهندي خصائص مضادة للالتهابات وللسرطانات، وذلك طبقاً لدراسة أجريت في جامعة وينسكون، ماديسون. وتبين أن الزيت منه يحتوي على مواد لها خصائص مضادة للالتهابات، مثل التهاب المفاصل، والروماتيزم والنقرس، كما يقلل من حرقة والتهاب العينين الناتج عن التهاب ملتحمة العين، والمعروف اصطلاحاً بالعين الزهرية.

• دعم المناعة

في بحث في مجلة علم الطعام والتكنولوجيا (Food Science and Technology) أُلقي بعض الضوء على دور التمر الهندي كفاكهة لها خصائص مضادة للأكسدة، وبالتالي فإن احتواء التمر الهندي على مضادات للأكسدة وعلى الفيتامين ج يجعله داعماً جيداً لجهازنا المناعي، وبالتالي حمايتنا من البكتيريا والفطريات وكذلك الطفيليات أيضاً، فقد وجد أن له دوراً في تقليل الإصابة بديدان البطن لدى الأطفال في المناطق الاستوائية الحارة، حيث يزرع هناك.

هل هناك أي تأثيرات جانبية لتناول التمر الهندي؟ 

من المهم أن يعلم محبّو هذا المشروب أن دوره الرئيسي وتأثيره الفعلي هو تقليل ضغط الدم وزيادة سيولة الدم، فالذين يكثرون من تناوله قد يكون من الصعب لديهم تقليل النزيف في حالة حدوثه لأي سبب، ولذا فعلى المرضى الذين يتناولون الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين وغيره مراعاة هذه الملحوظة، واستشارة أطبائهم وعدم الإسراف في تناول كميات كبيرة من التمر الهندي.

الأسئلة الشائعة 

ما هي فوائد التمر الهندي الطبيعي؟

التمر الهندي ليس مجرد مشروب منعش، بل هو غني بالعناصر الغذائية والمركبات المفيدة للصحة. إليك أبرز فوائده المدعومة علميًا:

•  يعزز صحة الجهاز الهضمي.
• يساعد في خفض ضغط الدم.
• يحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
• ينظم مستويات السكر في الدم.

كيف تصنع التمر الهندي في المنزل؟

هناك بعض الخطوات البسيطة التي عليك القيام بها لتحضير مشروب التمر الهندي اللذيذ، وتشمل:

المكوَنات:

1. كوب تمر هندي مجفف (200 غ تقريباً).
2. 1 ليتر ماء ( حوالي 4 أكواب).
3. نصف كوب من السكر ( الزيادة حسب الرغبة).
4. 1 ملعقة صغيرة ماء زهر أو ماء ورد (اختياري).
5. مكعبات ثلج للتقديم.

طريقة التحضير:

1. نقع التمر الهندي بالماء الساخن (ليس المغلي) لمدة 4-6 ساعات أو طوال الليل.
2. استخدمي الملعقة أو يديك لهرسه واستخراج العصارة منه.
3. صفِّي المزيج جيداً باستخدام المصفاة واضغطي جيداً حتى لا تبقى العصارة.
4. أضيفي السكر تدريجياً، أو العسل.
5. ضعي الشراب في الثلاجة ساعتين على الأقل ليبرد.
6. عند التقديم أضيفي مكعبات الثلج.

هل يرفع التمر الهندي نسبة السكر في الدم؟

التمر الهندي له مؤشر جلايسيمي (GI) يتراوح بين 40-50، مما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا سريعًا في السكر مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع (مثل الخبز الأبيض أو المشروبات السكرية). ومع ذلك، قد يؤثر على مستويات السكر عند تناوله بكميات كبيرة، خاصة إذا كان محلى بالسكر المضاف.

هل التمر الهندي مناسب لمرضى السكري؟ 

يمكن لمرضى السكري الاستمتاع بالتمر الهندي بكميات معتدلة دون أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في السكر، كما يُفضل تناوله بدون سكر مضاف، مثل شربه كعصير محلى ببدائل طبيعية أو استخدامه في الطعام.

اقرأ أيضاً

ما هي أنواع الألياف الغذائية وما أهميتها؟

نصيحة من موقع صحتك 

التمر الهندي ليس فقط مكوَنًا لذيذًا في المطبخ، بل هو مصدر غني بالفوائد الصحية، مثل تحسين الهضم وصحة القلب ودعم المناعة وحماية الكبد. يمكن الاستفادة منه في المشروبات، والأطباق، أو حتى كعلاج طبيعي. لكن كما هو الحال مع أي مكون غذائي، ينبغي تناوله باعتدال لتجنب أي آثار جانبية.

اقرأ أيضاً

التمر الهندي في رمضان للتوازن الغذائي والطاقة خلال الصيام