هل هناك علاقة بين أمراض اللثة واضطراب نظم القلب؟

صحة اللثة مفيدة لصحة القلب

أظهرت دراسات عديدة في العقود الفائتة أن وجود التهابات مزمنة في اللثة وحول الأسنان يرتبط بزيادة احتمال حدوث بعض الأمراض العامة في الجسم، مثل السكري، وتصلب الشرايين، والسكتة الدماغية، والروماتيزم. وذلك ربما لما تسببه التهابات الفم المزمنة من حالة التهابية عامة، قد تؤدي لحدوث، أو لزيادة شدة بعض الأمراض العامة في الجسم. تكتسب أمراض اللثة أهمية خاصة بسبب انتشارها، وعدم علاجها بشكل جيد عند كثير من الناس. يقدر أن حوالي 50 بالمئة من الكبار لديهم درجات متفاوتة من التهابات اللثة المزمنة، والالتهابات حول الأسنان، وفي الفم.

دراسة جديدة تبين احتمال وجود علاقة بين التهابات اللثة والرجفان الأذيني في القلب

نشَرت مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب في 31 أكتوبر 2022، دراسة جيدة أجريت في مستشفى جامعة هيروشيما في اليابان لدى 76 مريضاً لديهم حالة الرجفان الأذيني التي تسبب اضطرابات في نظم دقات القلب. كان ضمن خطة علاج هؤلاء المرضى عملية استئصال جزء من الأذينة اليسرى من القلب (اللُّسَينة اليسرى) خلال عملية قلب مفتوح تم الترتيب لها مسبقاً. خضع جميع المرضى المشاركين في هذه الدراسة لفحص تفصيلي لصحة الفم واللثة والأسنان شمل: عدد الأسنان المتبقية، ووجود نزف من اللثة أثناء الفحص، وعمق الفجوات حول الأسنان، ومساحة الالتهاب في اللثة (PISA). كما تم قياس درجة التليف الموجود في لسينة الأذينة اليسرى بالفحص النسيجي تحت المجهر بعد استئصالها.

ما هي نتائج الدراسة؟

أظهرت الدراسة بوضوح أن وجود نزف من اللثة أثناء الفحص، وزيادة مساحة الالتهاب في اللثة يرتبطان بدرجة مهمة وقوية إحصائياً مع درجة التليف في بُنية الأذينة اليسرى. وحتى بعد ضبط النتائج وتعديلها حسب العمر، وفترة وجود الرجفان الأذيني، وزيادة الوزن، وقصور الصمام الميترالي، وأمراض القلب المزمنة (مثل قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتقدم في العمر، والسكري، والسكتة الدماغية السابقة)، ظلت العلاقة مهمة إحصائياً بين مساحة الالتهاب في اللثة (PISA) ودرجة التليف في الأذينة اليسرى.

ماذا تدل عليه نتائج هذه الدراسة؟

التهابات اللثة المزمنة والالتهابات حول الأسنان قد تكون عامل خطورة لحدوث الرجفان الأذيني واضطراب نظم القلب. أظهرت هذه الدراسة بقوة ووضوح وجود علاقة طردية بين التهابات اللثة المزمنة وزيادة التليف في الأذينة اليسرى للقلب، ومن المعلوم أن زيادة التليف في نسيج الأذينة يزيد احتمال حدوث الرجفان الأذيني واضطرابات نظم القلب. فهل يمكن أن يؤدي علاج هذه الالتهابات إلى تقليل حدوث الرجفان الأذيني؟  

يصعب تحديد سبب العلاقة بين التهابات اللثة المزمنة وزيادة التليف في بُنية الأذينة، فمثلاً، هل يتم إفراز مواد التهابية في الدم من اللثة المريضة تؤدي بشكل مباشر إلى التليف في الأذينة؟ أم أن التفاعل المناعي الذي تثيرة التهابات اللثة ينشط تفاعلات مناعية والتهابية في مناطق أخرى من الجسم عن طريق تنشيط الخلايا الليفية؟ أم بطريقة مختلفة يجب بحثها؟

لا تستطيع هذه الدراسة الإجابة على هذه الأسئلة لأنها دراسة تسجل ملاحظات وموجودات وعلاقات إحصائية، ولا يمكنها تحديد وجود علاقة سببية بين التهابات اللثة المزمنة وتليف الأذينة في القلب، إذ ربما يدل وجود الالتهابات المزمنة في اللثة على إهمال الحالة الصحية العامة لدى المريض، أي أن التهابات اللثة المزمنة، ربما تكون مؤشراً على مشكلة، وليست سبباً لها.

يجب القيام بمزيد من الدراسات، على أعداد أكبر، وبشكل مستقبلي، لمعرفة فيما إذا كان علاج التهابات اللثة المزمنة يمنع بالفعل حدوث الرجفان الأذيني في القلب أم لا

 

المصادر:

Relationship Between Periodontitis and Atrial Fibrosis in Atrial Fibrillation: Histological Evaluation of Left Atrial Appendages - ScienceDirect

Gum Disease-Afib Link Deepened by Histologic Findings | MedPage Today

آخر تعديل بتاريخ
12 نوفمبر 2022