هل تسبب العلاقة الجنسية أزمات قلبية؟

قد تحدث الوفاة القلبية المفاجئة في ظروف عديدة مختلفة، مثل الرياضة الشديدة كما سمعنا مؤخرا عن وفاة عدد من الرياضيين المحترفين، وترتبط العلاقة الجنسية في أذهان كثير من الناس بمخاوف من حدوث أزمات قلبية ووفيات مفاجئة، ربما بسبب تكرر هذه المشاهد في الأفلام والدراما التلفزيونية.
ولكن دراسة علمية جادة، نشرت نتائجها في 12 يناير/كانون الثاني 2022 في موقع مجلة الجمعية الطبية الأميركية JAMA، أظهرت نتائج مختلفة.

كيف أجريت الدراسة؟

درست 6847 حالة وفاة قلبية مفاجئة أحيلت إلى مكتب الطب الشرعي في لندن في الفترة 1994-2020. درست السجلات الطبية الموثقة لهؤلاء المتوفين، وأجري تشريح طبي لجميع الحالات، وتم فحص 10 عينات من القلب على الأقل في كل حالة من قبل مختصين بالفحوص النسيجية.

ما هي نتائج الدراسة؟

  • ورد في السجلات الطبية حدوث علاقة جنسية قبل الوفاة بساعة أو أقل عند 17 حالة منهم فقط، أي بنسبة 0.2%.
  • كان متوسط عمر المتوفين في هذه الفئة 38 سنة، معظمهم من الرجال (65%)، لم يلاحظ وجود أي مرض قلبي محدد لدى 9 منهم (53%)، ويعتقد بأن وفاة هؤلاء كانت بسبب حدوث اضطراب مفاجئ في انتظام نبض القلب.
  • لوحظ وجود تسلخ في الشريان الأبهر في حالتين (12%)، كما سجل وجود انسدال في الصمام الميترالي قبل الوفاة في حالة واحدة، ووجود ارتفاع معروف سابقاً في الضغط الشرياني في حالة واحدة.
  • لوحظ وجود حالة واحدة من الأمراض التالية بين المتوفين بعد ممارسة علاقة جنسية: اعتلال العضلة القلبية، تضخم العضلة القلبية، نقص تروية القلب، تليف في القلب مجهول السبب، تضخم البطين الأيسر.

ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الدراسة؟

  1.  احتمال حدوث الوفاة القلبية المفاجئة بعد ممارسة العلاقة الجنسية هو احتمال نادر جداً (0.2%).
  2. معظم حالات الوفاة القلبية المفاجئة بعد ممارسة الجنس ارتبطت بحدوث اضطرابات في نظم القلب (53%).
  3. على الرغم من أن الوفاة القلبية المفاجئة نادرة جداً، إلا أنها قد تحدث عند الشباب، لأن متوسط عمر هذه الحالات في هذه الدراسة كان 38 سنة.
  4. شملت هذه الدراسة حالات الوفاة فقط، ولم تشمل الحالات التي أصيبت بأزمة قلبية بعد علاقة جنسية لم تؤد إلى الوفاة. كما شملت حالات الوفاة المفاجئة، ولم تشمل حالات أزمات قلبية متأخرة، ولذلك ينصح الأطباء عادة المرضى المصابين بحالات قلبية متقدمة بالحذر من الإفراط في العلاقات الجنسية، خاصة عند مرضى نقص تروية القلب الذين أعمارهم أكثر من ستين سنة، وتجنب العلاقات الجنسية خارج رابطة الزواج، لأن دراسات سابقة أظهرت زيادة احتمال حدوث أزمات قلبية في مثل تلك الحالات.
  5. ومع ذلك، تبعث هذه الدراسة بعض الاطمئنان لممارسة العلاقة الجنسية، حتى عند المرضى المصابين بحالات قلبية، لأن ممارسة هذه العلاقة لا تؤدي إلى الوفاة المفاجئة إلا في حالات نادرة، خاصة عند الذين أعمارهم أقل من 50 سنة.
آخر تعديل بتاريخ
19 يناير 2022