المياه القلوية هي نوع من أنواع المياه، تحتوي على معادن قلوية، كما تحتوي على درجة حموضة أعلى من 7، مما يعني أنها أقل حمضية من الماء العادي.
يدّعي عديدٌ من مؤيّدي المياه القلوية أنها يمكن أن تساعد في كل شيء، من تحسين الهضم إلى الوقاية من الأمراض، ومع ذلك فإن الأبحاث التي تدعم هذه الادّعاءات محدودة.
كيف تختلف المياه القلوية عن المياه العادية؟
الفرق الأساسي بين الماء القلوي والماء العادي هو درجة الحموضة أو مستوى الأس الهيدروجيني PH، تحتوي المياه العادية على قيمة PH متعادلة تبلغ 7، بينما تحتوي معظم المياه القلوية على درجة حموضة 8 أو 9.1.
تحتوي المياه القلوية على المزيد من المعادن القلوية، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، وقدرتها على تقليل الأكسدة السلبية (ORP) أعلى من الماء العادي، ترتبط قيم ORP المنخفضة بتأثيرات أعلى مضادة للأكسدة.
مع ذلك، من الضروري أن نتذكر أنه على الرغم من أن قيم ORP السلبية مرتبطة بالعديد من الفوائد الصحية، فإنّها قد لا تتعلق بتركيزات الهيدروجين التي يُعتَقد أنها مسؤولة عن العديد من المزايا المحتملة للمياه القلوية.
ما فوائد شرب المياه القلوية؟
في حين أن هناك العديد من الادّعاءات حول الفوائد الصحية المحتملة للمياه القلوية، فإن الأبحاث التي تدعم هذه الادعاءات محدودة ومثيرة للجدل في كثير من الأحيان.
فيما يلي نظرة على الفوائد المحتملة للمياه القلوية التي اقترحتها بعض الدراسات.
-
صحة الجهاز الهضمي
هناك بعض الأدلة على أن أنواعًا معيَّنة من المياه القلوية قد تدعم صحة الجهاز الهضمي لدى بعض الأفراد. وجَدت دراسة أُجرِيت عام 2018 على المشاركين المصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS) والمصابين بالإسهال المزمن أن أولئك الذين استَهلَكوا ما لا يقل عن لترين من الماء القلوي يوميًا لمدة ثمانية أسابيع قد شعروا بتحسّن في الأعراض ونوعية الحياة.
وفقًا لمراجعة الدراسات لعام 2021، تشير الأدلة الناشئة إلى أن المياه القلوية من نوع ARW تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات قد تساعد في علاج أمراض الجهاز الهضمي. مع ذلك، هناك حاجة لدراسات إضافية جيدة التصميم لتأكيد هذه النتائج.
ملاحظة:
(ARW) هو نوع من المياه القلوية التي يتم إنتاجها بشكل عام عن طريق التحليل الكهربائي، والذي يتضمّن تمرير تيار كهربائي عبر الماء. تحتوي مياه ARW على درجة حموضة قلوية، وORP سلبي للغاية.
-
صحة العظام بعد سنّ اليأس
قد تدعم المياه القلوية صحة العظام لدى النساء بعد سن اليأس، عن طريق زيادة كثافة المعادن في العظام. على سبيل المثال، وجَدت دراسة أُجريت عام 2021 أن المياه القلوية يمكن أن تساعد في الحفاظ على كثافة العظام، وخاصة في العمود الفقري، عند النساء المصابات بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث.
وضَّح مؤلفو الدراسة أن المياه القلوية يمكن أن تزيد من كثافة العظام، وتقلل الآثار الضارة للأنظمة الغذائية الحمضية، وبالتالي تمنع هشاشة العظام لدى النساء بعد سن انقطاع الطمث.
في دراسة أخرى أُجرِيت عام 2022 على 304 نساء بعد سن انقطاع الطمث، وجِد أن الذين يستهلكون المياه القلوية بانتظام، لديهم عوامل خطر أقل بكثير للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
علاوة على ذلك، وُجِد أيضًا أنّ شاربي المياه القلوية يتمتّعون بقوة قبضة يد أقوى، ومدة نوم أطول من شاربي المياه غير القلوية.
-
الترطيب
وفقًا لدراسة أُجريت عام 2017 على 36 لاعبَ كرةِ قدمٍ، مُدَرَّبين تدريباً جيداً، فإن استهلاك 4 لترات من الماء القلوي بعد التمرين أدى إلى تحسينات في التوازن الحمضي القاعدي، وترطيب الجسم الإجمالي، مقارنة باستهلاك نفس الكمية من الماء العادي.
في دراسة أخرى أُجرِيت عام 2016 على 100 بالغ في منتصف العمر، قلَّلت المياه القلوية من لزوجة الدم بنسبة 6.3٪ بعد الجفاف الناجم عن ممارسة الرياضة، في حين قللت المياه العادية من لزوجة الدم بنسبة 3.36٪.
يشير هذا إلى أن الماء القلوي قد يحسِّن تدفّق الدم وتوصيل الأكسجين بعد التمرين، لدرجة أكثر من الماء العادي. مع ذلك، لم تجد الدراسة فرقاً معنوياً في معالجة الجفاف بين نوعَي الماء.
عيوب شرب المياه القلوية
يُعتَقد أن المياه القلوية آمنة بشكل عام، ومن غير المحتمل أن يُسبِّب شرب الماء القلوي كلَّ يوم أيَّ آثار جانبية مهمة. مع ذلك، فإن استهلاك المياه القلوية بانتظام مع مستويات عالية جدًا من الأس الهيدروجيني (PH) يمكن أن يسبّب مشكلة صحيّة.
فرط بوتاسيوم الدم
فرط بوتاسيوم الدم، أو ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم، هو التأثير الجانبي الأكثر إثارة للقلق الذي لوحظ في الدراسات البشرية المتعلقة بالمياه القلوية. على وجه الخصوص، يكون الأشخاص الذين يعانون من ضَعْفِ وظائف الكلى والذين يستهلكون المياه القلوية مع درجة حموضة أكبر من 10، أكثر عُرْضة للإصابة بهذه الحالة.
لا يزال الباحثون يحاولون فهم الآلية الدقيقة وراء هذه التأثيرات، ومع ذلك يُعتَقد أن الحالة قد تُعزَى إلى تلف الأنسجة الذي قد يحدث بسبب المعادن المتسرّبة إلى الماء أثناء التحليل الكهربائي، وهي الطريقة التي يتم بها صنع المياه القلوية.
كما يتطلّب فرط بوتاسيوم الدم الشديد عناية طبية فورية، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة. يجب على الأفراد الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى تجنّب المياه القلوية، إلّا تحت إشراف طبي دقيق.
الخلاصة
غالبًا ما يتم وصف المياه القلوية كبديل صحي للمياه العادية، ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية التي تدعم الفوائد المحتملة لا تزال محدودة. في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، فإنّ هناك بعض الأدلة على أن المياه القلوية قد تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي، ودعم الصحة بعد انقطاع الطمث، وتحسين الترطيب أثناء التمرين.
على الرغم من أن درجة الحموضة في معظم المياه القلوية 8 أو 9، فإن الماء الذي يحتوي على درجة حموضة أعلى من 9.8 قد يسبب آثارًا جانبية، خاصةً عند الأفراد المصابين بأمراض الكلى.
كما هو الحال مع جميع التغييرات الغذائية، من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل استهلاك المياه القلوية بشكل منتظم.
المصدر:
