صحــــتك

حقائق عن صحة الأوعية الدموية

خرافات وحقائق عن عن صحة الأوعية الدموية
في العصر الحديث زادت الأمراض التي تخص الأوعية الدموية مثل أمراض القلب والخرف، وحتى بعض أنواع السرطان، وعندما تدخل على المحرك البحثي وتكتب كلمة صحة الأوعية الدموية ستجد ملايين النتائج البحثية التي تتحدث عن هذا الأمر، وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض الأسئلة الشائعة حول صحة الأوعية، وما يدور حولها من خرافات ومعلومات مغلوطة.

* ما هو الجهاز الدوري والأوعية الدموية؟
إن جهاز الأوعية الدموية قد يتقاطع في الغالب مع الجهاز القلبي الوعائي أو ما نسميه الجهاز الدوري، والذي يشمل القلب والأوعية الدموية، ويحتوي هذا الجهاز على العديد من الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية التي تُكون شبكة توصيلية مترابطة في دائرة مغلقة مع القلب؛ وقد يصل طول هذه الشبكة إلى مائة ألف ميل، وهي تساعد مضخة القلب على توصيل الدم إلى أطراف الجسم عن طريق الشرايين، ومن ثم يعود مرة أخرى إلى القلب عن طريق أوعية أخرى تسمى الأوردة.

يشمل هذا الجهاز أيضًا الأوعية الدموية التي بين القلب والرئة حيث يأتي الدم من الأجهزة المختلفة بالجسم حاملًا ثاني أكسيد الكربون إلى النصف الأيمن من القلب، ثم يقوم القلب بضخه إلى الرئتين ليتم التبادل بين ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين في أنسجة الرئة ثم يعود الدم إلى النصف الأيسر من القلب مرة أخرى محملًا بالأوكسجين ليضخه القلب مرة أخرى إلى الجسم حتى يتمكن الجسم من القيام بوظائفه الحيوية، وكذلك فإن هذه الدورة لها ارتباط بالجهاز الهضمي عن طريق الأوعية البابية حيث تنقل الأوعية الدموية الغذاء والعناصر الغذائية المستخلصة بعد هضم الطعام من الجهاز الهضمي إلى الكبد ليقوم بتخزينها، ومد الجسم بما يكفيه منها.



* لماذا علينا أن نعتني بصحة الأوعية الدموية؟
لقد أصبحت أمراض القلب والأوعية الدموية من المسببات الرئيسية للوفاة في كل أنحاء العالم (ونقصد بشكل أساسي قصور الشرايين التاجية، وما يصاحبها من أزمات قلبية والسكتات الدماغية)، ففي البلاد المتقدمة نجد أن أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن ثلث الوفيات هناك.

وتؤدي الأزمات القلبية إلى فشل وظائف عضلة القلب، وهو مرض ينتج منه ضعف المريض وعدم استطاعته القيام بالمجهود الاعتيادي اليومي، كما أن السكتة الدماغية قد تؤدي إلى نوع من أنواع الإعاقة بحسب مكان الإصابة في المخ، وهناك أمراض أخرى تصيب الأوعية ينتج منها التأثير على الأطراف سواء السفلية أو العلوية، وهو ما قد يؤدي إلى بتر أحد الأطراف إذا ما تفاقمت الحالة، ولذا فإنه من الضروري الاهتمام بصحة الأوعية الدموية، ومعرفة كيفية تحسينها والحفاظ عليها.

* طرق حماية الأوعية الدموية
هناك مخاطر يمكن تلافيها، وأخرى لا يمكننا تجنبها في ما يخص حماية الأوعية الدموية، فنحن لا يمكننا السيطرة على عوامل مثل أعمارنا، ولا الجينات الوراثية الخاصة بنا؛ فهي عوامل مسببة للأمراض ولا يمكننا تعديلها، أما الأسباب والمخاطر التي يمكن تجنبها فهي مناط حديثنا في هذا المقال.

هناك نصيحتان هامتان يمكننا قولهما في هذا الصدد، وهما ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، وعدم التدخين، ولا تبدو هاتان النصيحتان بالأمر الجديد، ولكنهما من النصائح التي لا نمل من ترديدها.



ممارسة الرياضة بانتظام لا تعني أنك في حاجة إلى أن تجري سباقًا ماراثونينا طويلًا، ولكن جل ما نعنيه هو التمرن لمدة ١٥٠ دقيقة أسبوعيًا على الأقل، (أو ٣٠ دقيقة يوميًا لمدة ٥ أيام في الأسبوع)، ومراد القول هنا أن الحركة بانتظام أيًا كان شكلها تحسن من صحة الأوعية الدموية، فمثًلا يمكنك النزول من الحافلة، والترجل لمسافة محطتين قبل الوصول إلى وجهتك، أو يمكنك تلافي استخدام المصعد أثناء صعودك إلى المنزل أو العمل، ومن ثم يتحول يومك إلى يومٍ مفعم بالحركة والنشاط.

أما بالنسبة للامتناع عن التدخين، فإنه يعد من أسوأ العادات التي تضر بالصحة، إلا أن هناك أمرًا جيدًا، وهو أنه حين تقلع عن تدخين السجائر سوف تتحسن حالتك الصحية، وتنخفض لديك مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية بشكل يومي، خاصة إذا ما صاحب ذلك تغير في نمط الحياة، وقد يصل هذا التحسن إلى مستوى الشخص غير المدخن تمامًا إذا ما استمررت في هذا التغيير.

لا يمكننا أن نغفل عن دور التوتر العصبي كعامل رئيسي لأمراض الأوعية، فقد ثبت تأثير ذلك العامل بشكل كبير عما كنا نتوقعه في السابق، وهناك أيضًا أسباب أخرى يمكننا تلافيها مثل مشاكل النوم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والكوليسترول، وزيادة الوزن، ويمكن لطبيبك الشخصي مساعدتك في تلافي هذه المخاطر قدر المستطاع.

* وهل يمنع تغيير عاداتك الغذائية من إصابتك بأمراض الأوعية؟
بالطبع، فما تستهلكه في طعامك ينعكس على صحتك، ورسالتنا لك هنا واضحة وبسيطة - تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، وتفادَ النشويات (الكاربوهيدرات) خاصة البسيطة منها مثل السكر، وتحاشَ الملح الزائد في الطعام، وكذلك الأطعمة المصنعة (مثل اللحوم المصنعة كاللانشون.. إلخ).

ويوصي كل من الجمعية الأميركية للقلب والمؤسسة البريطانية للقلب بألا تزيد النسبة اليومية لاستهلاكنا من الدهون المشبعة التي نتناولها لإنتاج الطاقة في أجسامنا عن 5% (الدهون المشبعة مثل اللحوم والزبدة)، ولا يجب أن يختلط الأمر لدينا بين الدهون النافعة والتي توجد في المكسرات، زيوت الأسماك (مثل السالمون)، زيت الزيتون البكر، أو نبات الأفوكادو، حيث لا يوجد قيود بشكل صارم كما هو الحال في الدهون المشبعة.


* هل أمراض الأوعية وراثية؟
مع الأسف، فإن أمراض الأوعية يتم توارثها من العائلة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه لا يمكننا تفاديها، فبعض الأشخاص قد يقلق إذا كان يتحدر من عائلة ذات تاريخ مرضي للإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية في سن صغيرة، ونقول له إنه يمكنه تفادي هذا الأمر بتغيير بعض العوامل، وبالتالي التقليل من احتمالات الإصابة بهذه الأمراض في سن صغير، ويمكنه الاستمتاع بحياته دون مشاكل من هذا القبيل، ومثلًا هناك بعض العائلات التي لديها تاريخ متوارث من ارتفاع الكوليستيرول، والذي يؤدي إلى انسداد الأوعية، فإذا قمنا بعلاج ارتفاع الكوليستيرول بضبط الطعام، وإعطاء العلاجات المناسبة فإن هذا سيقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية.

* ما هو الفحص العام لأمراض الأوعية، وهل تحتاج إلى إجرائه؟
يمكنك فحص بعض الأشياء الروتينية والبسيطة عدة مرات سنويًا مثل ضغط الدم والوزن، خاصة مع تقدم السن، ومعظم الأشخاص لا يحتاجون لفحص دقيق ومعقد إلا إذا كانوا يعانون من أعراض تخص أمراض الأوعية، وتتمثل هذه الأعراض في ألم الصدر مع المجهود، وضيق النفس، أو اضطراب ضربات القلب، وهي أعراض تدل على مشكلة بالقلب، أما بالنسبة لأعراض أمراض أوعية المخ فقد تظهر في صورة مرض "قصور في الدورة الدموية المخية المؤقت" المعروف بالسكتة الدماغية الصغرى، حيث يعاني المريض من ضعف في أحد جانبيه، واضطراب بالنطق لساعات، ومن ثم يعود طبيعيًا، وقد يشعر مريض آخر بصعوبة المشي لمسافات طويلة كما كان يفعل في السابق، وقد يوقفه ألم بقدميه ويعيقه عن مواصلة المشي، وهذا كله يعتبر ناقوس خطر بالنسبة للمريض، ويتطلب منه القيام بزيارة الطبيب، وعمل فحوصات الأوعية بصورة مفصلة للوقوف على سبب هذا، وهناك دول مثل المملكة المتحدة تقدم عرضًا مجانيًا بفحصٍ شاملٍ، وذلك كل 5 سنوات لمن تجاوزت أعمارهم سن الـ 40، ونوجز القول بأنه إذا كان الشخص يعاني من أعراض تخص أمراض الأوعية الدموية، ولديه تاريخ مرضي قوي في العائلة لمثل هذه الأمراض، وإذا كان مدخنًا، أو يعاني من أحد الأمراض المزمنة كالضغط أو السكر فإن الفحص يكون ضروريًا بالنسبة له، وخاصة مع تقدم السن.


آخر تعديل بتاريخ
25 مايو 2019
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.