صحــــتك

جذر الراسن ما هو وما فوائده ومضار تناوله؟

الصورة
avatar
جذر الراسن

جذر الراسن عشبة معمرة اشتهرت بخصائصها العلاجية، استُخدمت قديمًا لعلاج العديد من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات المعدة، وتُستخدم الآن لإضافة نكهة للطعام والمشروبات أيضًا.

ما هو جذر الراسن؟

الراسن شجرة معمرة، تنتمي للفصيلة النجمية، يضم هذا الجنس نحو 90 نوعًا من النباتات التي منها البابونج وعباد الشمس، الاسم النباتي لجنس هذا النبات (Inula)، ويُعتقد أنه مشتق من الكلمة اليونانية (Helenion)، والكلمة ذاتها متطورة إلى الكلمة اللاتينية (Helenium)، وهو الاسم العلمي للنوع. نبات الراسن كثير الأوبار عطري الرائحة، تصل ساقه لارتفاع يتراوح بين 1.5-2م أحياناً، أوراقه كبيرة بيضاوية مستديرة القمة، ويحمل النبات في أشهر الصيف أزهاراً صفراء كزهرة عباد الشمس، والجذور سميكة ذات رائحة قوية، تُستخرَج منها صبغة صفراء اللون، تدخل تلك الجذور أيضاً في تصنيع الأدوية، لقدرتها الهائلة على علاج الأمراض التي تصيب جسم الإنسان.

تنمو عشبة الراسن في المناطق الرطبة وكذلك المشمسة، ولكن المناخ الأنسب لها هو المناخ المعتدل، موطنها الأصلي في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وأوروبا، ثم انتشرت في كافة أنحاء العالم.

الأجزاء المستعملة من عشبة الراسن

الجزء المستعمل من نبات الراسن هي الجذور والريزومات (Rhizome) التي يبدأ تجمعها في الخريف للعام الثاني من الزراعة، ثم تُنظف وتقطع وتجفف تحت أشعة الشمس، أو تدخل في أفران لا تزيد حرارتها على 35 درجة مئوية حتى تجف.

المكونات الكيميائية لعشبة الراسن

تحتوي الراسن على مواد كيميائية كثيرة جدًا، لكن يمكن حصر أهمها في:

  • تحتوي الريزومات والجذور على مادة الإينولين بنسبة تصل إلى 44%.
  • مادة البوليساكاريدات.
  • زيت تصل نسبته إلى 4,5%.
  • الصابونين (Saponin). 
  • حمض الأنيوليك.
  • أملاح معدنية كالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم وزيوت طيارة.
  • كمية صغيرة من القلويدات (Alkaloid).

الفوائد الصحية لـ جذر الراسن

في حين أن الناس استخدموا جذر الراسن لعدد من الأمور المتعلقة بالصحة عبر التاريخ، فإنه لا تتوفر الكثير من الأدلة العلمية على استخداماته، حيث يوجد أكثر من 90 نوعًا من جنسه، لكن العلماء لم يدرسوا سوى عدد قليل منها، ومع ذلك، يبدو أن مستخلصاته لديها إمكانات علاجية يمكن أن يكون لها العديد من الفوائد الصحية.

  • لها تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة

يحتوي جذر الراسن على مركّبات نشطة ذات خصائص مضادة للالتهابات، والتي قد تساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالالتهاب. أشارت إحدى المراجعات لأكثر من 120 دراسة إلى أن الراسن له نشاط مضاد للأكسدة قد يساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي والأمراض الالتهابية، بما في ذلك السرطان وضعف وظائف المخ والسكري.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، فإن الكثير من هذا النشاط المضاد للأكسدة يُعزى إلى مركب الأنتولاكتون الموجود في جنس أعشاب الإينولا، بما في ذلك جذر الراسن.

  • قد يكون لها خصائص مضادة للسرطان

تناولت إحدى الدراسات الأبحاث المتاحة حول الاستخدامات التقليدية لـ 16 نوعًا من أنواع الإينولا، بما في ذلك الراسن، وكان السرطان أحد مجالات التركيز. يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الدراسات على البشر. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن الدراسات الأولية تشير إلى أن المركّبات من أنواع الإينولا قد تُظهِر نشاطًا مضادًا للسرطان.

علاوة على ذلك، وجدت دراسات أنبوبة الاختبار أن مستخلص الراسن قد يكون سامًا لبعض الخلايا السرطانية، وله تأثيرات كبيرة مضادة للأورام. على سبيل المثال، لاحظ الباحثون تأثيرات مضادة للأورام في الدراسات التي أُجريت على سرطان الدماغ، بالإضافة إلى ذلك، وجدت إحدى الدراسات المعملية أن مركّب أيزوالانتولاكتون، المعزول من الراسن، أظهر تأثيرات محتملة مضادة للأورام في حالة سرطان البنكرياس.

يبدو أيضًا أن مستخلصات الراسن تؤثر على خلايا سرطان الثدي. وجدت إحدى الدراسات المعملية أن لاكتونات السيسكويتيربين لها نشاط واعد مضاد للسرطان في أورام الثدي.

  • قد تساعد في تحسين صحة الجهاز التنفسي

يتمتع جذر الراسن بتاريخ طويل من الاستخدام في الحد من السعال والحالات المرتبطة بالجهاز التنفسي، مثل التهاب الأنف والتهاب الشُّعب الهوائية والتهابات الحلق، وخاصة في الطب الشعبي.

وجدت إحدى الدراسات المعملية أن الألنتولاكتون المعزول من الراسن يثبط التهاب مجرى الهواء الناتج عن التعرض لدخان السجائر، كما يساعد في فتح المسالك الهوائية.

حتى أن الباحثين اقترحوا استخدام آلانتولاكتون كعلاج محتمل لمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وهو مرض التهابي مزمن في الرئة ينتج غالبًا عن التدخين ويجعل التنفس صعبًا. وأعطت إحدى الدراسات الأطفال الذين يعانون من السعال الحاد دواءً مثبطًا للسعال يحتوي على مستخلص جذر الراسن لمدة 8 أيام، وجد الباحثون أنه آمن ويقلل من شدة السعال ومدته مقارنة بالعلاج الوهمي.

ومع ذلك، فإن مثبط السعال يحتوي على العديد من المكونات، وليس فقط جذر الراسن، لذلك من المستحيل معرفة كيف أثر جذر الراسن وحده على نتائج الدراسة، ولهذا يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث العالية الجودة حول تأثيرات جذر الراسن على صحة الجهاز التنفسي لدى البشر.

  • قد تكون لها خصائص مضادة للميكروبات

وجدت إحدى الدراسات المعملية أن المركبات الموجودة في مستخلص الراسن كانت نشطة ضد بكتيريا المكورات العنقودية، كما لاحظت دراسات أخرى أجريت على أنابيب الاختبار أن جذر الراسن فعال ضد المكورات العنقودية، وذلك على الأرجح عن طريق إتلاف غشاء الخلايا البكتيرية والتسبب في موتها.

وقد وجدت أبحاث مختبرية أخرى أن مستخلصات الراسن قد تحارب المتفطرة السلية، وهي البكتيريا التي تسبب مرض السل التنفسي. كما أنها قد تمنع المبيضات، وهي نوع من الخميرة التي يمكن أن تسبب التهابات فطرية.

  • تخفيف مشكلات الجهاز الهضمي

تحتوي عشبة الراسن على كمية كبيرة من ألياف الإينولين القابلة للذوبان، والتي تدعم صحة الجهاز المعوي من خلال إبطاء عملية التمثيل الغذائي، وطرد الغازات ومكافحة التشنج والتقلصات في الجهاز الهضمي. كذلك تحتوي على مواد كيميائية نباتية، وهي الأنتولاكتون (Antolactone) وإيزوالانتولاكتون (Isolactone)، إذ تساعد هذه المركّبات في علاج الديدان المعوية، والتي يمكن أن تسبب أيضًا مشكلات في الجهاز الهضمي.

الأشكال والجرعات الخاصة بـ جذر الراسن

يتم تداول جذر الراسن عادة على شكل مسحوق مجفف أو مستخلص سائل أو شاي سائب، يمكنك أيضًا شراء قطع مجففة ومقطعة من الجذور لطحنها بنفسك إلى مسحوق، أو غليها وتحويلها إلى شاي ساخن.

تعتمد الجرعات المناسبة من جذر الراسن على عدة عوامل، مثل عمر المستخدم وصحته، والعديد من الحالات الأخرى، لكن الجرعات المقترحة في الوقت الحالي تتراوح ما بين ربع إلى نصف معلقة صغيرة (0.5-1 غرام) من الراسن يوميًا. ومع ذلك، هناك نقص في الأدلة العلمية حول الجرعات.

وصفة

تُملَأ ملعقة صغيرة من مسحوق جذر النبات، وتوضع في كوب مع ماء مغلي، ثم يغطى ويترك لمدة ما بين 5- 10 دقائق، ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب واحد بعد كل وجبه غذائية. ويجب على النساء الحوامل عدم استخدام أي مستحضر من مستحضرات الراسن، كما يجب حفظ العقار بعيدًا عن الضوء وفي درجة حرارة لا تزيد على 20 درجة مئوية، وعدم حفظه في أوعية من البلاستيك.

السلبيات والآثار الجانبية المحتملة

يُعتبر جذر الراسن آمنًا بشكل عام لمعظم الناس. ومع ذلك، هناك بعض القلق من أن الأعشاب من جنس إينولا يمكن أن تتداخل مع ضغط الدم وإدارة السكر في الدم. قد يكون هذا مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، أو أولئك الذين يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم.

أشارت إحدى المراجعات إلى أن مركّبات لاكتون سيسكويتيربين الموجودة في جذر الراسن يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسسي لبعض الأشخاص، علاوة على ذلك، يجب على الحوامل أو المرضعات تجنب جذر الراسن بسبب عدم وجود أبحاث حول سلامته.

الخلاصة

جذر الراسن هو مكمل عشبي موطنه أوروبا، وله تاريخ طويل من الاستخدام في الطب الصيني التقليدي. تشير الأبحاث المتاحة إلى أن مستخلصات جذر الراسن وأنواع الإينولا الأخرى لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وحتى خصائص محتملة مضادة للسرطان. يحتوي جذر الراسن أيضًا على مركّبات قد تفيد صحة الجهاز التنفسي وتثبط السعال.

يمكنك شراء مكملات جذر الراسن في شكل مجفف ومسحوق، وقطرات سائلة، وشاي. ومع ذلك، يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث البشرية لتحديد سلامته وفعاليته والجرعات القياسية.

آخر تعديل بتاريخ
14 فبراير 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.