الكحول .. هناك الكثير من الأساطير الغريبة التي يتناقلها الناس حول تعاطي الكحول، وتكمن المشكلة في أنهم يصدقونها، مع أنها في النهاية ليست سوى أكاذيب يمكن أن تعرِّض الصحة للخطر، دعونا نتوقف عند عدد من هذه الأساطير لنضع الأمور في نصابها الصحيح.
12 أسطورة عن الكحول
أولًا: عليك أن تعجب بالشخص الذي يستطيع شرب كميات كبيرة
الشخص الذي يشرب كميات كبيرة ويبقى رصينًا دون أن تبدو عليه علامات الضعف والتأثيرات الجانبية يُظَن أنه يملك قدرة عالية على تحمل الكحول، وأن عقله وجسمه يتكيّفان معه، إلا أن هذا لا يجب أن يكون محط إعجاب على الإطلاق، بل هو في الواقع علامة تحذيرية لوجود مشكلة عنده، ولا بد من أخذها على محمل الجد قبل أن تنتهي بالإدمان، الذي يؤدي إلى سلوكيات خطيرة وتأثيرات مدمرة لا تُحمد عقباها على الصعيد الشخصي والعائلي والاجتماعي والمهني.
ثانيًا: الكحول يدفِّئ الجسم
عندما تشرب الكحول تتوسع الأوعية الدموية للجلد، ما يدفع إلى هجرة الدم من الأعضاء العميقة إلى الجلد والمناطق القريبة منه. يخلق هذا إحساسًا بالدفء ولكن، وفقًا لموقع لايف ساينس، فإن حرارة جسمك لا تتغير، وأن ما يحصل هو إعادة توزيع الحرارة الموجودة أصلًا.
يُنتج الجسم حرارة تقارب 37 درجة مئوية، وأغلب هذه الحرارة تنتج عن العمليات الاستقلابية في الجسم، وبما أن الجلد يحتوي على الكثير من المستقبلات الحسية التي تشعر بالتغيرات في درجة الحرارة، فإن إعادة توزيع الدم الناجمة عن الشرب تتسبب في إطلاق برقيات (رسائل عصبية) عاجلة إلى الدماغ لإخباره بأن الجو حار، فيتجاوب الجسم على هذا من خلال آلية التعرق، فيفقد الجسم الحرارة، وهذا أمر بالغ الخطورة، خاصة في حال المعاناة من مشكلات في القلب.
ثالثًا: يمكن استخدام الكحول كمكمل غذائي
لا يملك الكحول قيمة غذائية تُذكَر سوى أنه مَصدر للسّعرات الحرارية، إنه ليس طعامًا ولا يمكن استخدامه كبديل للطعام. فهو لا يحتوي على فيتامينات أو معادن أو بروتينات، ومع ذلك فهو يعطي كمية كبيرة من السّعرات الحرارية التي تتحول إلى دهون يتم تخزينها في الجسم للاستفادة منها لاحقًا.
رابعًا: الكحول هو دواء منشط
تحفز الجرعات الأولية من الكحول الدماغَ على إطلاق هرمون السعادة الدوبامين، وهي الآلية الكامنة وراء التأثيرات المنشِّطَة له، كما يمكنه أن يزيد من معدل ضربات القلب، وقد يؤدي إلى زيادة العدوانية لدى بعض الأفراد، وكلاهما سِمتان من سِمات المنشطات. وتَحدث التأثيرات المنشِّطة عندما يقترب تركيزه في الدم من 0٫05 ملغ لكل لتر، ولكن، وبمجرد وصول المستوى إلى 0٫08 ملغ لكل لتر، فإن التأثيرات التثبيطية له على الدماغ تبدأ في الهيمَنة، والمستوى الأخير هو الذي يؤخَذ به قانونيًا لمنع قيادة السيارات.
خامسًا: تحدث آثار الكحول بسبب تبديل أنواع المشروبات
تحدث آثار الكحول بسبب كميته المستهلكة ومعدل استهلاكه، ولكنها لا تَحدث بسبب نوعه الذي يتم تناوله. وأثناء استقلابه في الكبد لا يستطيع الكبد القيام بوظائفه الطبيعية كما يجب، فتحصل اضطرابات عدة، أحدها عدم القدرة على تنظيم سكر الدم عند مستواه الطبيعي.
سادسًا: مدمنو الكحول يشربون كل يوم
مدمنو الكحول أصناف، فهناك مَن يشرب كل يوم، وهناك مَن يشرب في عطلة نهاية الأسبوع، وهناك مَن يشرب في المناسبات، وهناك مَن يشرب بنهَم على مدى أسابيع أو أشهر أو سنوات. إن إدمانه لا يقاس بعدد المرات أو بأوقات الشرب، بل بقدرة الشخص على التوقّف عن الشرب أم لا.
سابعًا: لا يمكنك أن تصبح مدمنًا على الكحول بشرب البيرة فقط
على الرغم من أن البيرة تحتوي على نسبة منخفضة نسبيًا من الكحول، فإن الإفراط في استهلاكها يقود إلى الإدمان.
ثامنًا: شرب القهوة السوداء أو الاستحمام البارد يوقظان من السُّكر
شرب القهوة أو الاستحمام بالماء البارد لا ينتجان سوى سُكارى مستيقظين. الوقت وحده فقط هو الذي يخلّص الجسم من تأثيره الذي يَسرح ويَمرح في الدم. لا توجَد طريقة معروفة لتسريع تخلص جسمك منه، وكل ما يقال في هذا الخصوص هراء في هراء.
تاسعًا: لا بأس أن تَسْكَر بين الحين والآخر
يرتبط الإفراط في شرب الكحول بمشكلات صحية خطيرة، مثل التهاب البنكرياس والسرطان، ومرض القلب وارتفاع ضغط الدم، وتلف الكبد والسكتة الدماغية، والإصابات والرضوض والحوادث. إذا تناولت 4 مشروبات أو أكثر بالنسبة للنساء، أو 5 مشروبات أو أكثر بالنسبة للرجال، في جلسة واحدة فأنت تخاطر بصحتك.
عاشرًا: الشرب باعتدال آمن
قد يكون لاستهلاك الكحول المعتدل بعض الفوائد الصحية، ومع ذلك؛ فإن هذا لا يعني أنه خالٍ من المخاطر. بالنسبة لمعظم الناس، فإن المخاطر تفوق الفوائد المحتملة، ويشمل هؤلاء:
- الحوامل.
- المدمنين على الكحول.
- المصابين بالسكتة الدماغية.
- المصابين بأمراض في الكبد.
- المصابين بفشل القلب.
- المصابين بمرض في البانكرياس.
- الذين يتناولون أدوية يمكنها أن تتفاعل مع الكحول.
- الذين يخططون للقيادة أو لتشغيل الآلات.
الحادي عشر: الشرب طريقة جيدة للتخلص من الألم المزمن
أحيانا، قد يلجأ الأشخاص إلى شرب الكحول للمساعدة في التعامل مع الألم المزمن الذي يعانون منه، وذلك بسبب قدرة الكحول على تثبيط الجهاز العصبي وتقليل الإحساس، ولكن هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل هذا الخيار ليس جيدًا:
- قد يؤدي شرب الكحول أثناء أخذ مسكنات الألم إلى زيادة تضرر الكبد أو النزيف من المعدة أو إلى حدوث مشكلات أخرى.
- ازدياد تحمل الجسم لآثار الكحول، ما يعني الحاجة إلى تناول جرعات أكبر لتخفيف الألم مع مرور الوقت.
- يمكن أن يؤدي تعاطي الكحول على المدى الطويل إلى زيادة الألم، وإذا كانت هناك أعراض انسحابية من الكحول، فإن الشعور بالألم يزداد.
الثاني عشر: ليس لدي مشكلة لأنني أشرب النبيذ البيرة فقط
المشكلة ليست بما تشربه، بل بكيفية تأثير المشروب عليك وعلى حياتك. إذا أجبت ب "نعم" على أي من العبارات الآتية فقد يكون لديك مشكلة مع شرب الخمر:
- إذا عانيت من أعراض انسحابية للكحول، مثل الارتعاش، التشنجات، التعرق، زيادة دقات القلب، ارتفاع ضغط الدم، الغثيان، الأرق، الهلوسة، القلق، الإثارة، الارتباك الشديد.
- إذا أدى الشرب إلى وضعك في مواقف يمكن أن تعرّضك أو الآخرين إلى الإصابة أو إلى القيادة وأنت في حالة سُكْر، أو إلى ممارسة الجنس غير الآمن.
- هناك أوقات تشرب فيها أكثر أو لفترة أطول مما كنت تريده.
- لم تكن قادرًا على التقليل أو التوقف عن الشرب بنفسك.
- تقضي الكثير من الوقت في الشرب، أو تمرض من الشرب، أو لا تتغلب على آثار الشرب.
- إذا كانت لديك رغبة عارمة للشرب، ولا تفكر في أي شيء آخر سوى الشرب.
- إذا لم تفعل ما هو متوقع منك القيام به في المنزل أو في العمل، أو إذا استمر شعورك بالمرض بسبب الشرب.
- تستمر في الشرب على الرغم من أنه يسبب لك مشكلات مع العائلة أو مع الأصدقاء.
- تقضي وقتًا أقل في الأنشطة التي كانت محطّ اهتمامك من قبل.
- إذا كان شربك للخمر يجعلك تشعر بالقلق أو الاكتئاب أو النسيان، أو يسبب لك مشكلات صحية أخرى.
- إذا كنت مضطرًا للشرب أكثر من ذي قبل للحصول على نفس التأثير.
- إذا كان عدد المشروبات الذي اعتدت عليه الآن أصبح أقل تأثيرًا من ذي قبل.
