لذا قام "المعهد الأميركي لأبحاث السرطان" "American Institute for Cancer Research (AICR)" باستحداث نظام غذائي صحي لتقليل خطر الإصابة بالسرطان بجانب عدد من الأمراض المزمنة الأخرى، وقد أطلق على هذا النظام الغذائي "الطبق الأميركي الجديد" "The New American Plate".

• نظام غذائي شامل وليس مجرد حمية

إن الطبق الأميركي الجديد ليس حمية تهدف إلى إنقاص الوزن، بل هو نظام غذائي شامل يهدف إلى حياة أكثر صحة عبر الوقاية من السرطان والأمراض الأخرى، كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

إن هذا النظام الغذائي تم استحداثه بناء على توصيات لجنة من العلماء والخبراء قامت بفحص كل الأدلة العلمية والبيانات المتاحة حول الغذاء وعلاقته بمرض السرطان، والتي نشرت في تقرير "الطعام والتغذية والنشاط البدني والوقاية من السرطان: منظور عالمي" الصادر عن "المعهد الأميركي لأبحاث السرطان".

• ما هو الطبق الأميركي الجديد؟

ببساطة شديدة نظام الطبق الأميركي الجديد يوصي بأن يحوي طبق طعامك على أغذية نباتية، كالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، بنسبة الثلثين أو أكثر، بينما يحوي من الأسماك أو الدواجن أو اللحوم أو منتجات الألبان قليلة الدسم بنسبة الثلث أو أقل.

ويوصي هذا النظام بتناول كمية أكبر من الأغذية النباتية مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات. فالخضر والفاكهة تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن والمركبات الكيميائية النباتية الأخرى، التي تحمي خلايا الجسم من مسببات السرطان، خاصة الخضروات ذات الأوراق الخضراء أو الخضروات الملونة بجانب الفواكه الحمضية، بينما تحوي الحبوب الكاملة كالأرز البني والكينوا والشوفان وحبوب القمح الكاملة على نسبة عالية من الألياف، وبالتالي سعرات حرارية أقل. أما البقوليات كالبازلاء والفول والعدس فهي غنية بالألياف والبروتينات، بالإضافة إلى حمض الفوليك الذي يلعب دورا هاما في الوقاية من السرطان.

أما بالنسبة للحوم بأنواعها، فيوصي النظام بالتقليل منها قدر الإمكان. كما يفضل تناول لحوم الدواجن والأسماك بدلا من اللحوم الحمراء، إذ إن هناك أدلة علمية تشير إلى وجود علاقة بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والإصابة بسرطان القولون. لذا ينصح بتناول 85 غراما فقط من اللحم الأحمر يوميا ست مرات فقط بالأسبوع، بحيث لا تتجاوز الكمية الكلية 500 غرام أسبوعيا. أما بالنسبة للحوم المصنعة أو المملحة فيحبذ تجنبها تماما، لوجود دلائل علمية قوية على علاقتها بمرض السرطان.

• نظام غذائي يجمع بين البساطة والمرونة

إن أهم ما يميز نظام الطبق الأميركي الجديد الغذائي هو سهولته ومرونته. فهذا النظام لا يتطرق إلى تعقيدات حسابات السعرات الحرارية وعدد غرامات الدهون والنشويات، بل يهتم بمراعاة التناسب في الطعام العادي الذي نأكله جميعا كل يوم. كما أنه نظام غذائي مرن يتوافق بسهولة مع أنماط الحياة والعادات الغذائية المختلفة، كما يراعي التفضيلات والاختيارات الفردية أيضا.

فإذا كنت نباتيا، يمكنك تناول ثلث طبقك من البيض والجبن بدلا من اللحوم والدواجن والأسماك، كما يمكنك تناول طبقك بأكمله من الأطعمة النباتية فقط مع تخصيص جزء لتلك الغنية بالبروتينات، كالبقول والمكسرات. أما إذا كنت لا تحب الخضروات، فيمكنك إضافة أنواع مختلفة من الصوص أو التوابل إليها بدلا من تناولها بمفردها، أو يمكن تناولها في صورة حساء.

وأخيرا فإن اتباع ذلك النظام الغذائي من شأنه تقليل خطر الإصابة بمرض السرطان بشكل كبير، خاصة إذا تزامن مع تقليل استعمال السكر والملح بالطعام، بجانب ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ثلاثين دقيقة أو أكثر، وبالطبع تجنب التدخين والكحوليات تماما.

اقرأ أيضاً:
خضار وفواكه غير شائعة قاهرة للمرض
نظام الغذاء الشبيه بالصيام يقلل المخاطر الصحية لتقدم السن
النوتيلا معشوقة الجماهير.. هل تسبب السرطان؟
الغذاء الكيتوني .. أمل جديد لمرضى السرطان والصرع

المصادر:
A Model Plate for a Cancer Preventive Diet
Diet and cancer