تحية طيبة وبعد..
الخوف مشاعر طبيعية بداخل كل إنسان منا، بل ونحتاج لوجود قدر منها لنحافظ على سلامتنا وصحتنا، ولكن عند بعض الأشخاص يزداد حجمه عن القدر الطبيعي المقبول ويبدأ في التحول من حمايتنا لتعطيلنا، وبدلا من المحافظة على أدوارنا المطلوبة يصبح عائقا للتواصل مع الآخرين، فخوفك تخطى القدر الطبيعي ويظهر في مساحة تعاملك مع الآخرين.

أولاً، عليك أن تتفهمي أن ذلك الخوف من التعامل مع الآخرين (خصوصا عندما يكون هناك عدد من البشر ، كحفلة أو تقديم علمي وسط ناس أو زوار.. الخ )، يحدث مع أناس كثر، وأنك قد تحتاجين (قد تحتاجين) لأدوية تخفف من تلك المخاوف أثبتت فعاليتها، وساعدت الكثيرين من خلال متخصص نفسي، ولكن بجانب ذلك هناك من ساعد نفسه بعلاج ذاتي أو جمع بين العلاج الدوائي والذاتي فكانت النتيجة جيدة، واليك بعض ما اقترحه كتدريبات لمساعدتك:

1- أن يملأك الشعور بالحاجة لتغيير ما أنت عليه، فبدون حدوث ذلك ستحاولين كثيرا بلا تحقيق تقدم، فخذي وقتك في هذا، ولكن لا تقدمي على التدريب إلا حين تتشبعي من داخلك تماما بأنك تتحتاجين للتغيير (ولاحظي أني لم أقل تريدين التغيير بل تحتاجينه.. فهناك فرق نفسيا في ذلك).

2- أن تحشدي كل مواقفك الصغيرة السابقة والتي تمكنت فيها من تجاوز مخاوفك، (أو عندما أوصل إليك شخص بالتصريح أو التلميح بعدم ضرورة الخوف من التواصل معه)، ليساعدك ذلك في تلك الخطوة، وهي خطوة "تصديق" أنك تستطيعين التغيير.

3- البدء تدريجيا، مع التكرار، بالتواصل مع أشخاص أو وسط أشخاص يحبونك كأهلك من الدرجة الأبعد، للحديث والتواصل من دون يأس.

4- تكرار تدريب ذهني تتخيلين فيه موقفا يثير خوفك وسط أشخاص؛ وذلك عندما تكونين في مكان هادىء لا مقاطعات فيه، تستخدمين فيه كل حواسك، فتستحضرين المكان بتفاصيله كالروائح، والأصوات، وكيف تجلسين، وماذا ترتدين..الخ، ثم تتخيلين أنك تتحدثين معهم حول موضوع ما، وكلما شعرت بالتوتر، اخرجي من المشهد لتهدئي، ثم عودي ثانية لتكملته، وهكذا حتى تتركين المشهد وأنت راضية تماما عن نفسك كما تريدين، هذا التدريب -على صعوبته -  يساعدك كثيرا في تخطي هذا الخوف حين تبدئين نقله من الخيال للواقع.

5- يمكنك كذلك الاستمرار الدائم على تمارين الاسترخاء، والتنفس الصحي.

6- أخيرا كافئي نفسك في كل مرة تتخطين مخاوفك.

دمت طيبة.

اقرأ أيضا:
مريض الرهاب.. معاناة مستمرة (ملف)
نصائح عملية للسيطرة على الرهاب الاجتماعي