27 سبتمبر 2018

وحيد ومنعزل وفاقد الأمل في التغيير

السلام عليكم.. منذ صغري وأنا شخص قليل الكلام والأصدقاء. والناس تنعتني بضعيف الشخصية والتفكير، هذا الأمر أصابني بالحزن والإحباط. حتى وصل الأمر بي إلى الانهيار. عرضوني على طبيب أحالني للمعالج النفسي، الذي وصف لي أدوية مضادة للاكتئاب. أخبرت الطبيب أن مزاجي تحسن لكن قدراتي الاجتماعية كما هي، فقال لي أنت تساعد نفسك. نحن ما نقدر نعمل شي.. كما أنني لا أضحك الآخرين ولا أجيد التحدث، وكثيراً ما ألوم نفسي إذا تذكرت الكلام الصحيح بعد انتهاء الموقف، وأشعر باليأس. استشرت مواقع في الإنترنت فقيل لي إن لديك شخصية تجنبية.. السؤال هل في أمل أتغير وأتحسن لأني أفكر بالانتحار.. وأصبح وجودي والعدم واحداً.


عزيزي عماد
تسأل عن وجود أمل في التغيير، وأجيبك بنعم هناك أمل.. بل لعل الأصل أن الانسان يتغير، والثبات هو الاستثناء.

أقدر تماما حالة الحزن التي تعتصر قلبك، ومحاولاتك المستمرة للتغيير، وحين تفشل تكون فريسة كما ذكرت للإحباط واليأس والاكتئاب بل وأفكار الانتحار.


التغيير عملية ممكنة متى تهيّأت العوامل والأسباب، وأول العوامل رغبة داخلية في التغيير إلى ما هو أفضل "لك"، ولك وحدك ليس لمن حولك. فربما يكون التغيير كما يقولون بمزيد من الانفتاح على المجتمع والناس لأنك قليل الكلام، وربما يكون التغيير قبول كونك مختلفاً عنهم، وأن لك طباعا ليست لهم، وكلا المسارين تغيير، وكلا المسارين كفيل بتغيير حالة الحزن المسيطرة عليك.

العامل الآخر المهم في عملية التغيير هو وجود البيئة الآمنة التي تشجع على التغيير، بيئة فيها قبول وحب، ولا يستطيع الانسان أن يختار أسرته، ولكنه حتماً يستطيع أن يختار من يصاحب، ومن يتزوج، وأين يعمل؟ وبالتالي إن عجزت عن تغيير البيئة المحيطة بك فلك الحق أن تختار بيئة أخرى تقبلك كما أنت وتحترم اختلافك.


من البيئات التي تساعد على ذلك أيضا مجموعات العلاج النفسي؛ فهي مخصصة لهذا الغرض، حيث توفر بيئة آمنة لأعضائها للمشاركة بحرية حول ما يدور بعقولهم وقلوبهم، ومقارنة ذلك بمشاركات الآخرين دون أحكام مسبقة، ما يسهل عملية التغيير، واكتساب المهارات.

أخيرا أنصح بزيارة للمعالج أو الطبيب مرة أخرى، ومشاركته ما يدور في ذهنك من أفكار، خاصة أفكار الانتحار، فهذا بلا شك إحدى وسائل التغيير.
آخر تعديل بتاريخ
27 سبتمبر 2018