04 أغسطس 2019

هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري؟

هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري؟
عزيزي عبودي؛
لا يحاسب الإنسان على ما لا يملك، ولا يحاسب على ما لا يستطيع تغييره، والوسواس القهري مرض نفسي يرجع لخلل ما في بعض النواقل العصبية في المخ، والعلاج سواء الدوائي أو النفسي يساعد على استعادة توازن هذه النواقل العصبية، وبالتالي فيمكن اعتباره نوعاً من الأمراض العضوية التي تتأثر بالحالة النفسية والظروف الاجتماعية فلا حساب عليك اطمئن ولكن اسع للعلاج ولا تيأس "فلكل داء دواء".



ولعلي أستطرد وأوضح لماذا يتكرر هذا السؤال، أظن أن السبب يرجع للاسم "الوسواس" الذي له معنى ومدلول في الطب النفسي يختلف عنه في القرآن على سبيل المثال؛ ففي القرآن ورد لفظ الوسواس الخناس والمقصود به الشيطان، أما في الطب النفسي فالمقصود به هي تلك الحالة المرضية التي تتميز بتكرار أفكار غير صحيحة.. يعلم المريض عدم صحتها، ولكنه يعجز عن دفعها، والتخلص منها فتقهره لأفعال معينة لتقليل مشاعر القلق المصاحبة لها.



ولحل المعضلة، ارجع إلى الترجمة الإنكليزية للكلمتين لتدرك الفرق بينهما، فالشيطان بالإنكليزية devil، والوسواس بالإنكليزية obsession، وهما كلمتان بعيدتان كل البعد عن بعضهما، وعند تصنيف مرض الوسواس القهري obsessive compulsive disorder، وتمت ترجمتها للعربية إلى الوسواس القهري، ومن هنا كان التداخل بين المصطلح النفسي، واللفظ القرآني.. فظن البعض أنهما بنفس المعني، وهذا غير صحيح.
آخر تعديل بتاريخ
04 أغسطس 2019