11 ديسمبر 2023

هل من الممكن محو ذكرى أو وساوس من الدماغ عن طريق العلاج النفسي؟

هل من الممكن محو ذكرى تمامًا من عقلي ونسيانها كأنها لم تكن يومًا عن طريق العلاج النفسي أو العقلي؟ هل العلم توصَّل لطريقة كهذه؟ أعاني من وسواس الموت منذ 5 سنوات، كل النصائح التي قدّمها لي الأطباء لم تفدني وقد تحطمت حياتي. فقدت الشغف تمامًا من الحياة، والإرادة ذهبت، كأن قلبي ميت على كل شيء، ما في شيء يدفعني حتى لأقوم أتحمم وأمارس حياتي الطبيعة، أهملت نفسي.

الأخت الفاضلة:

هناك فرق بين محو ذكرى من تاريخ الإنسان ومحو وسواس وأفكار قلق، محو الذكرى مثل تجاوز صدمة أو مشكلة أو فقد عزيز، وعادة ما يكون أصعب من محو أفكار القلق. 

يحتاج محو ذكرى مؤلمة أحيانًا للعلاج النفسي، وأحيانًا أخرى يكون كل المطلوب هو الانشغال عن الفكرة بشكل كبير من خلال عمل أمور كثيرة خلال اليوم، والذي يُحدث ذكريات جديدة تعمل على مَسح القديم، وكذلك قلة استحضار تلك الذكرى المؤلمة. ولو فتّشتِ في أحداث حياتك فستجدين أن الكثير من الأحداث السيئة التي حدثت لك في حياتك قد تجاوزتِها ونسيتِها مع الأيام.

أما محو أفكار القلق والوسواس فهناك إرشادات كثيرة جدًا تتعلمينها خلال جلسات العلاج النفسي، بالإضافة إلى الدواء. عادة ما يكون ضَعف النتيجة في التخلص من أفكار القلق والوسواس سببه هو ضَعف تنفيذ هذه التعليمات، واستصعابها، والتردد في التنفيذ، أو التنفيذ المؤقت أو البسيط أو السطحي، أو غيره من أسباب عدم الاستفادة من الإرشادات.

لا تشعري باليأس من قلة الاستفادة، لكن راجعي أسباب ذلك مع معالِجكِ النفسي، ولا تتوقفي عن العلاج، بل ليكن معك دفتر وقلم لتكتبي فيه الإرشادات في الجلسات. ثم قيّمي تنفيذك للإرشادات كل يوم في دفترك، ثم قدّمي "كَشف الحساب" هذا لمعالجك لتقييم التحسّن، وللسعي خطوات أخرى للأمام. 

لا تتوقفي، واستمري في العلاج، ولا تفوتك أهمية العلاج الدوائي، ولا تترددي فيه إذا وُصف لك.

آخر تعديل بتاريخ
11 ديسمبر 2023