هل علاج المازوخية والزواج من مريضها ممكنان؟

أهلا بكِ عزيزتي؛
شكرا لإدراكك ووعيك أنه بحاجة للمساعدة واستعدادك لمساعدته، موقفك هذا سيساعد كثيرا، أكيد، حيث نجد أن موقف الشريك الداعم يكون جدا مثمرا في أغلب الاضطرابات النفسية.

والمازوخية هي واحد من الاضطرابات الجنسية، المازوخي يشعر باللذة الجنسية من تأنيبه، تعذيبه، إهانته، وحتى في بعض الأحيان من ضربه وإيذائه، لماذا؟ قد تكون ربطا شرطيا، يعني ارتبطت المتعة بفعل معين واستثمار له، هنا يحدث ربط شرطي، فيصبح الشخص مستثارا كلما تكرر الفعل. مثلا، عندما نشم رائحة الطعام ويقدم لنا يسيل لعابنا، وبتكرار الحالة سيسيل اللعاب عند الشم فقط من دون تقديم الطعام.

وهنا نفس الحالة، حدث مؤذ أو مهين تكونت استثارة معه ومن ثم تعود عليه، فهو ربط الجنس بهذا الفعل. لذلك ممكن لنا أن نعمل على هذه النقطة بالذات، وهي فك الارتباط الشرطي وربطه بغير حالة، ولتكن الحالة الطبيعية. أيضا، هناك طريقة أخرى وهي طريقة التنفير أو (aversive therapy)، وهنا نستعمل طرقا تنفيرية كلما راودت الشخص الأفكار المازوخية، إلى أن يبتعد عنها العقل بصورة تلقائية لأنها أصبحت منفرة، وهي هنا عكس الربط الشرطي، حيث نربط الفكرة بفكرة منفرة فيلجأ العقل لطردها..

أكيد هذه الطرق كلها يجب أن تتم في جو نفسي وببيئة نفسية سليمة، لذلك أنصحكما بمتابعة الموضوع مع معالج أو طبيب نفسي، ويا حبذا لو كان متخصصا بالاضطرابات الجنسية، لأن الأمر يحتاج أن يمر بسلاسة وتروٍ وهدوء حتى لا يسبب رد فعل عكسيا على علاقتكما.

أحببت ما وصفتِ في بداية الرسالة من أنه شخص متفهم ومحب لكِ ولأطفالك، وهذا ما أحببت أن أنوه به، فهناك معتقد أن الاضطرابات الجنسية هي أسلوب حياة، ولكن الحقيقة أن أغلبها هو أمور خاصة فقط وليست أسلوب حياة أو صفة عامة عند الشخص، لكن لها تبعات كالاكتئاب والقلق.

فمن الممكن أن تجدي شخصا سويا من الناحية الاجتماعية والحياتية والعملية، ولكنه يملك صفة من صفات الاضطرابات الجنسية، كالمازوخية أو السادية أو الاستثارة بالملابس أو التنكر كالنساء أو بجزء معين من ملابس النساء وغيرها من الاضطرابات الجنسية. لذلك فإنني أحب أن أبين لك أن الأمر قابل للعلاج وللتغيير، لكن أكيد بعد الالتزام بالخطوات النفسية وتطبيقها بالصورة الصحيحة.
بارك الله فيكما ورزقكما الحياة الزوجية الهادئة التي تستحقان...