28 أغسطس 2022

هل العادة السرية فعل فاضح ومشين؟

سؤالي بالنسبة إلى العادة السرية للبنت، هل هي حقاً فعل سافل وقلة لأدب وللتربية مثل نظرة المجتمع له؟ وهل عند العبث بالفرج أو إدخال شيء فيه دون خيال جنس هو من العادة؟ وأيضاً، أي شخص عندما يقوم مثلاً بلمس نفسه في أثناء التنظيف أو غيره لا ينتفض أو يتلذذ مثل إذا قام شخص آخر بلمسه؟ فكيف تقولون إنه يتلذذ من الدغدغة؟ فكيف للإنسان أن يدغدغ نفسه؟! أم هي تعتمد على الخيالات الجنسية عندما يتخيل الشخص أنه يفعل الجنس مع شخص معين ويلمس ذاته كأن هذا الشخص هو من يلمسه؟ آسفة على جرأة الأسئلة، ولكني أريد أن أفهم بنحو صائب، وأنا فضولية.

عزيزتي،
بصراحة، وقد تستغربين ردي، لكني أحييك على طرحك هذه الأسئلة. البشر كائنات فضولية، وما يميزنا عن غيرنا من الكائنات هو الأسئلة وتحكيم العقل. لذلك، فأنا أحييك مرة أخرى على رغبتك في المعرفة، فالسؤال هو باب المعرفة.
وما لا يدركه كثير من الناس، أن هناك نوعين من الأفعال: 

  1. الفعل الجسدي (physical act)، و هو ما نقوم به بصورة مباشرة وجسدية.
  2. الفعل الذهني أو العقلي (mental act)، وهنا يقوم العقل بتحقيق الفعل من طريق التخيل.

وما وجده العلماء من خلال الأبحاث، أن الفعلين متشابهان بالنسبة إلى العقل. وحققت التجارب على متسابقين في الجري ذات النتائج عند ركضهما على المضمار وعند تخيلهما للركض في سباق على ذات المضمار، حيث وجدوا أن ذات العضلات قد تقلصت مع زيادة في نبضات القلب وشدة التنفس، وهذا يعود إلى أنّ إيعازات العقل هي نفسها في كلتا الحالتين.
لذلك، عند ملامسة الأعضاء الحساسة بنية الغسل، لو للنظافة مثلاً، لا تحدث استثارة، ولكن عند لمسها بنية وتخيل أمر جنسي، ستحدث استثارة بالتأكيد.

أما بالنسبة إلى سؤالك عن كون هذه العادة خطأً أو صواباً، سأترك هذه الإجابة لك بعد أن أشرح لك أساس الصواب والخطأ. كل فعل مضر لنا على المدى القصير أو البعيد هو خطأ، و كل فعل مفيد لنا هو صحيح.
والعادة السرية تجعل الشخص يتعود نمطاً معيناً من الاستثارة الجنسية، وارتفاعاً معيناً من هرمون الدوبامين. لذلك، هي تتحول إلى إدمان بمرور الوقت، وما كان يسبب استثارة اليوم، لن يكون كافياً غداً. لذلك، يدخل الشخص في مرحلة التعود كالمدمن، وهنا يجب أن أذكر أن تعوّد الدماغ لنسبة الدوبامين هذه قد يغيّر في تركيبته بالضبط كما يفعل الإدمان ويدخل الشخص في أعراض ثانوية، كالاكتئاب والقلق، كما يحدث مع الإدمان. لذلك، نحن ننصح بترك العادة السرية تدريجاً، لكي نتجاوز هذه المضاعفات.
أتمنى أن أكون قد أجبتُ فضولك. بارك الله فيكِ وأرشدك دوماً إلى الصواب.

آخر تعديل بتاريخ
28 أغسطس 2022