22 أكتوبر 2017

هل الخوف من الموت قلة إيمان؟

هل الخوف من الموت مرض أم قلة إيمان؟ بقالي فترة كبيرة خايفة.. مش بقدر أنام ولا بقدر أصلي باليل بس بفضل قاعدة على الصبح خايفة وبقعد اتخيل اى حوداث، لكن لما بصحى ببقي كويسة نوعا ما، خايفة أعمل أى حاجة أشتغل أو أذاكر.. كل ما آجى  أخد خطوة أقول منا كدة كدة هموت.. هتعب نفسي ليه خايفة على ولادى؛ دايما ببقي حاسة نفسي أخدهم في مكان بعيد واهاجر يمكن ارتاح
الخوف شعور طبيعي، وفطري فينا جميعاً، وهو مطلوب؛ لنتمكن من حماية بقائنا على قيد الحياة في صحة وعافية؛ ونحن نحتاج للخوف ليساعدنا على أن نحمي أنفسنا مثلاً من حوادث السير أثناء عبور الشارع، ونحتاج للتعرف على الأدوات، أو الأماكن الخطرة لتفاديها، وغير ذلك.

ولكن حين تكونين في بيتك وتظلين خائفة وترتقبين حدثاً سيئاً، وتغرقين في سيناريوهات مخيفة من صنع خيالك؛ فهنا نتحدث عن خوف ترك مساحة الطبيعي والمقبول، وصار له أثر نفسي سلبي، ولاعلاقة له بضعف الإيمان، ولكن له علاقة بعدم قبول الموت.

فالموت جزءٌ أصيلٌ لا ينفصل عن الحياة؛ ومنذ ولدنا ونحن نودع أشخاصاً كما نستقبل آخرين؛ فهو جزء من الحياة، وقبولك وقبولي للموت هو ما ينجينا من الموت نفسياً كل يوم حتى وإن أكلنا وشربنا، ومر اليوم بعد اليوم؛ فقبول الموت يحتاج لنضوج نفسي لفهم حقيقته فعلاً، ويحتاج لتسليم يجعلنا أكثر حياة من داخلنا بشكل حقيقي، وإلا تحول لخوفٍ ماضٍ يعطل الحياة، وسأترك لك تلك النقاط لمراجعتها:

- لماذا يظهر خوفك من الموت ليلاً فقط؟ ألا يموت الناس نهاراً؟ وماذا تعني قدرتك على تخطي هذا الخوف نهاراً؟.
- الموت ليس أمراً سهلاً، ولكنه كذلك ليس العدم واللاشيء؛ فالموت هو الطريقة التي بها ننتقل من الحياة لحياة أخرى لها قوانين أخرى لا نتمكن من القسم على معرفتها معرفة اليقين، كما انتقلنا بالولادة من حياة الرحم للدنيا، فهو الطريقة وإن حملت معها ألماً كما حملت مع الولادة السابقة ألماً ولكن بشكل مختلف.
-الخوف من الموت موت؛ فأنتِ لا تهربين من الموت، بل تستدعينه كل لحظة فتلتصقين به أكثر.
-الحركة، النشاط والانشغال يجعلان تكريس التفكير في الموت أقل؛ فلتنخرطي في أنشطة كثيرة قدر استطاعتك لتخفيف العبء.
-حقيقة الخوف من الموت هي نفسها الخوف من الحياة؛ فلتجتهدي في فهم ما أقول لأن الموت والحياة وجهان لعملة واحدة، وخوفك من الموت يساوي خوفك من خوض الحياة بصعوباتها.
- خوفك من الموت سينتقل دون أن تعي، أو دون ارادتك لأولادك ؛ فيعانون مثل معاناتك، ولا أقصد أن تشعري بالذنب تجاههم؛ فهو أسوأ ما يمكن فعله مع النفس، ولكن خوفك من الموت سيجعل الحياة بداخلهم أقل بكثير مما يجب أن تكون عليه.
- راجعي كم مرة شعرت فيها بالخوف من قدوم الموت ولم يحدث؟ وهل بيدي، أو بيد أي مخلوق أن يوقف الموت حتى لو انعزل في جزيرة بعيدة؟
- نحن خلقنا لنحيا في الأرض، ونعمر ما فيها، ونضيف لأنفسنا ولغيرنا، ولم نخلق لنموت، ولكن بعد ما نجتهد فيما علينا الاجتهاد فيه؛ ننتقل لحياة أخرى عن طريق الموت.
- واظبي على تمارين الاسترخاء، والتنفس الصحي، واختبري المزيد من الحياة أكثر؛ لتتمكني من قهر خوفك الزائد من الموت.

تحتاجين لمتابعة طبية من متخصص نفسي؛ لتتمكني من استيعاب ما اقترحته عليك، والبدء في تنفيذه.

اقرئي:
قبول الموت.. حياة
إساءات في الطفولة.. لا أحتمل موت خطيبي
وصفة تفصيلية للتعامل مع القلق القاتل

نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة
آخر تعديل بتاريخ
22 أكتوبر 2017