07 نوفمبر 2020

هل التطرف الديني مرض نفسي أم انحراف فكري؟

السلام عليكم، سؤالي عن علاقة التطرف الديني بالأمراض النفسية، هل يمكن أن تكون علاقة سببية، بالنسبة لشخص ولد وتربى في أسرة غير صحية، ووالده متدين تدينا شكليا، لم يرب ولده بطريقه قويمة، ولم يمثل له قدوة جيدة، وكان يقسو عليه وعلى إخوته وزوجته وضرب زوجته ذات مرة أمام أولاده وأدماها، الآن هذا الولد - وهو أخي - أصبح متطرفا ويكفر الجميع، وتبرأ من أبي، ويسبه ليل نهار، ويفتعل معه المشاكل، لقد احترت في أمري💔، هل نتعامل معه كأنه مريض نفسي، لا نستطيع طلب مشورة طبيب بسبب وضعنا المالي.. أم نتعامل معه كمتطرف وننبذه كما نبذنا.

أهلا سحر؛
ليس كل من تبنّى فكرا متطرفا مريضا، فأغلب من يفعل ذلك يكون مبنيا على قناعات، ولكن هذا لا يمنع من وجود اضطراب فكري أو نفسي عند الكثيرين منهم، لكن لا يعتبرون مرضى - إلا قليلا منهم - وإنما نعتبرهم يعانون من مشكلات نفسية.

من الأمور التي ينبغي فهمها أن الإنسان إذا تم تشخيصه بمرض نفسي، فهو ما زال مسؤولا عن أفعاله أمام الله والقانون، إلا في حالات محدودة، وليس معنى أنه مريض أنه غير مسؤول، ومن باب أولى أن من لديه مشكلة فكرية فهو مسؤول تماما عن تصرفاته ومتحمل لنتائجها.

والتدين بشكل عام له ارتباط بالحالة النفسية، سواء بالقرب من الدين أو البعد عنه، والعكس بالعكس، فالقرب من الله والبعد عنه يؤثر نفسيا، لكن البعد عنه وإن كانت له أسباب ونتائج نفسية لكنه لا يسبب مرضا نفسيا، وإلا لقلنا إن كافة غير المؤمنين مرضى نفسيون، وهذا كلام غير صحيح تماماً.

بالتالي، فأخوك هداه الله ليس مريضا نفسيا - في الغالب - لكن لديه انحراف فكري يحتاج إلى مراجعات من شيوخ وعلماء دين، وهو مسؤول عن تصرفاته، ولا شك أن دعمكم له بالنصيحة والدعاء والنقاش الهادئ ينفعه إن شاء الله.


اقرئي أيضاً:
كيف تتخلص من التفكير الكارثي؟
آخر تعديل بتاريخ
07 نوفمبر 2020